تعليق: جماعات المصالح تشكل عاملاً مساعدًا لانحدار السياسة الأمريكية

قبل أربع سنوات، تعهد المرشح الجمهوري دونالد ترامب قائلا إنه "سوف يجفف مستنقع واشنطن". قد مرت الأربع سنوات بسرعة، و رأى الناس: أن سياسة واشنطن  لا تتميز بالنزاهة والعدالة، بل أصبحت أكثر قذارة، حيث أدى الفساد "المعقول" الناجم عن الارتباط العميق بين مجموعات المصالح والجماعات السياسية، وجماعة الضغط، وسياسة المال، عاملاً مساعدًا لتدهور وانحلال  السياسة الأمريكية.

جماعات المصالح  تشكل عاملاً مساعدًا لانحدار السياسة الأمريكية_fororder_微信图片_20210116144917

وفي الولايات المتحدة، يعتبر تأثير جماعات المصالح والأفراد على صناعة قرارات الحكومة وحتى الرأي العام من خلال الضغط، ظاهرة علنية. وفقًا لإحصاءات من قاعدة بيانات للتبرعات الأمريكية، تجاوز عدد أعضاء جماعات الضغط المسجلين في الولايات المتحدة 10000 سنويًا، خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2019. وارتفع الإنفاق على الضغط من 1.56 مليار دولار أمريكي في عام 2000 إلى 3.51 مليار دولار أمريكي في عام 2019، وهو أمر صادم. وتسببت سياسة الضغط في وضع مصالح بعض الجماعات القوية فوق مصالح عامة الشعب، وتم تهميش بعض الأشخاص من الطبقات المتوسطة والدنيا بسبب الافتقار إلى قنوات الضغط، ما جعل  مصالحهم وآرائهم لا تستطيع كسب اهتمام الحكومة.

جماعات المصالح  تشكل عاملاً مساعدًا لانحدار السياسة الأمريكية_fororder_微信图片_20210116144923

ويتجسد تآكل السياسة الأمريكية من قبل جماعات المصالح بشكل مباشر في تأثيرها على الانتخابات، وقد أصبح أعضاء جماعات المصالح مساهمين في سياسات المال الأمريكية. وبسبب وجود لجنة العمل السياسي الكبرى خلال الانتخابات الرئاسية، يمكن لجماعات المصالح الأمريكية جمع وتوزيع الأموال دون أي خوف وضمير،  مما يؤثر على نتائج الانتخابات على جميع المستويات. وبحسب إحصائيات أصدرتها قاعدة بيانات للتبرعات الأمريكية، وصل عدد" لجنة العمل السياسي الكبرى " إلى 2276 في الولايات المتحدة في عام 2020 مع جمع إجمالي 3.16 مليار دولار أمريكي.

جماعات المصالح  تشكل عاملاً مساعدًا لانحدار السياسة الأمريكية_fororder_微信图片_20210116144928

وبعد وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب إلى السلطة، لم يخفِ تعامله بالمثل مع جماعات المصالح. بالرغم من أنه تعهد بتجفيف مستنقع واشنطن، لكنه أصبح بالفعل  أكبر مدافع عنه و مسؤول على داومه.

وخلال السنوات الأربع الماضية، سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كسب المال عبر عقاراته الخاصة من خلال تحويل السلطة إلى المصالح. وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية أن جماعات المصالح أنفقت مبلغا كبيرا لإقامة 137 حدثا في العقارات الخاصة بترامب، من أجل الاقتراب منه والتأثير على قراراته، مما جعل هذا السياسي ورجل الأعمال يكسب أرباحا تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات على الأقل.

ويمكن ملاحظة أن تآكل السياسة الأمريكية بالمال أصبح فسادًا مؤسسيًا. ولا يستطيع السياسيون الأمريكيون التخلص من رائحة البرونز، وبغض النظر عمن سيصبح رئيسا، فلن يكون العلاج الشافي لتغيير طبيعة السياسة المالية الأمريكية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق