تحت عنوان "الدفع بإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي"، احتضنت شانغهاي يوم الخميس الماضي، ندوة دولية أُقيمت عبر رابط الفيديو.
وشارك في الندوة نحو 40 دبلوماسياً وأكاديمياً وخبيراً من الصين والدول العربية، تبادلوا خلالها الآراء وقدّموا التوصيات والاقتراحات لدفع عجلة إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز الاستفادة المتبادلة من خبرات التنمية، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز الحوار الحضاري بين الصين ودول الخليج العربي.
وفي كلمته الرئيسية، قال لي تشن، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي في وزارة الخارجية الصينية، لطالما تميزت العلاقات بين الصين ودول الخليج العربي بزخم جيد خلال مسارات تطويرها، وحققت نتائج مثمرة في شتى المجالات، ما جعلها نموذجاً يُحتذى للتعاون بين بلدان الجنوب، وضخ "طاقة إيجابية" لسلام واستقرار منطقة الشرق الأوسط، والتنمية العالمية.
وفي معرض إشارته إلى واقع العلاقات الصينية الخليجية وآفاقها، قال لي إن الظروف لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية باتت ناضجة في الوقت الراهن، ما يُوجب على الطرفين العمل على تسريع هذه العملية من خلال تعميق الثقة السياسية المتبادلة، والسعي المشترك إلى مواءمة الاستراتيجيات التنموية، وصيانة سلام واستقرار المنطقة، فضلاً عن تعميق حوار الحضارات، وتعزيز التعاون والتآزر في المنصات الإقليمية والمتعددة الأطراف.
من جانبه، قال أ.د. لي يان سونغ، رئيس جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، إن العلاقات الودية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي تضرب بجذورها عميقاً في التاريخ، بينما أسهمت العلاقات المتميزة في الوقت الحاضر في رسم بداية جديدة في ظل الارتقاء المستمر بمستوى الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية، ما يوجب ضرورة تضافر جهود الجانبين الصيني والخليجي للتصدي للتداعيات الدولية، وتعميق المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين، والرؤى التنموية للدول الأعضاء، ما يُسهم بدوره في تعزيز التعاون العملي لدفع السلام والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحقيق المزيد من الخير والفائدة لشعبي الجانبين.
من جانبه، أكد أ.د. يحيى محمود بن جنيد، رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، خلال كلمة له على عمق العلاقة التاريخية بين الصين والبلدان العربية عموماً، والخليجية منها خصوصاً، والأسس الواضحة لتطوير هذه العلاقات والقدرة القوية على تكامل المزايا الخاصة بكل منهما، مشيراً إلى أن على الجانبين، وعند الوقوف عند نقطة انطلاقة جديدة لتحقيق الأماني والتطلعات لتوثيق عرى هذه العلاقات، التركيز على التعاون في نواحي الإعلام واللغة والترجمة والبحث العلمي باعتبارها حلقة وصل بين الصين ودول مجلس التعاون، بغية توسيع قنوات التواصل، وبناء الروابط وتعزيز معرفة وفهم الجانبين ببعضهما البعض.
وخلال الندوة، ناقش الخبراء والباحثون من الجانبين الأهمية العملية لتعزيز التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون في مجالات السياسة، والدبلوماسية، والأمن، والاقتصاد، والتجارة والثقافة، كما تحدثوا عن آفاق مسار إثراء العلاقات الصينية الخليجية، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وآفاق بناء الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، الأمر الذي يساهم في دفع التنمية المطردة وطويلة الأمد للعلاقات الصينية الخليجية.
ونظّم الندوة، مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي حرص منذ إنشائه في العام 2017 على بناء منصة تتبادل الصين والدول العربية عبرها الخبرات في مجالات الإصلاح والتنمية وحوكمة الدولة، وإقامة جسر لتعزيز التفاهم والتعلم والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية.