تعليق: كيف حافظ "صنع في الصين" على المرتبة الأولى في العالم لأحد عشر عاماً على التوالي؟

تعليق: كيف حافظ "صنع في الصين" على المرتبة الأولى في العالم لأحد عشر عاماً على التوالي؟_fororder_3

أعلن وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني شياو يا تشينغ في مؤتمر صحفي عقده مكتب الإعلام لمجلس الدولة أمس الاثنين (1 مارس)، أن الصين أصبحت أكبر دولة مصنعة في العالم لأحد عشر عامًا متتالياً. كيف حافظ "صنع في الصين" على زخم قوته وحيويته المستدامتين؟

أولاً، يتمتع "صنع في الصين" بسوق ضخمة تضم 1.4 مليار نسمة ويظل يضع حاجات الناس في المقام الأول دائماً. من عصا سيلفي للهواتف الذكية إلى روبوتات الخدمة المنزلية، التي تم صنعُها تلبية لتحسين مستوى حياة الناس. وخلال السنوات العديدة الماضية، عملت الصين على تعميق إصلاحاتها الهيكلية في جانب العرض بشكل شامل لجعل آلية الإمداد الصناعي تتناسب مع الطلب المحلي. ووفقًا لتقرير صادر عن شركة مورغان ستانلي في فبراير الماضي، فمن المتوقع أن يصل متوسط معدل النمو السنوي لاستهلاك السكان الصينيين في السنوات العشر القادمة إلى 7.9٪، باعتباره "أعلى مستوى في العالم".

وتنبع حيوية التنمية المستدامة لـ "صنع في الصين" من الإبداع ولابتكار. وشهد الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا المواد الجديدة وتكنولوجيا الطاقة الجديدة وغيرها نمواً متزايد السرعة، مما يغير بشكل عميق نمط التنمية للاقتصاد العالمي وهيكل التقسيم الصناعي الدولي. وتتمسك الصين بطريق الاعتماد الذاتي لتطوير العلوم والتكنولوجيا، وتعزز القدرة الابتكارية المستقلة للصناعة التحويلية، وتسرع تحول الصناعات التقليدية، وتبني نظام التصنيع الأخضر، وتطبق مشاريع ترقية التقنيات الحاسمة، وتحسن جودة المنتجات. وخلال السنوات الخمس الماضية، بلغ متوسط معدل النمو للقيمة المضافة لصناعة التكنولوجيا الفائقة 10.4٪، وازدادت نسبتها في القيمة الصناعية المضافة للمؤسسات الكبيرة والمتوسطة من 11.8٪ إلى 15.1٪. ودفع الابتكار الهيكل الصناعي الصيني للتحسن والارتقاء بشكل مستمر حتى  أصبح مفتاحاً لرفع القدرة التنافسية الاقتصادية.

كوسيلة فعالة للابتكار المستمر، وفر النمو المزدهر للتجارة الإلكترونية وغيرها من سبل الاقتصاد الرقمي منصة واسعة ل"صنع في الصين". ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التجارة مؤخرا، فإنه خلال الفترة من ال 20 يناير إلى ال 18 فبراير، أي نهاية عطلة عيد الربيع التقليدي الصيني، وصلت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في الصين كلها إلى 905.76 مليار يوان. وفي الوقت الحاضر، يعتبر التحول الرقمي للاقتصاد هو الاتجاه الحتمي. ووفقًا لاتجاه التنمية الرقمية والشبكية والذكاء الاصطناعي، تخطط الصين الآن لإنشاء البنية التحتية المعلوماتية والخاصة بالاتصالات مثل الجيل الخامس من شبكات الاتصالات المتنقلة (5G) وشبكة الإنترنت الصناعي ومراكز البيانات، لتعزيز التكامل الكامل بين الجيل الجديد من التكنولوجيا المعلوماتية والتصنيع، وتوثيق التكامل العميق بين الصناعات التحويلية والخدمية.

وخلال أكثر من الأربعين عاما الماضية منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، لقي "صنع في الصين" إقبالاً متزايداً في العالم. وتمتاز الصناعة التحويلية في الصين الآن بالأنواع المتكاملة ومرافق الدعم الكاملة، وقد تم دمجها بعمق في آلية التقسيم الصناعي العالمي. هذا لا يضمن تنمية الاقتصاد بشكل مستقر وصحي فحسب، بل يقدم أيضًا مساهمة كبيرة في تنمية الاقتصاد العالمي أيضاً. وفي السنوات الخمس الماضية فقط، زادت القيمة المضافة للصناعة الصينية من 23.5 تريليون إلى 31.3 تريليون يوان، وتسهم الصناعة التحويلية الصينية بما يقرب من 30٪ من نظيره في العالم كافةً.

تعليق: كيف حافظ "صنع في الصين" على المرتبة الأولى في العالم لأحد عشر عاماً على التوالي؟_fororder_4

إن تلقي "صنع في الصين" ترحيباً على نطاق العالم ليس بسبب ترقية جودته ابتكاره لمنتجات جديدة بشكل متواصل فحسب، بل لأنه مليء بالمودة والصداقة وروح الإنسانية.

ومن خلال البناء المشترك "للحزام والطريق"، أدى "صنع في الصين" دوراً إيجابياً في مختلف المجالات، مثل القطارات فائقة السرعة والوحدات الكهروضوئية الشمسية ومرافق تكرير النفط الحاسمة وتكنولوجيا الري الخضراء والذكية لتوفير المياه ومعداتها وأنظمة التجارة الإلكترونية وسلسلة من المنتجات المبتكرة على أساس الجيل الخامس من شبكات الاتصالات المتنقلة (5G) والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية، الأمر الذي أتاح فرصاً جديدة لتنمية البلدان الواقعة على "الحزام والطريق"، ووفر تسهيلات لأعمال السكان المحليين ومعيشتهم. وفي والتعاون والتبادلات الودية بين الصين والدول العربية، توجد أمثلة عديدة، ومن ضمنها نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية. واقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عديدة تحسين نظام بيدو لخدمة بناء الدول العربية. وقال محمد بن عمر الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات إنه في السنوات القليلة الماضية، تبنت بعض الدول العربية ونفذت تطبيقات بيدو في العديد من المجالات، كما أن التعاون الصيني العربي في حقبة ما بعد الوباء سيستفيد منها أيضا. ومن المتوقع أن التعاون الصيني العربي في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية سيتمتع بآفاق مشرقة في المستقبل لتحقيق النمو المشترك.

وأثناء مكافحة وباء كوفيد-19 في العالم، حل اللقاح الصيني ضد المرض مشكلة ملحة لدى الدول العربية. وفي 9 ديسمبر الماضي، أصبحت الإمارات العربية المتحدة أول دولة توافق رسميًا على استخدام اللقاح الصيني ضد كوفيد-19. وفي الشهر نفسه، عندما وصلت الدفعة الأولى من اللقاحات الصينية إلى مطار القاهرة الدولي، توجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية الدكتورة هالة زايد إلى المطار لاستقبالها، حيث قالت إن اللقاح الصيني آمن، وشاركت شخصيا في التجربة السريرية. وبالإضافة إلى ذلك، تبرعت الصين بلقاح كوفيد-19 لبعض الدول العربية على غرار الجزائر وسوريا والعراق. وأظهرت العديد من التعليقات، التي أدلى بها مستخدمو الإنترنت على منصات التواصل الاجتماعي، أن "صنع في الصين" أحضر دفئاً حقيقياً للسكان المحليين. حيث كتبت مها البدري:" كل الشكر والتقدير والامتنان لدولة الصين الشقيقة والصديقة على كل المجهودات التي تقدمها للدولة المصرية، ونتطلع إلى مزيد من التعاون وتوثيق العلاقات في كل المجالات بما فيه الخير ومصلحة البلدين الكبيرين."

لا يتمتع "صنع في الصين" بالجودة فحسب، بل يكن بخالص الصداقة أيضا. وبفضل دفع الابتكار المتواصل وخلفيته الإنسانية يستطيع "صنع في الصين" أن يحافظ على ريادته في العالم.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق