أصبحت الفتاتان ليو تسي قه وجياو ليو يانغ اللتان أحرزتا ميداليتين ذهبية وفضية في منافسات سباحة الفراشة 200 متر للنساء أمس الخميس (14 أغسطس) أصبحتا محور اهتمام الصحفيين الصينيين والأجانب في مركز السباحة الوطني "المكعب المائي"، ولكن، يبدو أن الفتاتين اللتين تبلغان من العمر التاسعة عشرة والثامنة عشرة على التوالي، لا تدركان جيدا قيمة الأرقام القياسية التي سجلتاها في تاريخ السباحة للصين، لقد ارتسمت الابتسامات الخفيفة فقط على وجهيهما خلال مراسم توزيع الميداليات، بل إنهما كانتا تحسان بالخجل أيضا عند التقاط الصور مع العاملين والتوقيع للمعجبين قبيل المؤتمر الصحفي.
والمعطيات الأولمبية من خلال الكمبيوتر أظهرت أن أحسن نتيجة للفتاة جياو ليو يانغ في السابق كانت المرتبة الرابعة التي حصلت عليها في البطولة العالمية التي أقيمت عام 2007 في مدينة ملبورن، وفيما يتعلق بالفتاة ليو تسي قه، فلا تاريخ لها، لأنها لم يسبق لها أن شاركت في مسابقات دولية. لذلك، شكك بعض الصحفيين الأجانب في الانجازات الممتازة للفتاتين الصينيتين والتي تم تحقيقها خلال فترة قصيرة. وفي هذا الصدد، طرح صحفي أجنبي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد السباق السؤال التالي: خلال تسعينات القرن الماضي، كان الصين منزعجة من قضية المنشطات في عالم السباحة، اليوم، أحرزتا الذهبية والفضية، هل يرمز هذا إلى مجيئ "عصر نظيف" للصين في عالم السباحة؟
أمام هذا السؤال الماكر، نظرت ليو تسي قه التي إلى زميلتها الصغيرة جياو ليو يانغ، وقالت الأخيرة مبتسمة وبثقة:
" نعتزم الامتناع الحازم عن استعمال أي منشطات، وبالتأكيد، فإننا نشارك في منافسات خالية من منشطات. ويحمل كل رياضي من أي دولة أو منطقة نفس الفكرة للمشاركة في منافسات الأولمبياد، ولذلك، لا يوجد أي شخص يخاطر باستعمال المنشطات."
في الحقيقة، قبل الأولمبياد، اتخذ فريق الدولة الصيني سياسة "عدم التسامح" في قضية استعمال المنشطات، ولهذا، طُرد الرياضي الصيني الشهير أويانغ كونبنغ من المنتخب الوطني، الأمر الذي يدل على حزم الصين في هذه القضية. وإزاء الأداء الممتاز للفتاتين، رأى المدرب العام لفريق السباحة الصيني جانغ يا دونغ أن الفتاة ليو تسي قه حصلت على الميدالية الذهبية اعتمادا على حماسها وروحها الوثابة، أما الفتاة جياو ليو يانغ فقد اعتمدت على التكتيكات.
طبعا، إن الصحفيين الذين يلوثون أسئلتهم لأغراض أو لأخرى هم مجرد مجموعة قليلة جدا من الصحفيين، إن معظم الصحفيين الأجانب قد أشادوا بدرجة كبيرة بنتائج الرياضيين الصينيين في السباحة، وتابع بات بوتشير مراسل "فاينانشيال تايمز" البريطانية وعضو لجنة الإعلام لاتحاد السباحة الدولي تابع أداء فريق السباحة الصيني لعدة سنوات، إنه لم يفاجأ بالنتائج التي حققها المنتخب الصيني، إذ قال:
"إن الفتاتين اتخذتا التكتيكات الواعية: في البداية، لم تسبحا بسرعة، ولكن، أسرعتا في النهاية، النتيجة كانت واضحة جدا، أحرزتا الذهبية والفضية، إن هذه النتيجة ممتازة للغاية بالنسبة لفريق السباحة الصيني."
ومن جانبه، اعتقد جون ستيفينسون المراسل الأمريكي الخاص لسباقات السباحة أن "الجو الحار" في المكعب المائي وهتافات المشاهدين شجعت الفتيات الصينيات على إحراز النتيجة الجيدة، إذ قال:
"أثق بأن مستوى الرياضيين الصينيين يرتفع بالتأكيد، بفضل مؤازرة الجماهير الصينية، بصراحة، إن أداء هاتين الفتاتين الصينيتين ترك انطباعا عميقا في نفسي."