فاز منتخب الجمباز الصيني للرجال بميداليتين ذهبيتين أمس الأحد (17 أغسطس)، حيث فاجأ اللاعب الصغير تسو كاي جميع المشاهدين بإحراز بطولة التمرينات الحرة للرجال، كما حصل شياو تشين الذي يدعى بملك حصان الحلقة على الميدالية الذهبية في نهائي هذة اللعبة. ومقارنة بأدائهما الممتاز، خيب منتخب الجمباز الصيني للنساء آمال الجماهير نظرا لأن اللاعبتين تشن فيه وجيانغ يو يوان ارتكبتا أخطاء عديدة في نهائيات حصان القفز والتمرينات الحرة وفشلتا في إحراز ميدالية، إلا أنهما تركتا انطباعات عميقة في نفوس الجمهور بالموسيقى والحركات المتسمة بالخصائص الصينية.
في سباق التمرينات الحرة للرجال، لم يضع الصينيون أي أمل في اللاعب الصيني الصغير تسو كاي، لأنه صغير السن وليس لديه خبرات وافرة، ثم إن يتنافس مع خصمين قويين، هما الروماني ماريان دراجوليسكو والأسباني دييجو هيبوليتو. ولكن في نهائي التمرينات الحرة للرجال التي جرت ليلة أمس، ارتكب هذان الرياضيين الشهيران أخطاء شديدة، الأمر الذي قدم فرصة نادرة لتسو كاي للتنافس على الميدالية الذهبية. واغنتم تسو كاي هذه الفرصة، ونجح في إتمام كل حركاته بصورة ثابتة، وحصل على 16.050 نقطة، وبذلك أصبح أول رياضي صيني يفور بميدالية ذهبية أولمبية في التمرينات الحرة للرجال منذ عام 1992. قال البطل الصغير لمراسل إذاعتنا:
"أضع في اعتباري دوما أن كل الرياضيين المشاركين في نهائيات التمرينات الحرة خصوم لي. ليس هناك فرق كبير بين مستوياتنا وصعوبة حركاتنا، لم أحرز أية بطولة عالمية من قبل، ورغم ذلك حافظت على هدوئي أثناء السباق، وحاولت بذل أقصى جهودي للفوز."
وذكر المدرب باي يوان شاو أن نجاح تسو كاي يعود إلى جديته في التدريب.
"أثبت نجاح تسو كاي مثلا صينيا قديما يقول إن الله يساعد من يعمل بجد واجتهاد. وجدنا أنه من السهل أن يزداد وزنه، وهنا اضطر تسو كاي إلى خفض وزنه مع قياسية بالتدريبات العنيفة، إنه يعتبر أكثر الرياضيين نشاطا في مجال التدريب، وبحصوله على الميدالية الذهبية الأولمبية، يمكن القول إن جهوده لم تذهب سدى."
وبالمقارنة مع تسو كاي، فإن شياو تشين رياضي بارز على نهائي حصان الحلق. لأنه كان قد أحرز بطولة العالم لثلاث مرات متتالية، وحظي بلقب ملك حصان الحلقة، وترى أوساط الجمباز الدولية أن حركات شياو تشين على حصان الحلق تتفق مع المعايير المطلوبة بصورة تامة.
لكن في أولمبياد أثينا الذي جرى قبل أربع سنوات، ارتكب شياو تشين أخطاء شديدة في السباق المؤهل، ولم يستطع دخول نهائيات حصان الحلقة للرجال. لذلك، كان يتشوق إلى أولمبياد بكين على مدى أربعة أعوام. وفي هذه المرة، لم يدع الفرصة تفلت منه، وأثبت تفوقه بالفوز بالميدالية. وعندما وقف شياو تشين على منصة التكريم، لم يظهر فرحا بالغا أو تأثرا بالغا، بل رفع يده اليمنى، وقدم التحية للعلم الوطني الصيني بأسلوب عسكري، لأنه عسكري من الفريق الرياضي لجيش التحرير الشعبي الصيني. قال لمراسل الإذاعة إنه قد فكر في تقديم التحية للعلم بهذا الأسلوب عندما رأى أن منتخب الجمباز الصيني للرجال فاز لاول مرة ميدالية ذهبية اولمبية لسباق الفرق في أولمبياد سيدني عام 2000.
"أنا عسكري، رغم أنني لم أرتد الزي العسكري كثيرا بسبب التدريبات الرياضية. اشتقت إلى تقديم التحية للعلم بالأسلوب العسكري لمدة ثماني سنوات. واليوم حققت حلمي، وأشعر بالفخر جدا."
شاركت الرياضيتان الصينيتان تشن فيه وجيانغ يو يوان في نهائيات الجمباز الفردي لحصان القفز والتمرينات الحرة، لكنهما فشلتا في الفوز بميدالية في ظل ظهور بعض الأخطاء خلال المسابقات. ورغم ذلك، فإنهما حققتا تقدما ما في الارتقاء بمستوياتهما الفنية، حيث اختارت تشن فيه كونشرتو البيانو الصيني المشهور /النهر الأصفر/ لأدائها التمرينات الحرة، واندمج كونشرتو البيانو بعناصر أوبرا بكين التقليدية الصينية. أما الرياضية الصينية الأخرى جيانغ يوه يوان فاستخدمت خلال النهائيات أنغام أغان شعبي من منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقوية الويغور شمال غربي الصين، وأضافت بعض حركات الرقص لقومية الويغور في حركات الجمباز. وبذلك تركت الرياضيتان الصينيتان انطباعات عميقة لدى المشاهدين والجماهير والحكام من الدول الغربية بالموسيقى وحركات الرقص المتسمة بالخصائص الصينية.
