إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
فلاحون صينيون يسافرون إلى اليابان لتعلم تكنولوجياتها وخبراتها الإدارية المتقدمة
   2008-03-27 15:12:55    cri
 

تقع مدينة تشونغ شيانغ في مقاطعة هوبي بوسط البلاد، حيث الأراضي خصبة والمحاصيل الزراعية متنوعة ومتوفرة، ومنذ قديم الزمان، اقتنع الفلاحون في تلك البقعة من الأرض بحياتهم البسيطة التي تتمثل في "الخروج للعمل مع شروق الشمس والعودة إلى ديارهم مع غروب الشمس"، إلا أن التغيرات طرأت تدريجيا على حياتهم التقليدية في السنوات الأخيرة، حيث غادر عدد متزايد منهم تلك المدينة للسفر إلى اليابان لتعلم المعارف الزراعية، ثم عادوا إلى مسقط رأسهم حاملين التكنولوجيات والخبرات الإدارية المتقدمة التي تساعدهم على تحقيق إنجازات مرموقة.

هذا وقد خصصت الجهات المعنية بمدينة تشونغ شيانغ المسؤولة عن قطاع تربية المواشي – خصصت 6 مناطق تابعة لها لتطوير قطاع تربية المواشي، منها قرية شوي وان، حيث توجد حاليا أكثر من 100 عائلة تحترف مهنة تربية المواشي، بما فيها عائلة الفلاح خه جيا قوه الذي سبق له أن سافر إلى اليابان لطلب العلوم الزراعية، ثم عاد إلى القرية لمزاولة مهنة تربية المواشي، وأصبح قدوة ناجحة للقرويين المحليين في هذا المجال، وقوة دافعة لزيادة عدد العائلات التي تحترف مهنة تربية المواشي داخل القرية، وقال خه بصفته أول فلاح محلي يسافر إلى اليابان لطلب العلوم الزراعية – قال لمراسلنا:

"شعرت بالدهشة عندما سمعت خبرا حول إرسال طلاب فلاحين إلى اليابان لمواصلة الدراسة، ولكوني فلاحا، لم أحلم طوال حياتي بالسفر إلى بلد آخر."

يذكر أن الفلاح خه كان قد سافر إلى محافظة إباراكي – كين اليابانية في عام 1998 لدراسة تكنولوجيات زراعة الشمام والفراولة، وخلال فترة إقامته في اليابان والتي استمرت أكثر من سنة، لم يتقن تلك التكنولوجيات فحسب، بل أطلع أيضا وبشكل مستفيض على مدى تطور الزراعة اليابانية الحديثة ودور الجمعيات اليابانية للتعاون الزراعي في مجالات الإنتاج والتسويق وزيادة دخل الفلاحين وغيرها، علما بأن تلك الجمعيات تأسست أصلا كمنظمات تعاونية تطوعية حسب رغبة المشتركين فيها.

تجدر الإشارة إلى أن الجمعيات اليابانية للتعاون الزراعي تواصل العمل على توفير مختلف الخدمات للفلاحين المشتركين فيها، بما ذلك توفير لهم المواد ورؤوس الأموال الإنتاجية و والتأمينات الاجتماعية والتوجيهات الإدارية وغيرها، ولم يبق للمشتركين فيها بعد كل ذلك إلا أن يجتهدوا في أعمالهم الزراعية فقط.

وحصل الفلاح خه من الخبرات اليابانية في الإنتاج الزراعي على فكرة دفعته إلى محاولة استنساخ نمط الجمعيات اليابانية للتعاون الزراعي في مسقط رأسه، حيث قال لمراسلنا:

" من خلال رحلتي التي قمت بها قبل عشر سنوات لطلب العلوم في اليابان، لم تتحسن ظروف عائلتنا الاقتصادية فحسب، بل وفرت تلك الرحلة لنا فرصا ثمينة للإطلاع على المفاهيم واللأنماط الإدارية المتقدمة في الزراعة اليابانية أيضا، الأمر الذي ساعدنا على إيجاد طريق ملائم لتنمية الزراعة الصينية وتحقيق الغنى والرفاه والتقدم المشترك."

وبعد عودته إلى قريته، اتصل الفلاح خه بعائلات القرية التي تتخصص في تربية المواشي بغية تشكيل جمعية لتربية المواشي، ثم أبرمت الجمعية بعد تأسيسها مع العائلات التي انضمت إليها اتفاقا يقضي بدفع كل عائلة للجمعية تأمينات قدرها مائتا يوان صيني مقابل حصولها على إدارة موحدة من قبل الجمعية مثل شراء الأعلاف بشكل مشترك ونشر تكنولوجيات تربية المواشي وغيرها، وأوضح الفلاح خه وظائف تلك الجمعية قائلا:

"هدف تشكيل الجمعية يتمثل في تطوير قطاع تربية المواشي على غرار الجمعيات اليابانية للتعاون الزراعي ومحاولة إيجاد حل وسط لدمج المفهوم الإداري الياباني مع نمط تربية المواشي التقليدي الصيني، وهذا هو سبب تشكيل جمعيتنا هذه، والاسم الكامل لجمعيتنا يدعى جمعية وانغ هاي وانغ لقرية شوي وان لتربية المواشي، ونأمل في أن نحقق جميعا إنجازات كبيرة."

هذا وقد ازداد عدد أعضاء الجمعية من 7 عائلات إلى أكثر من مائتي عائلة في الوقت الراهن، وبعد الانضمام إليها، حققت هذه العائلات فوائد مباشرة وملموسة، حيث وصل معدل دخل كل عائلة منها إلى 25 ألف يوان سنويا.

وفي قرية أخرى تابعة لمدينة تشونغ شيانغ تحمل اسم جين ديان، يوجد فلاح آخر يدعى تشانغ قوانغ مين سبق له أن سافر إلى اليابان لطلب العلوم الزراعية أيضا، وفي بداية وصوله إلى اليابان في عام 2005، كان ما رآه حوله بمثابة عالم جديد، وخاصة أن مدى تطور مستوى الزراعة اليابانية تكنولوجيا وميكانيكيا قد ترك انطباعات عميقة في ذهنه، حيث قال:

"بقيت في تحالف الجمعيات الزراعية بمحافظة إباراكي – كين اليابانية، وتعلمت الفنون الزراعية التي كان يمتلكها مديري الياباني في مجال المنتجات الزراعية، ولا سيما الأرز والخس."

وبعد سنة من مكوثه في اليابان، شعر الفلاح تشانغ بالاعتزاز بما حصل عليه من العلوم الزراعية خلال تلك الفترة، وخطط لبداية جديدة لحياته الزراعية بعد عودته إلى مسقط رأسه، حيث قال:

"تطالب عملية بناء الأرياف الاشتراكية الحديثة بأن نصبح فلاحين جددا يعرفون التكنولوجيات، ووفرت تجربتي في دراسة العلوم الزراعية في اليابان والتي استمرت سنة كاملة في عام 2005 – وفرت لي نافذة جديدة تعلمت من خلالها بجهدي التكنولوجيات الزراعية المتقدمة والأنماط الزراعية الحديثة، وبعد عودتي إلى مسقط رأسي، حاولت ربط التكنولوجيات الزراعية المتقدمة التي تعلمتها بزراعتنا التقليدية، وتحطيم القواعد المألوفة برفع مؤشر تكرار زراعة الحقول، وقامت عائلتي في العام الماضي بزراعة ثمانية مو (نصف هكتار) من البطيخ في حقول القطن في آن واحد، وثلاثة مو (0.2 هكتار) من الشلجم في حقول الأرز في آن واحد، و4 مو (0.3 هكتار) من القمح في حقول الأرز في آن واحد، وحققت زيادة كبيرة في دخلها في العام الماضي بثلاثة أضعاف ما كان تحصل عليه من الزراعة بالأسلوب التقليدي، وبعد أن نجحت في تجربتي، سأعمل على تعميم هذا النمط الجديد من الزراعة بين إخواني الفلاحين في كافة أرجاء مدينة تشونغ شيانغ، ليصبح عدد أكبر منهم فلاحين جددا يعرفون التكنولوجيات."

وعند حديثها عن ذكرياتها خلال مرافقة زوجها في اليابان، قالت زوجة الفلاح تشانغ السيدة شو شياو هونغ لمراسلنا:

"أحسست بالتغيرات التي طرأت علينا بعد سنة كاملة من فترة مكوثنا في اليابان، وتعلمنا التكنولوجيات المتقدمة هناك، وكسبنا بعض المال، واشترينا محراثا ووماكنة حصاد الأرز، وأرى أن تلك الفترة كانت مجدية جدا بالنسبة لنا."

وذكر أنه ينبغي على الفلاحين الذين يرغبون في السفر إلى اليابان أن يتلقوا تدريبات لمدة ثلاثة أشهر قبل سفرهم، وفي قاعدة القرن الجديد للتدريبات الخاصة بالتعاون الزراعي بمدينة تشونغ شيانغ التي تتولى مسؤولية تدريب هولاء الفلاحين، صادف مراسلنا بضعة عشر طالبة تتلقى حاليا تدريبات داخل القاعدة استعدادا للسفر إلى اليابان، علما بأنهن سيسافرن إلى اليابان لتعلم تكنولوجيات تربية أبقار الحليب، حيث قالت طالبة تدعى وانغ بينغ لمراسلنا:

"هدفنا الأول يتمثل في تحسين الظروف المالية لعائلاتنا، والثاني يتمثل في تعلم التكنولوجيات الزراعية المتقدمة."

وأضافت وانغ بينغ أنها باعتبارها امرأة ريفية لم تجرؤ في الماضي على التفكير في السفر إلى خارج البلاد، أما الآن، أتيحت لها فرصة سانحة للسفر خارج البلاد ورؤية عالم جديد.

هذا وأكد مسؤول قاعدة القرن الجديد للتدريبات الخاصة بالتعاون الزراعي بمدينة تشونغ شيانغ السيد تشاو تشي وو لمراسلنا أن جميع الطلاب الذين يتلقون التدريبات داخل القاعدة قد تم اختيارهم من الشباب الريفيين الممتازين ، حيث قال:

"للمسافرين إلى الخارج لمواصلة الدراسة عدة أهداف تتمثل في تعلم أفكار اليابانيين فيما يتعلق بالاجتهاد في العمل وإدخال أنماطهم الإنتاجية إلى الصين."

جدير بالذكر أنه حتى الآن، قد أرسلت مدينة تشونغ شيانغ أكثر من ألف و مائة طالب فلاح على 79 دفعة إلى اليابان لتعلم التكنولوجيات الزراعية في مجالات زراعة الخضروات والفواكه وتربية أبقار الحليب وغيرها، وفي هذا الصدد، قال عمدة المدينة تيان ون بياو لمراسلنا:

"من خلال إرسال هولاء الطلاب الفلاحين إلى اليابان، لم يساهم ذلك في زيادة دخل فلاحي مدينتنا فحسب، بل والأهم من ذلك أنه عبر هولاء الفلاحين قد دخلت التكنولوجيات والخبرة الإدارية الزراعية اليابانية المتقدمة إلى الصين أيضا، مما دفع التبادلات بين فلاحي البلدين في مجالات الاقتصاد والثقافة والمشاعر، في الوقت الذي خفف الضغوط التي تعرضت لها اليابان بسبب نقص الأيدي العاملة، وحققنا نتائج بارزة تتمثل في المنفعة المتبادلة والفوز المشترك."

متعلقات
ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |