تعليق: لماذا ذكر اسم الولايات المتحدة بشأن مسؤولية تهدئة الوضع في غزة؟

تعليق: لماذا ذكر اسم الولايات المتحدة بشأن مسؤولية تهدئة الوضع في غزة؟_fororder_05171

ترأست الصين يوم الأحد(16 مايو)، بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في مايو / أيار، جلسة طارئة علنية لمجلس الأمن بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ودعا الاجتماع كلاً من فلسطين وإسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، وأنه يجب على الولايات المتحدة بشكل خاص أن تتحمل مسؤولياتها وواجباتها، وتتبني موقفا عادلا، وتدعم مجلس الأمن في أداء دوره المنوط به في التخفيف من حدة الوضع وإعادة بناء الثقة والتسوية السياسية.

إذن، لماذا ذكر بيان الاجتماع الولايات المتحدة بالتحديد؟

لأن الاشتباك الحالي، الذي يعد الأسوأ بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ حرب غزة عام 2014، جاء نتيجة لسياسة الولايات المتحدة الخاطئة في الشرق الأوسط.

فانتهجت الإدارة الأمريكية السابقة سياسة منحازة بشكل واضح لصالح إسرائيل، والذي تمثل في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإطلاق "خطة السلام الجديدة في الشرق الأوسط"، والاعتراف العلني بشرعية المستوطنات اليهودية، ووقف تقديم المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى... تلك الإجراءات الأمريكية تجاوزت العديد من الحدود، مما أدى إلى تفاقم تدهور الوضع الأمني في الشرق الأوسط.

تعليق: لماذا ذكر اسم الولايات المتحدة بشأن مسؤولية تهدئة الوضع في غزة؟_fororder_05172

بعد اندلاع هذه الجولة من الاشتباكات الاسرائيلية الفلسطينية، لم تبادر الحكومة الأمريكية إلى الوساطة بين الجانبين، بل تبنت موقفًا متواطئًا مع إسرائيل، حيث أعرب الرئيس جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "تأييده الصريح لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

ومما زاد الطين بلة، أن واشنطن، التي لا تزال تمارس الكيل بمكيالين بشأن حقوق الإنسان، قامت بعرقلة جهود مجلس الأمن الدولي عدة مرات، حتى في ظل الواقع الدموي لمقتل عشرات الأشخاص في الجولة الجديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟! 

إن قضية فلسطين تشكل محور عملية السلام في الشرق الأوسط. وبسبب التغيرات التي تشهدها الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ظلت هذه القضية مهمشة باستمرار. ووجه اندلاع جولة جديدة من الصراع بين الفلسطينيين الإسرائيليين تحذيرا للمجتمع الدولي مرة أخرى من أنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم والأمن الكامل في الشرق الأوسط إلا  إذا حلت القضية الفلسطينية بطريقة شاملة وعادلة ودائمة.

وفي الجلسة الطارئة العلنية لمجلس الأمن بشأن النزاع بين إسرائيل وفلسطين التي عقدت يوم الأحد (16 مايو)، طرحت  الصين مقترحها لتهدئة الوضع والذي يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار وأعمال العنف على الفور، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني، والتزام المجتمع الدولي بواجب الدعم، مشيرة إلى أن "حل الدولتين" هو السبيل الأساسي للخروج من مستنقع الأزمات. وفي الوقت نفسه، جددت الصين دعوتها للمسؤولين المحبين للسلام من الطرفين الفلسطيني والإسرائيل لإجراء حوار بينهما في الصين، وترحيبها بممثليهما لعقد محادثات مباشرة في البلاد.

وأظهرت الصين بذلك نيتها المخلصة وجهودها الدؤوبة لتعزيز تهدئة الوضع بين فلسطين وإسرائيل، كذلك أبرزت التزامها الجاد بتعهداتها تجاه العالم، ألا وهي أن تكون دائمًا من بناة السلام العالمي.

تعليق: لماذا ذكر اسم الولايات المتحدة بشأن مسؤولية تهدئة الوضع في غزة؟_fororder_05173

ومع ذلك، لكسر الجمود في الصراع الدموي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الوقت الحالي، لا تزال الولايات المتحدة تأخذ زمام المبادرة لتهدئة الوضع، فيجب عليها دفع عملية محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ودعم اضطلاع مجلس الأمن بدوره.

إذا كانت منطقة الشرق الأوسط غير مستقرة فسيؤثر  ذلك على العالم سلبا ويجعله مضطربا. لذلك، ليس لدى الولايات المتحدة أية حجة "لتبقى بعيدة" من الأزمة الإنسانية الراهنة في غزة، أو حتى أن تصبح عقبة أمام عملية الوساطة الدولية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق