تعليق: "العنصريةُ الأمريكية".. هل يمكنُ القضاءُ على هذا الداء البغيض؟

أعلنت هيئة المحلفين الأمريكية، مؤخرًا، أن ضباط الشرطة المتورطين في حادث الوفاة العنيفة للأمريكي من أصول إفريقية دانيال برود، الذي أثار قلقاً دولياً واسعاً، لن يواجهوا محاكمة جنائية.

تعليق: "العنصريةُ الأمريكية".. هل يمكنُ القضاءُ على هذا الداء البغيض؟_fororder_微信图片_20210303102451

ولا يمكن للعالم أن يتجاهل معاناة الشعب الأمريكي من التمييز العنصري، ففي الدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أصدر عدد من المقررين الأمميين الخاصين وخبراء حقوق الإنسان بيانًا مشتركًا دعا الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ تدابير إصلاحية واسعة النطاق لوقف عنف الشرطة والتصدي بقوة للتمييز العرقي.

ومن المقرر أن تصدر الصين تقريراً، في المستقبل القريب، بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة لعام 2020م.

ووفقاً لمحتوياته التي تم الكشف عنها، فإن معدلات الإصابة بكوفيد 19 بين الأمريكيين الأفارقة مقارنة بالبيض تبلغ 3 أضعاف، والاستشفاء 5 أضعاف، فيما وصلت الوفيات إلى الضعفين.وفضلاً عن ذلك، تبلغ احتمالية تعرض الأمريكيين من أصول إفريقية للقتل على يد الشرطة ثلاثة أضعافٍ مقارنةً بالبيض.

تعليق: "العنصريةُ الأمريكية".. هل يمكنُ القضاءُ على هذا الداء البغيض؟_fororder_2

ومن منظور تاريخي، فإن التمييز العنصري والتفوق الأبيض لم يختفيا بنهاية العبودية في الولايات المتحدة، فعلى الرغم من عدم توقف النضال والحركات ذات الصلة، فإن تفوق البيض المحفور في الجينات الأمريكية أصبح أكبر عقبة أمام تحقيق المساواة العرقية في الولايات المتحدة.

وفي الواقع، أصبح الساسة الأميركيون بتقاعسهم أو حتى بعملهم غير المنضبط داعمين لنشر العنصرية البغيضة، خاصة خلال فترة الإدارة السابقة، وقد رأيناهم يطلقون على فيروس كورونا اسم "الفيروس الصيني"، ما شجع التحيز والتعصب ضد الآسيويين في المجتمع الامريكي، وشكل "تمييزاً جديداً"، الأمر الذي أدى إلى تصاعد "جرائم الكراهية".

ومع اشتداد الاستقطاب السياسي، ليست لدى السياسيين الذين يهتمون بأصوات الناخبين فقط دوافع لحل مشكلة التمييز العنصري، بل ومن أجل اجتذاب أصوات الأقليات في الانتخابات العامة، واصلوا إصدار "شيكات على بياض" للجمهور، ولم يقوموا بأي إجراءات حقيقية.

والأمر الأكثر وقاحة هو أن السياسيين الأمريكيين، من ناحية، يسمحون باستمرار تفاقم وضع العنصرية في الداخل الأمريكي وانتهاك حقوق الإنسان، لكنهم يتدخلون من ناحية أخرى وبشكل علني في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ستار "حقوق الإنسان".

تعليق: "العنصريةُ الأمريكية".. هل يمكنُ القضاءُ على هذا الداء البغيض؟_fororder_微信图片_20210303102505

إن ممارساتهم في تبني "المعايير المزدوجة " ليست سوى إذلال وإهانة كبيرين لتلك الأقليات في الولايات المتحدة، التي تكافح من أجل تحقيق المساواة العرقية.

وقد كشفت عواقب التمييز العنصري المشاكل المؤسسية والهيكلية في الولايات المتحدة وازدواجية المعايير بشأن حقوق الإنسان، وإذا لم تتخذ الحكومة الأمريكية إجراءات ملموسة للإصلاح، فإن عبارة مارتن لوثر كينغ الابن "لدي حلم"، التي أطلقها منذ أكثر من 50 عامًا، قد تكون مجرد حلم.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق