بعد إنتهاء منافسات رفع الاثقال للنساء لوزن 48 كيلوغراما التي جرت في ال9 من أغسطس، أصبح إسم تشين شيه شيا معروفا للجميع فجأة، فهي فتاة قصيرة القامة، لكنها فائزة بأول ميدالية ذهبية للبعثة الرياضية الصينية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية ال29 ببكين. فيما يلي نتعرف عليها عن قرب من خلال لقاء مراسل إذاعتنا بها بعد فوزها بالبطولة.

الرياضية تشين شيه شيا تبدو فتاة عادية ومتواضعة من مظهرها الخارجي، وهي في غاية الهدوء أمام المراسل رغم ما حصلت عليه من الشرف العظيم. حيث قالت:

"أنا حاليا في حالة طبيعية ، وفي رأيي أن أول ميدالية ذهبية لا تختلف عن ميداليات ذهبية أخرى، ولا مغزى خاص لها."

جاءت تهدئة المواقف للبطلة الأولمبية تشين شيه شيا من طبيعتها الشخصية، لأنها ساكتة دائما في الحياة اليومية، ولا تحب الكلام الكثير، إنها تشغل معظم أوقاتها وكل قوتها في التدريبات الرياضية، لقد سجلت رقمين أولمبيين جديدين في رفعة النتر ومجموعة الرفعات في منافسات رفع الإثقال للنساء لوزن 48 كيلوغراما. عرفنا بها مدربها ما ون هوي قائلا:

" الرياضية تشين شيه شيا جديدة وممتازة جدا، لقد فازت بالميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية والبطولة العالمية لرفع الإثقال على التوالي في السنتين الماضيتين. وبعد مواجهتها للمنافسات الأولمبية ببكين، بدأت تشعر بضغط كبير، لأنها لم تكن متأكدة من الفوز بالميدالية الذهبية."

الفتاة تشين شيه شيا قوية الجسم، كان يمكنها أن تجر عربة كبيرة بنفسها أثناء طفولتها. لذلك، أختيرت كرياضية وإنضمت إلى فريق رفع الإثقال بالمدرسة الرياضية المحلية لقبول التدريبات التخصصية المنتظمة. ومنذ ذلك الوقت ، حلمت الفتاة الصغيرة بأن تكون بطلة رياضية عالمية في يوم ما. ما يزرع يحصد دائما، وبعد أن بذلت الجهود الكبيرة، نالت ثلاث ميداليات ذهبية في البطولة العالمية لرفع الإثقال عام 2007، كانت مدهشة للجميع وأصبحت نجمة رياضية جديدة في مجال رفع الاثقال. أكد المدرب ما ون هوي أنه لم يفاجأ بفوزها في هذه المنافسات الأولمبية، وقال للمراسل:

"عرفت الفتاة تشين شيه شيا معرفة جيدة، إنها كانت مصممة وعازمة على الفوز هذه المرة، لا تتكلم كثيرا، وهي تجمع بين النشاط والخجل، وهذه الطبيعة الشخصية تتلأم كثيرا مع التدريب في لعبة رفع الاثقال ."

ولدت الفتاة تشين شيه شيا في مدينة فان يو بمقاطعة قوانغدونغ، إنها تحب أكل الجمبري منذ صغرها. لذلك، كان والدها يصيد دائما الجمبري من النهر ويطبخه لها. وبعد فوزها بالبطولة الأولمبية، عبرت تشين شيه شيا عن شكرها الخالص لوالديها وقالت للمراسل:

"لا أعرف ماذا سأفعله في الوقت الحالي، أريد أن أعبر أولا عن شكري الجزيل والخالص لوالدي."

وفي الحقيقة، كانت مشاركة الرياضية تشين شيه شيا في دورة الألعاب الأولمبية ببكين أمرا ليس سهلا، وكانت رجلها قد جرحت أثناء التدريب في أوائل يوليو الماضي، وذلك جعلها تكاد تفقد فرصة المشاركة في منافسات أولمبياد بكين وضياع الفوز بالبطلة الأولمبية. رغم أنها قليلة الكلام في الحياة، إلا أنها فتاة ذات مشاعر متدفقة، ولها علاقات صداقة جميلة مع زميلتيها الرياضيتين يانغ ليان ووانغ مينغ جوان. وقالت للمراسل:

"في هذه المناسبة، أود أن أقول لصديقتي، لقد حققت حلمي ولم أخيب أملهما، وأشكرهما شكرا جزيلا على دعمهما لي وأمنياتهما لي بالتوفيق. شكرا جزيلا."

ونحن على ثقة كاملة بأن الفتاة تشين شيه شيا ستواصل تقدمها على طريق رفع الاثقال بخطوات ثابتة مهما كانت الصعوبات أم النجاحات، وإن طبيعتها الهادئة مع روحها المجتهدة تجعل مستقبلها أكثر إشراقا كما قال مدربها الصيني:

"أحب هذه الرياضية الشابة المجتهدة، حينما تواصل التدريب بجد وكد، سوف تسجل أرقاما قياسية أخرى ومنجزات أفضل في المنافسات المستقبلية."