قد تجدون أن عناصر الثقافة الصينية تنعكس في شعلة الأولمبياد المزينة بالسحب المباركة و" الختم الصيني " الراقص وحفل الافتتاح الرائع والقرية الأولمبية الأنيقة. واليوم نعرفكم بالأستاذ وانغ يي بنغ مصمم الميداليات المرصعة باليشم التي تمثل رمزا لشرف الرياضيين في منافسات مختلف الألعاب في الأولمبياد وتكشف هي الأخرى عناصر الثقافة الصينية.

كان الأستاذ وانغ يي بنغ البالغ 50 عاما من العمر حاليا فردا في بحر من المحتفلين بنجاح بكين في طلب استضافة الأولمبياد في ميدان تيان آن مون ببكين قبل 7 سنوات، ويعتبر مشاركته في هذا الاحتفال أول ارتباط بأولمبياد بكين. ثم فاجأته فرصة تكوين صلة وثيقة بينه وبين أولمبياد بكين وهو شخصية خارج أوساط الرياضة.

" في البداية وعند طلب عروض دولية، لم يخط ر ببالي أن أرتبط بالأولمبياد. كنت قد اشتركت في المناقصة الدولية بحماستي ورغبتي في المشاركة في الأولمبياد وجرأتي في المنافسة. إلا أن عملية الاشتراك في المناقصة الدولية وإنجاز تصميم الميداليات قد استغرقت سنتين ونصف السنة. وأحسست بأن ذلك مسؤولية كبيرة على عاتقي، ولا بد من إنجازها بصورة جيدة مهما كان الأمر صعبا. "

أعزائي، ما هو السبب الذي أنجح الأستاذ وانغ يي بنغ في الاشتراك في المناقصة حتى اضطلع بمسؤولية تصميم ميداليات الأولمبياد؟ نقول لكم إن الفضل يرجع إلى مفهوم التصميم المميز للفريق برئاسته. إن الأستاذ وانغ يي بنغ كنائب رئيس كلية التصميم للمعهد المركزي للفنون الجميلة له خبرات في التصميم. في بداية طلب العروض، كانت فكرته في تصميم الميداليات تكمن في تجسيد ميزات الثقافة الصينية، ووفقا لهذه الفكرة، طرح عدة خطط ، مثل " يين يانغ " و" سور الصين العظيم " و" الحرير " و" نماذج وجوه مسرحية لأوبرا بكين " و" الذهب والخشب والماء والنار والتراب " المعروفة في الثقافة الصينية. إلا أن " يين يانغ " مماثل للعلم الوطني لكوريا الجنوبية، أما " سور الصين العظيم " الذي دوره الرئيسي كان صد العدوان، فلا يطابق الروح الأولمبية. قال الأستاذ وانغ إن الثقافات التقليدية الصينية تضم ثقافة الفخار الملون وثقافة البرونز وثقافة اليشم، وثقافة الفخار الملون تركز على الطابع الوظيفي، أما ثقافة البرونز فلا يمكنها تمثيل تاريخ البلاد الذي يرجع إلى خمسة آلاف سنة، إلا أن ثقافة اليشم وحدها يمكنها تجسيد فكرة الصينيين في " تشبيه الأخلاق الحميدة باليشم " منذ قديم الزمان حتى الآن، ويمكنها أيضا تمثيل الشخصية السامية، وإذا ربط اليشم بالذهب، فيتحلى بمغزى أكبر.

" الذهب واليشم مرتبطان بحياة البشر. ومن المعروف أن الذهب يمثل الثروة والجاه، واليشم يمثل البركة في الصين. ويؤكد التصميم على هذا المنوال أمنيتنا الجميلة لكم."

فعلا، إن الذهب واليشم لهما أهمية كبيرة في حياة الصينيين. وبخصوص اليشم، هناك درجات مختلفة وفقا لألوانه، وهذا من الأسباب الرئيسية لكونه جزءا من الميدالية.

" قد استخدم اليشم الأبيض في الميداليات الذهبية، واليشم الأخضر الفاتح في الميداليات الفضية، أما اليشم الأخضر فتم ترصيعه في الميداليات البرونزية. من حيث المكانة الاجتماعية التي تمثلها هذه الأنواع الثلاثة من اليشم، فإن اليشم الأبيض يمثل أعلى الدرجات ثم اليشم الأخضر الفاتح واليشم الأخضر في الأخير. وذلك مطابق لمراكز الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية."

عند حديثه عن المشقات خلال السنتين ونصف السنة، كان الأستاذ وانغ متأثرا جدا. واجهت فريقه المئات من الصعوبات الكبيرة والصغيرة واحدة تلو الأخرى أثناء التصميم حتى الانتهاء من صنع الميداليات. عند استعراضه للمسيرة، قال الأستاذ وانغ إن أكبر تحد واجهه هو كالمثل الصيني القائل إن " أمهر ربة بيت لا تستطيع أن تصنع الرز بلا رز ".

" لم يخطر ببالي أن يصعب علينا البحث عن مصدر اليشم. قد استغرق هذا العمل أكثر من نصف سنة، لم نجد يشما مناسبا. وهكذا تعطل العمل بدون اليشم. فكنا قلقين جدا في تلك الفترة من عام 2007 إلى عام 2008.

أخيرا، وجد الأستاذ وانغ وزملاؤه يشم كونلون في مقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين، واسم اليشم مأخوذ من اسم جبال كونلون المعروفة. وهذا النوع من اليشم مناسب لتلبية متطلبات تصميم الميداليات من حيث الحجم الاحتياطي وتنوع الألوان. وهكذا، أنجز الأستاذ وانغ وزملاؤه العمل في الموعد المحدد.

قال الأستاذ وانغ يي بنغ إن النجاح في صنع الميداليات بالذهب واليشم إبداع في تاريخ الأولمبياد. والأهم من ذلك، سوف تنشر الميداليات التي تكون رموزا لإنجازات الرياضيين الثقافة الصينية في كل أنحاء العالم.