أعلنت الصين يوم الخميس (25 فبراير) عن تحقيق نجاح كامل في القضاء على الفقر المدقع وإكمال هدف التخفيف من حدة الفقر المطروح في "أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030" قبل موعده المحدد بـ10 سنوات. وجدير بالذكر أنه على مدى السنوات الثماني الماضية على وجه الخصوص، تم انتشال ما يقرب من 100 مليون صيني من براثن الفقر، وهو ما يعادل تخليص سكان بلد متوسط الحجم من الفقر كل عام. ويتسأل الرأي العام: ما الإلهام الذي يحمله النموذج الصيني في الحد من الفقر إلى العالم؟
مع العلم بأن عدد السكان للصين يمثل حوالي 20٪ من إجمالي سكان العالم، فبطبيعة الحال، تعتبر النتائج المرموقة التي حققتها البلاد في مجال القضاء على الفقر لا تخص الصين فحسب، بل تعني العالم أيضًا.
ووفقًا لمعيار الفقر المطلق المتمثل في الإنفاق اليومي الفردي البالغ 1.9 دولار أمريكي والذي حدده البنك الدولي، لا يزال هناك أكثر من 700 مليون شخص يعيشون في الفقر المدقع في العالم حتى اليوم. وفي الوقت نفسه، يؤدي تفشي وباء كوفيد-19 إلى زيادة تباطؤ عملية الحد من الفقر، ويتوقع البنك الدولي أنه بحلول نهاية عام 2021، قد تتسبب الجائحة في وقوع ما يصل إلى 150 مليون شخص في الفقر المدقع.
في هذا السياق ، تتغلب دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة على العديد من الصعوبات والتحديات وتقضي على الفقر المدقع في موعد محدد ، وهو بحد ذاته مساهمة كبيرة في عملية التخفيف من حدة الفقر في العالم. تظهر بيانات البنك الدولي أنه في كل 100 شخص ينتشلون من براثن الفقر على مستوى العالم ، أكثر من 70 شخصًا من الصين.
في الوقت نفسه ، اتخذت حكومة الصين إجراءات عملية لمساعدة البلدان النامية بشكل مباشر في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
على مدار ستين عامًا مضت ، أرسلت الصين أكثر من 600 ألف عامل إغاثة إلى 166 دولة ومنظمة دولية ، وقدمت ما يقرب من 400 مليار يوان من المساعدات ، وأعفت دون قيد أو شرط البلدان الفقيرة المثقلة بالديون والبلدان الأقل نموًا من المدفوعات الحكومية بدون فوائد. وأطلق الامين العام للامم المتحدة غوتيريس هذه المساهمات التي تستند إلى مسؤولية الدولة العظمى ومن مفهوم تقاسم مصير مشترك، اطلق عليها "مساهمة الصين الأخرى في قضية الحد من الفقر في العالم