اختتم أولمبياد بكين مع الملاعب والأستادات العظيمة والجماهير الضيافة والحماسية والمنافسات الرائعة، وجميع المشاركين في الأولمبياد – من المتطوعين إلى المشاهدين ومن الرياضيين إلى الصحفيين شعروا أن الأولمبياد جعل الصين ذات الحضارة العريقة فتحت قلبها لحضن العالم.
الشاب ميتشال واسمه الصيني تشنغ فنغ هاجر مع أبويه من الصين إلى أستراليا في الثالثة من عمره ويدرس حاليا في قسم الصحافة والقانون التابعة لجامعة كوينسلاند الأسترالية، وبعد بذل جهوده أصبح متطوعا للخدمات الإعلامية خلال أولمبياد بكين وجاء إلى الصين مع زملائه. وخلال شهر فقط وجد أن الصين مختلفة عما يتصوره الشباب الأستراليون حيث قال:
"إن الصين ومواطنيها في نظري الآن مختلفون كثيرا عما تصورت في ذهني قبل مجيئي إلى بكين ووجدت أن الكثير من الناس في الشوارع يتحدثون معك وليس مثلما تصورت في الماضي أن الجماهير الصينية لا ترغب في الاتصال مع الأجانب، وذلك أدهشني وأشعر أنهم أصبحوا أكثر انفتاحا مع الأجانب."
وبالإضافة إلى المتطوعين فإن السياح من أنحاء العالم سواء أ كانوا جاؤوا إلى الصين لأول مرة أو لمرات شعروا بانفتاح الصين بشكل عميق. السيدة الألمانية جيهنر جيلى عمرها 70 عاما جاءت إلى الصين مرات بسبب عمل إبنها وقالت للمراسل:
"جئنا إلى الصين في الماضي وقد عمل إبني في بكين أربع سنوات والجماهير الصينية ودية معنا ودائما ما يسألنا الناس في الشوارع من أين جئنا، وأحب الصينيين."
ويرى مارسيو القادم من البرازيل بأمريكا الجنوبية أن الصين مختلفة عن البرازيل حيث قال:
"إن الملاعب والأستادات الأولمبية رائعة وعظيمة جدا وبكين مختلفة عن ريو دي جانيرو وشعرت بكثافة العادات الصينية، وأشعر أن الصينيين مجتهدون وملتزمون بالأنظمة ومؤدبون وطيبون."
وترى الفتاة الأمريكية كريستين التي جاءت إلى الصين لأول مرة أن الشراء بالكارت في الصين أصبح أسهل وأسهل مما يرمز إلى المزيد من الانفتاح الصيني في المجال الاقتصادي حيث قالت:
"شعرت بأن أولمبياد بكين جذب السياح من أوروبا والولايات المتحدة وغيرهما من أنحاء العالم ويحبون المنافسات الأولمبية الرائعة، وبالنسبة لي يمكنني الشراء ببطاقة فيزا (VISA) وسهل جدا وذلك يعني الانفتاح الصيني في المجال الاقتصادي."
إذنْ كيف يرى الرياضيون الانفتاح الصيني؟ لنستمع إلى قول رياضي جاء من توجو، بنيامين بوكبيتي حاصل على أول ميدالية في تاريخ توجو حيث حصل على ميدالية برونزية لمسابقة الكانو في الأمواج العاتية، وقال للمراسل:
"شعرت هذه المرة بأن الصين بذلت جهودا دؤوبة في قضية الانفتاح، مثلا في مجال تنظيم الأولمبياد استقدمت اللجنة التنظيمية الكثير من المتطوعين وعملوا بكل ما في وسعهم لخدمة الآخرين وتقديم الخدمات التي نأملها ونحن متأثرون بذلك."
ونثق بأن الصحفيين يشعرون أن الصين أصبحت أكثر انفتاحا بسبب الأولمبياد. مير أنستين صحفي من محطة تلفزيون إيران ومارس بث المنافسات الرياضية لأكثر من 30 سنة ولم يزر الصين كثيرا لكنه وجد شيئا مدهشا جديدا كلما جاء إلى الصين ووصف انفتاح الصين قائلا:
"أرى أن الانفتاح الصيني جيد جدا ومفيد للعالم كله والصين نفسها أيضا، وعرف الصينيون أهمية الانفتاح وأصبح هذا الأولمبياد رباطا وثيقا يربط الصين وشعبها بدول العالم الأخرى وذلك مفيد للصين والعالم."
ويرى الصحفيون من جزيرة تايوان أن الأولمبياد جعل الصين أكثر انفتاحا لوسائل الإعلام، وقال الصحفي وانغ جيان تشيانغ من تايوان:
"بعد نجاح بر الصين الرئيسي في طلب استضافة الأولمبياد رأينا أن بر الصين الرئيسي اتخذ موقفا منفتحا للبناء والإنسان والثقافة، وفي عيون الأجانب فإن بر الصين الرئيسي مجتمع محافظ إلا أنه بعد أولمبياد بكين اتخذ كثيرا من الآراء والنتائج والأنظمة الطيبة الأجنبية لاستخدامها في هذا الأولمبياد، ورأينا أن التغيرات لم تطرأ على ملامح المدينة والمباني فحسب بل على أفكار وأقوال الناس أيضا، ووجدت خلال المقابلات أن الصين أصبحت دولة منفتحة جدا."
يدل انفتاح الجماهير الصينية وانفتاح الاقتصاد الصيني وانفتاح القضية الرياضية الصينية حاليا على أن الأولمبياد سرّع خطوات الانفتاح الصينية.
تفتح الصين حاليا بوابتها وجعل الأولمبياد خطوات الانفتاح الصينية أسرع وأسرع بينما تحضن الصين العالم تجعل العالم يتعرف على الصين أيضا.