شهد الأستاد الوطني المسقوف في ال17 من أغسطس الحالي مشهدا مثيرا حيث حيا شياو تشينغ الفائز بالميدالية الذهبية لمسابقات حصان الحلق وهو جندي بجيش التحرير الشعبي الصيني حيا العلم الوطني المرتفع بتحية عسكرية في مراسم توزيع الميداليات. وفي مقابلة صحفية أجراها مراسلنا معه بعد المراسم، قال شياو تشينغ إنه يشعر بفخر كبير عندما حيا العلم الوطني بالتحية العسكرية في مراسم توزيع الميداليات.
يلقب شياو تشينغ بملك حصان الحلق وحصل على هذا اللقب في بطولة الجمباز العالمية عام 2001. حيث ذاعت شهرة شياو تشينغ الذي ظهر في المنافسات الدولية لأول مرة بمجموعة من الحركات تتفق تماما مع المقاييس في الكتب المدرسية. وقال شياو تشينغ لمراسلنا:
"حصلت على المركز الثاني في البطولة العالمية عام 2001. وأثرت ردود أفعال دولية كبيرة في ذلك الوقت وقال الناس إن حركاتي يمكن تقييمها بالمقاييس في الكتب المدرسية. وفي ذلك الوقت بدأت رغبتي في أن أصبح بطلا أولمبيا."
واختير شياو تشينغ ضمن الفريق الوطني في عام 1999. وفي عام 2000، كان يشاهد مسابقات أولمبياد سيدني من على شاشة التلفزيون في بكين. وبعد أربع سنوات، شارك في أولمبياد أثينا بصفته رياضيا. وتركت الدورتان الأولمبيتان انطباعات مختلفة في ذاكرة شياو تشينغ. وقال:
" في عام 2000، عندما شاهدت أن يانغ وي وغيره من الرياضيين الصينيين للجمباز فازوا بذهبية مباراة فرق الجمباز للرجال، كنت متأثرا جدا. ومنذ ذلك الوقت، آمل في أن أحصل على ميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا في عام 2004 لكننا لم نظهر بالأداء الممتاز، وشعرنا بالأسف الشديد وغادرنا أثينا."
ويمكن القول إن فشل الفريق الصيني للجمباز في أولمبياد أثينا كان كبيرا. حيث أخطأ شياو تشينغ في منافسات التأهيل لحصان الحلق الأمر الذي لم يمنعه من الدخول إلى المنافسات النهائية فحسب، بل أثر على النتائج الجماعية للفريق. لكن تلك كانت بداية لأخطاء الرياضيين الصينيين، حيث سقط الرياضيون الصينيون من الأجهزة الرياضية واحدا بعد واحد في المنافسات. لذلك، عزا بعض الناس سبب فشل الفريق الصيني للجمباز في أولمبياد أثينا إلى خطأ شياو تشينغ على حصان الحلق. وخلال السنوات الأربع الماضية، ظل شياو تشينغ يتحمل ضغوطا نفسية كبيرة.
وفي البطولة العالمية للجمباز عام 2005، فاز شياو تشينغ بالميدالية الذهبية لحصان الحلق لأول مرة. وبعد ذلك، احتفظ بالبطولة العالمية في هذه اللعبة مرتين متتاليتين وأصبح ملك حصان الحلق الحقيقي. لكن ظلال أولمبياد أثينا ظلت قائمة في قلوب شياو تشينغ وزملائه. لذلك، بذل شباب الفريق الصيني للجمباز أقصى جهودهم في التدريبات للنهوض في أولمبياد عام 2008. وقال شياو تشينغ:
" كانت تدريباتنا قبل أولمبياد بكين تجري في جو مختلف تماما. حيث كنا نهتف معا ب"شد حيلك!" كل مرة قبل بدء التدريبات. وبذلك، ثابرنا حتى عام 2008."
وفي ال12 من أغسطس الحالي، قدم الفريق الصيني للجمباز في الاستاد الوطني المسقوف أداء ممتازا وحصل على الميدالية الذهبية. وفي ذلك الوقت، لم يتمالك شياو تشينغ وزملاؤه عن مشاعرهم وذرفت دموعهم. لكن بعد أيام عندما فاز شياو تشينغ وحده بالميدالية الذهبية لمنافسات حصان الحلق الفردية، لم يشعر بالتأثر الشديد مثلما في ذلك الوقت، وقال:
"شعرت بتأثر أكبر عندما حصلنا على الميدالية الذهبية لمنافسات الفرق. وبعد حصولي على الميدالية الذهبية لمنافسات حصان الحلق الفردية، شعرت بالهدوء."
ربما بالنسبة لشياو تشينغ، أزال فوز الفريق الصيني في منافسات فرق الجمباز الضغوط الكبيرة التي ظلت معه ل4 سنوات. أما الحصول على الميدالية الذهبية لمنافسات حصان الحلق، فهي نتيجة طبيعية لشياو تشينغ. لهذا السبب، شعر شياو تشينغ بالهدوء بعد حصوله على هذه الميدالية الذهبية. وفي مراسم توزيع الميداليات، قدم شياو تشينغ الذي وقف على منصة التتويج الأعلى تحية عسكرية للعلم الوطني المرتفع. وقال :
"أنا جندي. لكني بسبب التدريبات، لا ألبس البزة العسكرية دائما. قد تطلعت إلى أداء التحية العسكرية للعلم الوطني في مراسم توزيع الميداليات لأكثر من 4 سنوات. وحققت ذلك في النهاية. أشعر بالفخر الكبير لذلك!"