إن ملعب العمال واستاد العمال بمدينة بكين معروفان لدى البكنيين بصفتهما من البنايات الرمزية الهامة بالمدينة في خمسينات القرن الماضي، وكان قد أقيم فيهما الكثير من السباقات الرياضية الصينية والدولية والأنشطة الجماهيرية المختلفة، بما فيها الألعاب الرياضية الآسيوية ومباريات البطولة العالمية لكرة الطاولة ومباريات الكأس الآسيوي لكرة القدم وغيرها، كل ذلك ترك إنطباعات جميلة في نفوس الناس . وبعد مرور حوالي خمسين عاما ، يبدو هذان الملعبان المجاوران قديما في مظهرهما الخارجي وفقدان لونهما وجمالهما الماضي. ومن أجل إستقبال أولمبياد 2008 وإستضافة السباقات الأولمبية لكرة القدم والملاكمة بشكل أفضل، تم ترميم وتجديد هذين الملعبين بصورة أوسع وأكبر، وأصبحا حاليا أمام الناس بملامحهما الحديثة والجميلة .
تم بناء ملعب العمال في أول مارس من عام 1959 ، إنه من البنايات الضخمة العشر المشهورة ببكين كهدايا للذكرى السنوية العاشرة على تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة ، ويمكن أن يتسع لثمانين ألف شخص لمشاهدة السباقات الرياضية فيه .
بدأ مشروع ترميم وتوسيع ملعب العمال في ال18 من إبريل عام 2006 بناء على مطالب اللجنة الأولمبية العالمية والإتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة التنظيمية لأولمبياد بكين، حيث تم تقوية الأساسات التشكيلية الأساسية وتسوية الأرض المعشوشبة ومضامير الجري المطاطية وغيرها . وكان أهم شيء هو تمديد خطوط التسخين الكهربائية تحت الأرض المعشوشبة لتعزيز حمايتها والمحافظة على خضرتها .
وبعد الإصلاحات الجديدة، أصبح ملعب العمال متألقا ومفعما بالحيوية الجديدة كأنه عجوز إنقلب شابا بعد إجراء التعديلات وتغيير صمامات قلبية . والآن ، في وسط الملعب توجد الأرض المعشوشبة الخضراء الجميلة ، وتحفها ثمانية مضامير جري مطاطية حمراء . أما مقاعد المشاهدين ، فهي منتشرة بإنتظام في الجوانب ومطلية بالألوان الخمسة الزاهية الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر والأسمر ، مما يبهر أنظار الناس ويضيف حرارة للجو الرياضي والمسابقات . كما زود الملعب بالتجهيزات الضوئية والصوتية الحديثة وشاشة ألكترونية كبيرة لنقل المنافسات بوضوح من كافة الزوايا .
وإلى الغرب من ملعب العمال، يوجد أستاد العمال ، حيث ستقام فيه سباقات الملاكمة الأولمبية. وكان هذا الأستاد قد تم بناؤه في عام 1961، ومنذ ذلك الوقت ظل مكانا هاما لإقامة مختلف النشاطات الجماهيرية الكبرى في بكين. وخلال عمليات الإصلاح والتجديد والترميم لهذه المرة ، تم التركيز على واجهته الخارجية وتجديد النوافذ لتصبح مزدوجة الزجاج صديقة للبيئة لعزل الصوت والضوضاء من الشوارع القريبة والمحافظة على درجة الحرارة الدافئة في الشتاء ، وذلك إلى جانب تركيب بعض التجهيزات الضوئية والكهربائية وأجهزة تكييف الهواء وزيادة بعض مقاعد الضيوف وصالة الضيافة وغيرها من المنشآت اللازمة . وبعبارة أخرى أن ملعب العمال وأستاد العمال سيستقبلان الرياضيين والمشاهدين والزوار بأجمل وجه وأفضل خدمات .