كانت قو ون جيون فتاة في ال16 من العمر ولا يعرفها الجمهور في أولمبياد سدني عام 2000 الذي حصلت فيه الرامية الصينية الشهيرة تاو لو نا على الميدالية الذهبية. وبعد 8 سنوات، صعدت الفتاة التي لا تزال طرية العود قليلة الخبرة إلى الدرجة الأعلى بمنصة توزيع الجوائز بعد أن فازت على المنافسات القويات في منافسات المسدس الهوائي ل10 أمتار لفئة النساء في أولمبياد بكين. وليست هذه الميدالية الذهبية سهلة المنال، فإن تجربة حياتها المتعرجة وطبيعتها المتفائلة والصريحة ساعدتها على الفوز بالذهبية.
كانت قو ون جيون في ال24 عاما من العمر يبدو أنها لم تتعود مشهدا كبيرا أمام الجمهور ووسائل الإعلام وهي واقفة على المنصة، غير أن الابتسامات ظلت معلقة على شفتيها كالعادة. عند حديثها إثر انتهاء المنافسات، قالت بصراحة إنها فكرت في إظهار مستواها العادي في الأداء فقط، لم تكن لها أمنية خيالية للفوز بميدالية ذهبية:
" أنا سعيدة جدا الآن بفوزي. كان مدربي قد طلب مني أثناء الحديث معي قبل المنافسات إظهار مستواي العادي، وهذا أمنيتي أيضا. ها أنا قد نجحت."
لكل بطل أو بطلة قصة غير عادية، لكن قصة قو ون جيون تكون درامية. في بداية تدربها على الرماية، لم تكن لها موهبة خاصة، حتى خسرت مرات، إذ كانت في طليعة الراسبين في الدورة الرياضية الخامسة لمدن الصين عام 2003، وكانت لم تتح لها فرصة للمشاركة في أي منافسة وطنية عام 2004، أما عام 2005، فلم يحالفها الحظ أيضا. كانت قد تركت فريق الرماية بمقاطعة شنشي. وأخيرا، عادت إلى ملعب التدريب بعد سنة أو أكثر بفضل تشجيع المدربين وأعضاء الأسرة.
عند استعراضها لهذه التجربة المتعرجة، قالت قو ون جيون إنها اليوم ليست كالأمس.
" في الحقيقة أن طريقي في التدريب متعرجة، أشكر جميع الذين ساعدوني. كنت قد قدمت تقريرا لترك الفريق، أود الآن أن أوجه شكري وامتناني إلى المدربين وقائد الفريق، لولاهم لما استطعت عرض نفسي في منافسات الأولمبياد."
كانت قو ون جيون قد عملت كبائعة لملابس رياضية في متجر بموطنها شيآن في تلك الفترة ومرت بمتاعب الحياة. فأحست بسعادة التدريب. يرى السيد شيو باو تشيوان مدربها الآن في الفريق الوطني أن هذه التجربة ساعدتها في النمو.
" أصبحت تجربتها في الحياة نقطة تحول، وساعدتها حقا."
فعلا، إن تجربتها المرة تعد ثروة لها. عندما عادت قو ون جيون لتمسك المسدس، عرفت جيدا ما تسعى إليه. فتقدمت بسرعة، ثم اختيرت ضمن الفريق الوطني للرماية عام 2006، وفازت في نهاية العام نفسه بميدالية فضية في منافسات المسدس الهوائي في الدورة الرياضية الآسيوية المقامة في الدوحة، ثم حصلت على البطولة في مباريات دورة البطولة الآسيوية ودورة كأس العالم، وتم ترشيحها مع اللاعبتين الشهيرتين تشين يينغ ودو لي كأحسن اللاعبات لتلك السنة من قبل الاتحاد الدولي للرماية. وفي مباريات التأهيل الوطنية للأولمبياد، كانت نتيجتها في مباريات المسدس الهوائي نساء لمسافة 10 أمتار 394.0 نقطة، تجاوزت بها الرقم القياسي العالمي، فنالت أهلية المشاركة في أولمبياد بكين.
إن قو ون جيون لم تكن خائفة من مسرح الأولمبياد. وكانت طلقاتها ال6 الأولى فوق 10 نقاط في المنافسات النهائية، وبرغم أن الطلقة السابعة كانت 9.4 نقطة، غير أن الطلقتين التاليتين فوق 10.7 نقطة.
لقد قدر السيد أوليجاريو رانا رئيس الاتحاد الدولي للرماية قو ون جيون إثر المنافسات قائلا " لا يمكن تجاوزها فعلا ". في الحقيقة أن قو ون جيون التي مرت بالطريق المتعرجة قد تجاوزت لاعبات من الدرجة الأولى في العالم في الدورة الأولمبية، نتمنى لهذه الفتاة الصريحة والجريئة أن تسعى إلى عصر جديد لها في مسرح الرماية.