بدأت كينيا يوم السبت التشغيل التجريبي لطريق نيروبي السريع الذي بنته الصين قبل افتتاحه الرسمي في الأسابيع القليلة المقبلة.

وقال جيمس ماشاريا، سكرتير وزارة النقل والبنية التحتية والإسكان والتنمية الحضرية في مجلس الوزراء، يوم السبت خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الكينية نيروبي، إن هناك اهتماما كبيرا بين سائقي السيارات باستخدام الطريق المدفوع الأجر، الذي يمتد من الجانب الغربي من المدينة إلى الحافة الجنوبية الشرقية للمدينة.

وأفاد ماشاريا أنه "واحد من أفضل أجزاء البنية التحتية التي إنجازها على الإطلاق في أفريقيا. في الواقع، أنه أطول طريق سريع في أفريقيا. وهكذا، نحن فخورون جدا اليوم بالحضور لنشهد بدء التشغيل التجريبي، الذي سيتم لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع تقريبا"، مبينا أن 11 ألف مستخدم كيني للطرق قاموا بالتسجيل، وسيرتفع العدد إلى قرابة 50 ألفا.

وتم تمويل وبناء طريق نيروبي السريع الذي يبلغ طوله 27.1 كم من قبل شركة الصين للطرق والجسور في إطار نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص. وبدأ البناء على نطاق واسع لمشروع البنية التحتية الذي تبلغ تكلفته حوالي 600 مليون دولار أمريكي في سبتمبر 2020.

وذكر ماشاريا أنه تم بناء الطريق السريع في وقت قياسي لأنه تم إنجازه قبل عام واحد من الموعد المحدد، وسيكون تأثيره إيجابيا على الاقتصاد، لافتا إلى أن مشروع البنية التحتية يمثل فجرا جديدا لكينيا حيث سيكون له تأثير كبير جدا من حيث التنقل، خاصة بالنسبة لسائقي السيارات الذين يتنقلون بين مطار جومو كينياتا الدولي والمنطقة التجارية المركزية في نيروبي.

وأشار ماشاريا إلى أن طريق نيروبي السريع هو استثمار خاص وبالتالي لم تخصص الحكومة أي أموال لإنجاز المشروع.

وقال "لم تخصص الحكومة الكينية أي أموال لهذا الاستثمار، ولم نقترض سنتا واحدا من المبلغ الإجمالي البالغ حوالي 600 مليون دولار أمريكي، أي حوالي 70 مليار شلن".

وبيّن أن "الأموال التي كان يمكن للحكومة أن تنفقها هنا جرى إنفاقها الآن في مكان آخر"، مضيفا أن طريق نيروبي السريع مثال جيد على فوائد الشراكة بين القطاعين العام والخاص لأنه يحرر الإنفاق العام لاستخدامه في النفقات الاجتماعية.

وتابع أن "هذا هو أهم شيء بالنسبة للكينيين أن يعرفوه وهو أن هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص مهمة للغاية، لأنك أولا وقبل كل شيء، لا تقترض ولا تؤثر على نسبة ديوننا".

وقال إبراهيم دوبوشيك، وهو سائق مركبة شارك في التشغيل التجريبي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن معايير بناء الطرق في الطريق السريع قابلة للمقارنة مع تلك المتبعة في الدول المتقدمة في العالم، مبينا "أنا ممتن للغاية لأنني كنت أستغرق وقتا من ساعتين إلى 3 ساعات على طريق مومباسا بسبب حركة المرور ولكن اليوم يستغرق الأمر فقط 10 دقائق".

وقال جورج وير، وهو مستخدم آخر للطريق، يعيش في بلدة كيتنغيلا التي تبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب شرق المنطقة التجارية المركزية في نيروبي، إن الطريق السريع الجديد مريح وسريع للغاية، مضيفا "أوصي الجميع باستخدامه. أعلم أن هناك عنصر التكلفة. ولكن من حيث الراحة، أعتقد أنها ذات قيمة حقيقية مقابل المال لأن الرحلة التي كانت تستغرق ساعتين انخفضت الآن إلى أقل من 20 دقيقة".

وقبل التشغيل التجريبي يوم السبت، أقيم ماراثون المدينة الافتتاحي على طريق نيروبي السريع يوم الأحد الماضي، حيث شارك فيه أكثر من 8000 عداء.

وقال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا خلال حفل توزيع الجوائز للفائزين في الماراثون، إنه "نتيجة لتطوير مشاريع البنية التحتية الحديثة مثل طريق نيروبي السريع، ستجني البلاد فوائد متعددة أهمها سهولة التنقل وتحسين التجارة والاستثمارات والصحة البيئية".

وخلال فترة البناء، خلق الطريق السريع أكثر من 6000 وظيفة مباشرة، واستفاد منه 200 مقاول من الباطن ومئات الموردين المحليين الآخرين لمواد البناء مثل الصلب والرمل والأسمنت والصابورة.

وقد ظهرت الآن وظيفة جديدة في كينيا - تحصيل الرسوم على الطريق السريع.

وأخبرت روداه موينجي أوكوث، التي تعمل كمحصلة رسوم في طريق نيروبي السريع، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنها خضعت لشهرين من التدريب المكثف قبل بدء عملها، قائلة "إنني متحمسة حقا لهذه الوظيفة لأنها تؤثر بشكل إيجابي على تنمية البلاد".

وأفادت أن مشروع الطريق وفر الكثير من فرص العمل للكينيين مع حل الازدحام المروري في العاصمة.

ومثل أوكوث، يعمل الآن أكثر من 400 من العاملين في مجال تحصيل الرسوم في طريق نيروبي السريع.