إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
البطل والحلم
   2008-07-30 10:39:27    cri
 

في اولمبياد مكسيكو سيتي عام 1968، كان العداء التنزاني للمسافات الطويلة جون ستيفن أخوارى قد قطع المسافة الكاملة لسباق الماراثون رغم رجله المصابة، مجسدا مرة أخرى الروح الاولمبية بإرادته الصلبة. لقد مضت 40 عاما على ذلك، وقبل افتتاح اولمبياد بكين بأقل من شهر، وصل هذا البطل إلى الصين بصفته ضيفا لإذاعة الصين الدولية، ورافقه مراسل إذاعتنا في رحلته هذه في الصين، ونقدم لكم الآن الحلقة الثالثة من البرنامج المسلسل " البطل والحلم".

يمكن القول إن المشاركة في الأولمبياد نيابة عن البلاد هي الحلم لكل رياضي. وما يحلمه معظم الرياضيين المشاركين في الأولمبياد هو الفوز بالبطولة. وبعد انتهاء مسابقات الماراثون لأولمبياد مكسيكو سيتي عام 1968، قال أخواري للمراسلين " إن بلادي لم ترسلني إلى هنا من بعد 7000 ميل لبدء المسابقات بل لإكمال المسابقات." وإذا لم يصب أخواري بجروح في المسابقات، فلن يكون هدفه إكمال المسابقات فقط، حيث قال:

"كان هدفي في أولمبياد مكسيكو سيتي الفوز، لكنني لم أقدم أداء ممتازا بسبب الجو. وكنت أفكر في أنه على الرغم من أنني لا أستطيع الفوز بالبطولة، لكن لا بد أن أكمل المسابقات لأنني أمثل بلادي. وكان الفوز بالبطولة حلمي."

والآن يقوم فريق ألعاب القوى الوطني التنزاني بالاستعدادات لأولمبياد بكين بشكل إيجابي في أفريقيا على بعد 10 آلاف كيلومتر ويأمل في أن يحقق أحلامه في هذا الأولمبياد. وقال رئيس اتحاد ألعاب القوى التنزاني فرانسيس جون:

" تجري استعداداتنا بشكل سلس. وحققت التدريبات نتائج جيدة. وقد أكمل أطباؤنا استعداداتهم ويراقبون عن كثب أحوال الرياضيين. وأعتقد أن الجميع في حالة صحية جيدة. وحلمنا وهدفنا هو الفوز بالميداليات."

وحول صديقه القديم أخواري، قال فرانسيس جون :

"قدم جون ستيفن أخواري مساعدات كثيرة لنا. له تجارب وافرة في ألعاب القوى. واتصلنا به حيث قدم لنا كثيرا من الاقتراحات حول التدريبات. وقبل توجهه إلى الصين، وصل إلى أروشا وتحدث معنا وشجعنا. وترشد روحه أعضاء فريقنا إلى الأمام للتغلب على الصعوبات وتحقيق أحلامنا."

ووضع رئيس اللجنة الأولمبية التنزانية غلام عبد الله آمالا كبيرة على الوفد التنزاني المشارك في أولمبياد بكين حيث قال:

"سنشارك في مسابقات ألعاب القوى والسباحة والملاكمة. وخاصة ألعاب القوى، هناك إمكانية لفوزنا بالميداليات في سباق المسافات الطويلة والماراثون وسباق 1000 متر. وذلك أيضا حلمنا في هذه الدورة الأولمبية. وآمل في أن يتخذ الرياضيون التنزانيون أخواري قدوة لهم ويظهروا المستوى والروح في المسابقات ويصبحوا أبطالا أولمبيين ويحققوا أحلامهم الأولمبية."

ولا يصعب علينا أن نتصور أن الأولمبياد مهرجان يجمع جهود الكثير من الناس والمشاركة فيه أيضا حلم للكثير. إن شعار أولمبياد العام الجاري هو "عالم واحد حلم واحد". وقل أخواري للمراسلين عندما رأى لوحات هذا الشعار:

"للجميع حلم واحد وهو أن يصبح العالم أحسن وأحسن. وفي مسابقات الأولمبياد، يمكن لكل شخص تحقيق حلمه. وأود أن أشكر الأصدقاء في بكين وأتمنى أن تحققوا أحلامكم في الأولمبياد."

إن تمنيات الرجل المسن أخواري جميلة، لكن الطريق إلى تحقيق الأحلام دائما محاط بالصعوبات. ويمكن القول إن الرياضية الصينية للجمباز سانغ لان معروفة لدى كل شخص في الصين. وأصيبت بشلل سفلي بسبب حادث وقع قبل 10 سنوات في المنافسات وكان عمرها 17 سنة. لم تودع سانغ لان ساحة الجمباز إلى الأبد فسحب، بل جعل هذا الحادث حياتها اليومية صعبة أيضا. إن حياة سانغ لان أصبحت غير سهلة بسبب هذا الحادث، إلا أنها تواصل السير في طريقها النضال حيث خاضت سان لان نفسها في مجال القضية الرياضية الأوسع وأصبحت مراسلة خاصة لموقع اللجنة الأولمبية الصينية على الانترنت. وقالت سانغ لان:

"أعتقد أن المشاركة هي أهم شيء. وبالنسبة للرياضيين، فإن الحلم الأولمبي هو أكبر حلم في معظم الأوقات. وبعد إصابتي، لا يمكنني المشاركة في المنافسات في الساحة الرياضية مثل الرياضيين الآخرين وتحقيق حلم الفوز بالبطولة. لكني أعتقد أنه يمكن لكل شخص تحقيق هذا الحلم من خلال وسائل أخرى. لذلك، أعمل حاليا في الكثير من الأعمال المتعلقة بالرياضة والأولمبياد والشؤون الخيرية الاجتماعية."

وفي الحقيقة، لم يعمل الرياضيون على تحقيق أحلامهم فحسب، بل يعمل كل شخص على تحقيق أحلامه من خلال المشاركة في عملية الأولمبياد. إن جين شاو طالبة في قسم اللغة السواحيلية بجامعة وسائل الإعلام الصينية وهي حاليا متطوعة لأولمبياد بكين تقوم بالاتصالات بوسائل الإعلام في مكتب الإعلام لاستاد كرة السلة الأولمبي. وبسبب تخصصها في هذه اللغة، هي تعرف معرفة جيدة تجربة أخواري، وقالت:

"بالنسبة إليّ ما أبداه أخواري في المنافسات هو ما أحتاج إليه في حياتي. وأعتقد أن شخصا مسؤولا يفعل كل شيء بأقصى جهوده. وبالنسبة للأولمبياد، لكل شخص حلمه. وعندما تواجه صعوبات لتحقيق الحلم، فإن الإصرار مهم جدا. وحلمي هو إتقان عملي وتقديم أفضل خدمات تطوعية للجميع."

وتحتاج تعميم الروح الأولمبية إلى جهود كل الناس وليس جهود الرياضيين والمتطوعين فقط. وذلك ليس خلال فترة الأولمبياد فحسب، بل سيكون عملا لكل شخص في الأيام بعد الأولمبياد ويتعين على كل شخص السعي وراء تحقيق الحلم بوجه إيجابي. وقال ليو جيان رئيس قسم المتطوعين باللجنة المنظمة لأولمبياد بكين ورئيس مكتب التنسيق لأعمال المتطوعين :

"إن الأشخاص الذين يحبون الرياضة هم سعداء لأنهم يرون تقدم الإنسان كل يوم. وتتفق الروح الأولمبية مع الروح التطوعية تماما. ونأمل في أن يحب جميع الشباب الرياضة والأولمبياد ويشاركوا في الأعمال التطوعية لكسب احترام الآخرين بابتساماتهم القلبية والخدمات الممتازة الأمر الذي سيجعل المجتمع أكثر تناغما. ويتعين على الشباب امتلاك مثل عليا سامية وأحلام جميلة وتحقيق الأحلام من خلال الجهود الذاتية. وبذلك، سنصبح جميعا أبطالا حقيقيين."

تستمعون الآن إلى أغنية تغنيها سانغ لان تحت عنوان " ابتسام". وتقول هذه الأغنية: عندما تواجه نفسك، تحتاج إلى الابتسامة. وعندما توقد الشعلة الأولمبية في قلبك، فستظهر هذه الابتسامة على وجهك. دع الابتسامة ترافقك، فستتغلب على الصعوبات بشجاعة....

ويفهم أخواري الروح الأولمبية هكذا حيث قال:

"لا يستطيع معظم الرياضيين أن يفوزوا بالمرتبة الأولى أو الثانية، لكن أهم شيء للروح الأولمبية هو المشاركة. وإذا امتلكت قلبا شجاعا لتحقيق الانتصار، فلا شك أنك ستنجح. لكن إذا تخليت، فمن المستحيل أن تصبح بطلا."

وكما قال لنا هذا الشيخ الذي يسعى لتحقيق الحلم، إن الروح الأولمبية هي روح المشاركة. ويمكن لكل شخص أن يحقق حلمه ويصبح بطلا!

متعلقات
ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |