مستمعينا الأعزاء، تأكدت من نتائج فحص طبي أجري في بداية عام 2006 للسيد ليو جيان شينغ من مقاطعة جيانغشي وسط البلاد والعامل حاليا في إحدى الشركات الخاصة بمدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ – تأكدت إصابته بمرض تبولن الدم، وللحفاظ على حياته، يضطر للخضوع لعملية تصفية الدم مرتين كل أسبوع بتكاليف قدرها ستة آلاف يوان صيني على الأقل شهريا، وتعد هذه النفقات مبلغا خياليا بالنسبة للسيد ليو وزوجته اللذين يبلغ دخلهما الشهري ثلاثة آلاف يوان فقط، ولكن، من حسن حظه أنه طبقا لسياسة جديدة نفذت منذ مطلع العام الجاري، يمكنه التمتع بالتأمين الصحي الخاص بالأمراض الخطيرة مثل أهالي المدينة بدفع حوالي 100 يوان صيني شهريا فقط، وتتحمل ثلاثة أطراف وهي المشترك والشركة التي يعمل فيها والحكومة بشكل مشترك رسوم الاشتراك.
وفي هذا الصدد، قال السيد ليو جيان شينغ لمراسلنا:
"بدون التأمين الصحي، لا أدري كيف كنت ساتدبر أموري، فكان السماء فوق رأسي قد انهارت، وإذا لم يطبق نظام الضمان الصحي، لما كان باستطاعتي تلقي العلاج."
وبالرغم من أن السيد ليو لا يزال يواجه في الوقت الراهن بعض الضغوط الاقتصادية ، إلا أن الضمان الصحي أعطاه شجاعة لمواجهة الواقعة بعد إصابته بالمرض، وقوة لمواصلة صراعه من أجل البقاء، وقررت والدته بعد ذلك التبرع بإحدى كليتيها له والتي قد نجحت مبدئيا في اختبار المواءمة مع كليتيه الأصليتين ، وسيشمل التأمين الصحي أيضا معظم تكاليف عملية زرع الكلية وما بعدها من العلاج المطلوب.
وفي عام 2001، طبقت مدينة هانغتشو نظام التأمين الصحي الخاص بالعاملين المقيمين في المدينة والبلدات التابعة لها، والذي يشمل العاملين والموظفين في كافة أجهزتها ودوائرها ومؤسساتها وشركاتها، إلا أنه حتى عام 2007، لم يشمل هذا التأمين العاملين القادمين من خارج المدينة وبلداتها وأولادهم مثل السيد ليو الذي جاء من مقاطعة جيانغشي وجزءا من المسنين المقيمين في المدينة وبلداتها، ودائما ما يعيش هولاء الناس في ظروف عسيرة بسبب نفقاتهم الصحية والعلاجية.
هذا وقد انتقلت السيدة تشاو تساي يون البالغة من العمر حاليا 71 عاما من مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي البلاد – انتقلت مع زوجها إلى مدينة هانغتشو قبل أكثر من 20 سنة بعد تقاعدها من إحدى المؤسسات، ويشترك زوجها منذ سنين في التأمين الصحي بالمدينة بصفته أحد أهالي المدينة، إلا أنه لا يحق لها الاشتراك فيه مثل زوجها بسبب انتمائها إلى تلك المؤسسة البعيدة التي كانت تقع في شمال شرقي البلاد وتفككت منذ سنين، لذلك، لم تحصل على فلس واحد من التعويضات من التأمين الصحي في العشرين سنة الماضية، وبالرغم من إصابتها بمرض الحصاة الكلوية، إلا أنها لم تكن تذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج في الماضي إلا في حالات استثنائية، وقالت السيدة تشاو تساي يون لمراسلنا:
"أصبت بمرض الحصاة الكلوية منذ أكثر من عشر سنوات، وأواصل تناول الأدوية منذ بداية اكتشاف المرض لتخفيف أعراضه ومنع تفاقمه، إلا أن الألم بلغ درجة لا أستطيع تحملها في هذه المرة، فاضطررت للذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومن حسن حظي أن التحقت هذه المرة باشتراكنا في التأمين الصحي."
جدير بالذكر أن التأمين الصحي الذي ذكرته السيدة تشاو تساي يون سابقا يشير إلى // أساليب تطبيق التأمين الصحي الخاص بالأمراض الخطيرة للسكان المسنين// التي تم تطبيقها في المدينة اعتبارا من الأول من أبريل عام 2007، وتنص على تمتع جميع السكان المسنين داخل المدينة والبلدات التابعة لها والذين لم يشتركوا في التأمين الصحي الأساسي بحق الاشتراك فيه.
وطبقا للبنود المعنية الواردة في اتفاقية التأمين الصحي، حصلت السيدة تشاو تساي يون على تعويضات مالية قدرها 9 آلاف يوان من إجمالي نفقاتها العلاجية التي بلغت 24 ألف يوان ، وقال زوج السيدة تشاو تساي يون لمراسلنا:
"يمكن القول إننا ربحنا بالاشتراك في التأمين الصحي، وبدونه، ما استطعنا الحصول على ذلك المبلغ وقدره تسعة آلاف يوان، وكان علينا أن ندفعه من جيبنا، وهذا الأمر ليس سهلا بالنسبة لنا."
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيواصل الاشتراك في التأمين الصحي في العام القادم، قال زوج السيدة تشاو تساي يون لمراسلنا:
"طبعا، سنواصل الاشتراك فيه، وحسبت أنني أدفع 300 يوان سنويا كمبلغ الاشتراك، ويصل هذا المبلغ إلى ثلاثة آلاف يوان بعد عشر سنوات، وهذا المبلغ يعد أقل من تكاليف عملية جراحية صغيرة مثل عملية استئصال الزائدة الدودية، وحسبت ذلك قبل اشتراكنا في التأمين الصحي، فقررت الاتشتراك فيه بصورة مؤكدة ، وعلينا أن نشترك فيه، وإلا، لن نستطيع تحمل النفقات الصحية والعلاجية."
هذا وقد دخل نظام الضمان الصحي في مدينة هانغتشو عملية استكماله المتواصل اعتبارا من عام 2001، ويعد العام الماضي العام الأكثر نشاطا من حيث الإجراءات الخاصة باستكمال هذا النظام، وسيشمل هذا النظام اعتبارا من الأول من سبتمبر القادم أكثر من 300 ألف طفل وصبي لم يتمتعوا حتى الآن بالضمان الصحي. وفي هذا الصدد، قال رئيس مركز الضمان الصحي التابع للمدينة السيد تسن تسنغ شيانغ لمراسلنا:
"بعد أن يكتمل إصدار // أساليب تطبيق التأمين الصحي الخاص بالأمراض الخطيرة للسكان المسنين// و// أساليب تطبيق التأمين الصحي للأطفال والصبيان//، سيشمل التأمين الصحي من حيث النظام جميع المواطنين الذين يقيمون ويعيشون في مدينة هانغتشو وبلداتها، ويمكن لكل فرد منهم الاشتراك في مختلف التأمينات الصحية الاجتماعية."
ويرى البروفيسور يانغ جيان شين من أكاديمية العلوم الاجتماعية التابعة لمقاطعة تشجيانغ أن تطبيق هذه السياسات يعد خطوة مبرمجة مهمة يمكن لأبناء الشعب من خلالها تقاسم الإنجازات التنموية ، حيث قال:
"الأمر الذي يجسد أيضا المفهوم الأساسي الذي تدعو المدينة إلى تحقيقه ويتمثل في بنائها كـ//مدينة تتميز بجودة مستوى الحياة//، وبعبارة أخرى، جعل الشعب يتقاسم الإنجازات التنموية، لأن تنميتنا تخدم شعبنا، ويتفق ذلك أيضا مع الأفكار التوجيهية التي طرحتها حكومة المقاطعة وتتمثل في // بناء المشاريع من أجل إسعاد الشعب والإبداعات من أجل تعزيز وضع المقاطعة//، ويعتبر إيجاد حلول مناسبة للمشاكل المتعلقة بمصالح الشعب الأساسية من أهم مهام الحكومة وواجباتها."
مع أن الأحوال في مدينة هانغتشو تحسنت بشكل ملحوظ، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من الصعوبات قبل أن تحقق المدينة هدفها المتمثل في "تمتع كل فرد بالضمان الصحي والعلاجي"، وتحدونا ثقة تامة في أن السياسات المتعلقة بنظام الضمان الصحي الاجتماعي في المدينة ستواصل تكاملها في المستقبل، وسيتسع تدريجيا نطاق تغطية النظام، ويتواصل ارتفاع مستوى الضمان الذي يوفره هذا النظام ، حتى يتحقق في نهاية المطاف الهدف الذي طرحته حكومة المدينة ويتمثل في "تمتع كل فرد بالضمان الصحي والعلاجي.