يعتبر دمج الأولمبياد في منظر الغابات الجميل فكرة رائعة. وإن مشاهدة السباقات الرفيعة المستوى في الغابات الهادئة والمنعشة شيء أجمل. ستقام سباقات الرماية وكرة التنس وكرة الهوكي في هذه الواحة بالمدينة في أغسطس المقبل.

عندما نقود سيارة من الخط المحوري بطريق الدائرة الثانية الشمالية إلى الشمال لمدة نصف ساعة، فسندخل هذه الواحة الجميلة، وهى حديقة الغابات الأولمبية ببكين.

إن مساحة الحديقة التي بدأ بناؤها في ال30 من يونيو عام2005 تحتل 680 هكتارا، حيث تقع مواقع الهوكي والرماية وكرة التنس في المنطقة الجنوبية بها. ومن بينها يحتل موقع الهوكي حوالي 11.87 هكتارا، وينقسم إلى موقعين، ويضم 17 ألف مقعد. ويحتل موقع الرماية حوالي 9.22 هكتارات، ويضم 5 آلاف مقعد. وتم بناء 10 مواقع سباقات و6 مواقع تمرينات في مركز كرة التنس، وتوجد فيها 17 ألفا وأربعمائة مقعد بصورة كاملة. وكل مواقع السباقات هذه مواقع مؤقتة خلال الفترة الأولمبية، وستصبح بعد الأولمبياد الأراضي الخضراء في الحديقة إلا موقع كرة التنس، وهو موقع دائم للسباق، وسيكون قاعة التمرينات لكرة التنس للفريق الوطني الصيني وكذلك موقعا لمشاركة المدنيين البكينيين في نشاطات كرة التنس.

وكان شعار التصميم لحديقة الغابات الأولمبية هو الخط المحوري المتجه إلى الطبيعة، يعني دمج منظر المدينة الاصطناعي في بيئة الجبال والبحار الطبيعية بصورة ممتازة، وتقديم الغابة الإحيائية التي جاءت من الطبيعة ولتكون أجمل من الطبيعة أمام المواطنين. ويعني الخط المحوري المتجه إلى الطبيعة ممرا خاصا بهذه الحديقة.

وتنقسم حديقة الغابات الأولمبية إلى منطقتين جنوبية وشمالية بطريق الدائرة الخامسة الشمالية، ويربطهما ممر أخضر واقع في الخط المحوري بالمدينة فوق طريق الدائرة الخامسة، ويسميه المصممون بممر البيئة الإحيائية. ويشبه شكله الجسر على الشارع، حيث زرعت الأشجار بمختلف الأشكال وتوجد طيور تغرد في الأشجار وحيوانات تتحرك بين المنطقتين. ولماذا يوجد هذا الممر ؟ لأن حديقة الغابات هذه انقسمت إلى قسمين، وسيعزل الواحد عن الآخر بدون ممر، فستنقطع السلسلة البيئية. لذا فإن المصممين يربطون هذه السلسلة بهذا الممر من أجل حماية السلالات الحية ومساكنها مما يضمن سلامة بيئة المدينة. كما يمدد هذا التصميم الخط المحوري الذي كان يقف إلى طريق الدائرة الخامسة بصورة طبيعية ويندمج مع الجبال الطبيعية.

بالإضافة إلى ممر البيئة الإحيائية، قد قدم المصممون أفكارا رائعة كثيرة من أجل تقليل تأثير نشاطات الناس على البيئة الطبيعية داخل الحديقة مما يجعل هذه الغابات الاصطناعية طبيعية بصورة أكبر، بما فيها ضرورة حماية السماء بالليل في إضاءة الحديقة لحماية حقوق الحيوانات التي تتحرك بالليل، وليجعل الناس يرون النجوم. وتستخدم تضاريس الحديقة الجغرافية لعزل الضجيج الخارجي وخلق الأصوات في الطبيعة، على سبيل المثال، فتح ممر الريح في نهاية الأراضي الرطبة وزرع الخيزران وأشجار الصنوبر لخلق أصوات الأشجار الطبيعية.

لا شك أن تشكيل المنظومة الإحيائية المستقرة في حديقة الغابات الاصطناعية عملية طويلة، وسيظهر التأثير الإحيائي لهذه الحديقة بصورة تدريجية بعد أولمبياد بكين، مما سيساعد على تحسين جودة الهواء ببكين وستكون الحديقة منطقة عازلة خضراء بين المدينة والضواحي، مما يقلل فعالية الجزيرة الساخنة في المدينة ولتصبح رئة خضراء في بكين.