أصبح مركز السباحة الوطني المعروف باسم المكعب المائي بؤرة اهتمام ومحط أنظار العالم كله، في الأيام الأربعة الأولى من سباقات أولمبياد بكين، حيث تم تسجيل 9 أرقام عالمية جديدة وتحطيم 15 رقما أولمبيا، الأمر الذي أثار إعجاب الرياضيين وأبهر المشاهدين والجماهير. فما هي الأسباب التي تقف وراء تسجيل هذه الأرقام الجديدة الكثيرة في استاد المكعب المائي؟
يعتبر المكعب المائي أروع استادات أولمبياد بكين من حيث التصميم. إنه يشبه جسما مكعبا مغطى بالفقاعات المائية الزرقاء. أما بعد غروب الشمس وإضاءته من الداخل، فإنه يتحول إلى ما يشبه قطعة الكرستال اللامعة الشفافة.
لقد واصل السباح الأمريكي مايكل فيليبس تألقه بفوزه بالذهبية الثالثة له في سباق200 متر حرة مسجلا رقما عالميا جديدا قدره 1,42,96 دقيقة. وعبر عن إعجابه باستاد السباحة قائلا إن المكعب المائي أفضل استاد سباحة رآه حتى الآن، لقد شجعه عدد كبير من الجمهور مما جعله يشعر كأنه يخوض السباقات في بلاده.
بريندان غالاهير الصحفي بصحيفة //ديلي تلغراف// البريطانية هو مراقب مخضرم للعبة السباحة. تحدث عن كثرة الأرقام العالمية الجديدة في المكعب المائي قائلا: " أحواض السباحة هنا ممتازة للغاية وعميقة جدا، ويحبها جميع السباحين. ومرافق الاستاد في غاية التكامل. وأود أن أشير أيضا إلى أن سباقات السباحة في أولمبياد بكين هي أشد المنافسات التي حضرتها وأعلاها مستوى."
بمجرد الدخول إلى المكعب المائي، ينتابك الشعور بالارتياح الكامل، حيث إن درجات الحرارة والرطوبة مناسبة وملائمة لكل الفئات. ويجري التحكم في درجات الحرارة حسب ظروف كل مكان بالاستاد، وتكون درجات حرارة مياه أحواض السباحة دائما حوالي 26 درجة وهي الدرجة الملائمة للسباقات والرياضيين.
تارى توريس السباحة الأمريكية تخوض السباقات المختلفة منذ أكثر من 20 سنة، وهذه هي المرة الخامسة التي تشارك فيها في السباقات الأولمبية. وعبرت عن إعجابها باستاد المكعب المائي قائلة إن برك السباحة رائعة والمياه عميقة ونظام تدوير المياه ممتاز، وبمجرد دخولك تشعر بأن هذا المكان بالذات هو مكان السباقات الأولمبية.
إضافة إلى الظروف الممتازة في استاد السباحة، يرجع السبب الرئيسي في هذا العدد الكبير من الأرقام العالمية الجديدة إلى الرياضيين أنفسهم وجهودهم الدؤوبة. ناتالي كوفلين الأمريكية بطلة 100 متر ظهر قالت: "في رأي أن استاد السباحة هذا أسهم إلى حد ما في تسجيل هذا العدد الكبير من الأرقام العالمية خلال الأيام السابقة. وبالطبع، فإن أهم الأسباب هو أن هذه هي سباقات أولمبية يكافح الرياضيون من أجلها طوال السنوات الأربع. فأنا على سبيل المثال، بدأت أتفرغ وأستعد لهذه الدورة الأولمبية بعد أثينا مباشرة."
أما التجهيزات الحديثة مثل ملابس السباحة المصنوعة من جلد القرش، فقد أضافت هي الأخرى قوة فنية للرياضيين. آرون بيرسول الأمريكي الفائز بذهبية 100 متر ظهرا مسجلا رقما قياسيا قدره 52،54 ثانية قال: "المياه في برك السباحة عميقة جدا وهادئة نسبيا. وبالطبع، فإن التقنيات الفنية الحديثة والملابس والقبعات الجديدة لها هي الأخرى دور في هذه السباقات."
إلى جانب كل ذلك، فإن الجماهير المتحمسين وتشجيعهم الملتهب لجميع المتنافسين ساعد على تحقيق النتائج الجيدة.