إن أولمبياد بيكن تقترب منا يوما بعد يوم، والى جانب الملعب الرياضي الوطني المعروف باسم" عش الطيور" والذي ما زالت تجري فيه أعمال الزخرفة الاضافية حسب متطلبات مراسم الافتتاح التي ستقام فيه، لقد انتهت جميع أعمال الانشاء والزخرفة في سائر الملاعب والقاعات والاستادات الاولمبية البالغ عددها 36 ملعبا واستادا داخل مدينة بكين. وجدير بالذكر أن كل ملعب من هذه الملاعب والاستادات يتصف بخصائصه الفريدة المتميزة، وحدثت أثناء بناء هذه الملاعب والاستادات قصص ممتعة عديدة لم تكن معروفة لدى الناس بعد، وفي برنامج اليوم نقدم لكم قصة عن بناء ملعب فونغ تاي الاولمبي للبيسبول الذي بنى كأول المنشآت الأولمبية داخل مدينة بكين.
يقع ملعب فونغ تاي الأولمبي للبيسبول في جنوب مدينة بكين. وبدأ بناؤه في نهاية يوليو عام2005، ويبلغ إجمالي مساحته أكثر من 15 ألف متر مربع. ويتسع لأكثر من 13 ألف مشاهد، ويضم الملعب ميدان المسابقة الرئيسي، والملعب الاحتياطي، وساحتين للتدريب، وقاعة الوظائف الاضافية، وطرق المرور، وساحة وقوف السيارات، والأرض العشبية، والمباني والمنشآت الملحقة الأخرى ... وانتهت عملية البناء في الملعب في يوليو عام 2006، وتليها عملية الفحص والاختبار.
بعد تدشين الملعب أقيمت فيه في أغسطس عام 2006 الدورة الحادية عشرة لمسابقة البطولة العالمية للكرة الناعمة للسيدات والتي تعتبر أول مسابقة رسمية لاختبار هذا الملعب الجديد. ولقي الملعب من خلال هذه الدورة تقديرا شاملا من مسؤولي الاتحاد الدولي للبيسبول والرياضيين والمدربين والحكام بعد مشاركتهم في مسابقة هذه الدورة، وقدُم السيد دون بورتر/ رئيس الاتحاد الدولي للبيسبول في مناسبات عديدة تقديره لهذا الملعب حيث قال إن ملعب فونغ تاي هو أفضل ملعب وجدناه في تاريخ رياضة للبيسبول، ثم عبّر عن أمله في أن يكون هذا الملعب قاعدة تدريبية للبيسبول في آسيا.
وراء هذا التقدير والثناء هل تعرفون ما هى الجهود والتكاليف التي بذلها المهندسون والبناؤون لبناء هذا الملعب الحديث ؟
كان بناء الأرضية الحمراء المفروشة في الأماكن التي يركض فيها الضاربون أثناء المباريات الرسمية عملية هندسية دقيقة ومكلفة اثناء التصميم والانشاء. إذ إن مكان المباراة هو على شكل مثلث تبلغ درجة زاويته 90 درجة بكل دقة. وبه قطعة من الأرض هى ميدان الركض يجب أن تغطى بالأتربة الحمراء الخاصة، أما سائر الأماكن داخل هذا المكان المثلث فهى تحيط بميدان الركض يجب أن تغطى بالأعشاب. وبسبب أن الرياضيين اثناء المباراة يركضون بسرعة فائقة. فيجب أن تملك الأرضية الحمراء المفروشة فيه درجة احتكاك محددة حسب المعيار الدولي الدقيق. هذا يعني أن الأتربة الحمراء المفروشة على هذا المكان لا تكون لازجة ولا صلبة، بل يجب أن تكون في شبه رملية حسب المعيار الدولي المحدد. ومن أجل الحصول على هذا النوع من الأتربة الحمراء انفق المعلب أكثر من مليوني يوان صيني لشراء بعضها الذي استخدم لتغطية الأماكن التدريبية، أما الأتربة الحمراء المفروشة في ساحة المسابقة الرسمية فتم استيرادها جميعا من الخارج.
التكلفة الضرورية تتزامن مع ترشيد الاستهلاك أثناء بناء الملعب حيث يستخدم الملعب في مختلف أركانه مصابيح الاضاءة الموفرة للطاقة، والأدوات الصحية الموفرة للمياه اضافة الى استخدام الطاقة الشمسية لاعداد المياه الساخنة مع إيصالها الى مختلف أماكن الملعب. وهذه الاجراءات وفرت الكم الهائل من الطاقة والأموال.
والى جانب ذلك أظهر المهندسون ذكاءهم الابداعي حيث إبتكروا نظام " التسريب السريع لمياه الأمطار والمركب تحت الأرض العشبية داخل الملعب " وهذا النظام هو عبارة عن ثلاث طبقات من المواد بعمق 8 سنتمترات تحت سطح الأرض، الأولى: الأحجار البيضوية الكبيرة نسبيا، والثانية الرمال الغليظة ( الثقيلة)، والثالثة الرمال الناعمة. ثم تزرع فوق هذه الطبقات أعشاب. وبهذا الاسلوب يمكن تسريب المياه بعد هطول الأمطار من سطح الأرض الى تحتها، وثم تجمعها الأنابيب المفروشة تحت الأرض، وتصرفها الى حوض كبير في مكان آخر لاعادة استخدامها مرة ثانية. وبهذه الطريقة يمكن التخلص من مياه الأمطار بشكل فعال في غضون ساعة واحدة مهما كانت غزيرة لضمان استخدام الملعب بشكل طبيعي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن اعادة استعمال مياه الأمطارلأغراض عديدة في دورة المياه أو ري الأشجار والأعشاب وغيرهما.