قبل أربع سنين، تعرض منتخب الجمباز الصيني للرجال لفشل شامل تقريبا في أولمبياد أثينا. أما الأشد وطأة فكان فقدان الميداليات الذهبية لفرق الجمباز للرجال. وبعد ذلك، قام فريق الجمباز الصيني بتدريبات شاقة، وأحرز المنتخب الصيني هذه المرة في أولمبياد بكين هذه الميدالية الذهبية المميزة. إنها ميدالية تطلع إليها منتخب الجمباز الصيني منذ أمد طويل. وعندما علقت الميداليات الذهبية على صدور الشباب الفائزين، لاحظ الكثير أنهم قد أحرزوا أشياء كثيرة ثمينة بالإضافة إلى الميداليات الذهبية نفسها.
بالإضافة إلى الميدالية الذهبية، فاز الجمباز الصيني بالسمعة الطيبة. فمنذ أن فشل رياضيو الجمباز الصينيون في أثينا، نصبوا في قاعة تدريبهم "سور الخجل"، حيث لصقوا عليه تقارير النقد التي نشرت في مختلف وسائل الإعلام الصينية. وكانت كل كلمات الانتقاد تذكرهم دائما بالدروس المؤلمة السابقة. وفي الصين مثل يقول "إن من يعرف الخجل، فسيصبح شجاعا". لذلك عرف الفشل في أثينا فريق الجمباز الصيني كيفية إعادة النظر في نفسه، والنظر إلى منافسيه بموقف واقعي. وقبل بدء سباقات هذه الدورة، لم يتعهد المدربون ورياضيو الجمباز بالفوز بميدالية ذهبية، وبدلا منه ظلوا هادئين. في هذه المرة وفي السباقات على أرض وطنهم الأم، لم يحقق رياضيو الجمباز الصينيون تطلع جميع الصينيين فحسب، بل حظوا باحترام المنافسين والمشاهدين والحكام ووسائل الإعلام.
بالإضافة إلى الميدالية الذهبية، فاز الجمباز الصيني بالثقة بالنفس، إذ بعد الفشل في أثينا، تعرضت ثقة الصينيين برياضيي الجمباز لضربة شديدة. ورغم عدم وجود من يشك في قوة رياضيي الجمباز الصينيين، إلا أن بعض الصينيين كانوا قلقين إزاء أدائهم ميدانيا هذه المرة. وخلال السباقات، وجد الصينيون أن هؤلاء الشباب قد أدوا كل الحركات بهدوء وثبات، وأظهروا ثقة عالية بالنفس.
بالإضافة إلى الميدالية الذهبية، حقق الجمباز الصيني الأمل، حيث كان أداء الرياضيين القدامى رائعا وكان أداء الشباب الجدد مشجعا أيضا. وأمام نحو 20 ألف متفرج في الإستاد الوطني، كان الصينيان الجديدان يؤديان الحركات بهدوء، وأنجزا سباقات بشكل ممتاز، الأمر الذي جعل الصينيين يشعرون بالأمل والقوة لدى الجيل الصيني الجديد في أوساط رياضة الجمباز.