في عام 1932 شارك في أولمبياد لوس أنجلوس صيني واحد فقط اسمه ليو تشانغ تشون.
(قال السيد ليو هونغ ليانغ:) "شارك وحده، وكان ذلك هو الأولمبياد الذي شارك فيه صيني واحد فقط."
وفي أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 فاز الصينيون بأول ميدالية ذهبية.
(بيتر يوبروث:) "قد لا يعرف الناس أن تلك كانت لحظة تاريخية."
وفي عام 2008 وفت الصين بوعدها، حيث قدّمت دورة مميزة ورفيعة المستوى من الأولمبياد الى العالم."
(جاك روغ:) "هذا هو أولمبياد حقيقي ولا مثيل له."
من أولمبياد بمشاركة صيني واحد الى أولمبياد بدعم1.3 مليار صيني، تصبح الصين أقرب من العالم شيئا فشيئا.
(قال الرئيس هو جين تاو:) "إن أولمبياد بكين لا ينتمي الى الشعب الصيني فحسب، بل الى شعوب مختلف دول العالم أيضا."
"فازت مدينة بكين بحق استضافة الدورة ال29 للأولمبياد."
في 13 يوليو من عام 2001 أقيمت الجلسة الكاملة ال112 للجنة الأولمبية الدولية في العاصمة الروسية موسكو. حيث أعلن الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية خوان أنطونيو سامارانتش أن مدينة بكين فازت بحق استضافة أولمبياد 2008. وكان الصينيون مسرورين بهذا الخبر.
"صدقتُ في توقّع هذا الأمر."
"هذا ما تمنيناه منذ سنين عديدة."
"أنا مسرور جدا جدا، سوف أذهب الى بكين لمشاهدة سباقات الأولمبياد بالتأكيد."
واعتبر العالم الصيني تاو ون تشاو أن اختيار اللجنة الأولمبية الدولية الصين لاستضافة الأولمبياد هذه المرة كان أمرا طبيعيا.
"ترى معظم دول العالم وشعوبها أن الصين شهدت تطورا كبيرا. واعترف المزيد من الدول أو يستعدّ للاعتراف بأن الصين دولة عظيمة وأن الصين ستلعب دورا أكبر في المجتمع الدولي."
بعد فوز الصينيين بحق استضافة الأولمبياد بدأوا يفكرون في كيفية استضافته بصورة جيدة. وأوضح السيد تشن شياو يينغ قائلا:
"أقامت بكين الأولمبياد عام 2008، الأمر الذي عرض النتائج التي حققتها الصين في السنوات ال30 الماضية أمام العالم وتنبّأ بمواصلة الصين التقدم الى الأمام في طريق الإصلاح والانفتاح في المستقبل."
وخلال 7 سنوات مضت تم بناء العديد من الأستادات والملاعب ببكين، أما المطار الجميل والقرية الأولمبية المريحة فقدّما خدمات طيبة الى الضيوف الأجانب. ووجد العديد من الناس أن بكين أصبحت أجمل وأنظف وأكثر حداثة في السنوات السبع الماضية. وأوضح الرياضي الأسترالي يوسف عبدي عن شعوره بعد وصوله الى بكين قائلا:
"ما إن هبطت الطائرة حتى دُهشت كثيرا بمطار العاصمة الجديد. إن المطار واسع وحديث جدا. والمواصلات داخل المدينة وخاصة الى القرية الأولمبية سهلة جدا. لا أعرف لماذا كان بعض الصحفيين الأجانب يشتكون من بكين. وحتى الآن لم أجد رياضيا يشتكي. إن بكين رائعة جدا."
ورأى المدرّب الروسي لكرة السلة إيغور جرودين أن الخدمات الممتازة والمرافق الجيدة خلقت ظروفا لتحقيق الرياضييين النتائج الممتازة في السباقات.
"كانت الأعمال التنظيمية التي مارستها الصين ممتازة جدا، وترك جميع المتطوعين ومنظمي السباقات والمشاهدين انطباعا عميقا جدا في ذهني. والقرية الأولمبية جميلة. لذلك حقق الرياضيون نتائج ممتازة."
وبعد فوز بكين عام 2001 بحق استضافة الأولمبياد، أصبحت حماسة الصينيين للمشاركة في الأولمبياد مرتفعة بشكل لا مثيل له. وفي الحقيقة أصبح أولمبياد بكين أولمبياد الصينيين الذين يبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة. وتحدث جميع الصينيين من الأطفال الى الشيوخ عن الأولمبياد وتمنّوا أداء شيء للأولمبياد. ومرّت شعلة الأولمبياد في 110 مدن صينية حتى أصبح أولمبياد بكين أكبر أولمبياد في تاريخ الأولمبياد من حيث عدد المشاركين في حمل شعلة الأولمبياد. كما كان عدد المتطوعين كبيرا جدا.
إن دوان وي الذي يبلغ من العمر 24 سنة هو طالب في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين. وعمل مساعدا خاصا للوفد الألباني الأولمبي هذه المرة. ورغم أن الأعمال كانت شاقة جدا كل يوم، لكنه شعر بغاية السعادة.
"أنا سعيد جدا بتقديم خدمة للأولمبياد، وهذه تجربة نادرة بالنسبة لي لأنني قد شاركت في الأعمال لإقامة الأولمبياد."
وبفضل الاستعدادات الشاملة التي قام بها الصينيون ومشاركة مختلف الدول والمناطق، شهد أولمبياد بكين نجاحا كبيرا جدا. وفي مراسم الاختتام أشاد السيد جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بهذه الدورة قائلا:
"عبر هذه الدورة الأولمبية يتعرّف العالم على الصين أكثر، وتتعرف الصين على العالم أكثر أيضا. وأولمبياد بكين هو دورة أولمبية استثنائية حقا."
ولم نستضف الأولمبياد بنجاح ونحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الميداليات الذهبية فحسب، بل عرّفنا الناس بانفتاحنا وحماستنا ومودّتنا. ولم يشجّع المشاهدون الصينيون الفريق الصيني فحسب، بل هتفوا لرياضيي الدول الأخرى أيضا. وجذب سباق كرة السلة بين الفريقين الصيني والأمريكي في 11 أغسطس أكثر من مليار مشاهد بالعالم، وقال الصحفي الأمريكي جورج سميث لقناة ESPN الرياضية بتأثر:
"يمكن أن تشعر بحرارة عشاق كرة السلة في كل زاوية من الأستاد. وعندما دخل ياو مينغ وأعضاء الفريق الصيني، هتف لهم المشاهدون. وعندما دخل كوبي براينت وزملاؤه، هتفوا بصوت عال أيضا. وتأثّرت بحماستهم كثيرا."
ووجد العالم الصيني المشهور تاو ون تشاو في أولمبياد بكين أن العديد من المدرّبين الأجانب يعملون في الفرق الرياضية الصينية. مثلا إن مدرّب الفريق الصيني لكرة السلة هو من ليتوانيا، ومدرّب المبارزة هو من فرنسا. وفي نفس الوقت سافر العديد من الرياضيين والمدرّبين الصينيين لكرة الطاولة والغطس الى الدول الأجنبية لمواصلة مشوارهم الرياضي. وهذه صورة مصغّرة للتبادل الرياضي بين الصين والعالم خلال 30 سنة بعد تنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح.
"مثلا تعمل لانغ بينغ – اللاعبة الصينية المشهورة السابقة للكرة الطائرة كمدرّبة في الفريق الأمريكي للكرة الطائرة وقادت فريقها الى المشاركة في أولمبياد بكين، وفاز على الفريق الصيني."
والى جانب ذلك قدّمت الصين مساهمات جديدة للألعاب الأولمبية بأسلوبها الخاص. وأوضح العالم الصيني المشهور جين يوان بو قائلا:
"دعت الصين هذه المرة الى التناغم والمودّة كتجسيد للروح الأولمبية المتمثّلة في "الأعلى والأسرع والأقوى".
وإن أولمبياد بكين هو أكبر أولمبياد من حيث عدد زعماء الدول والمناطق الذين حضروه. وفضّل المجتمع الدولي هذه المرة المشاركة في أولمبياد بكين للحفاظ على الروح الأولمبية. وأوضح السيد تاو ون تشاو قائلا:
"لقد انتهت الحرب الباردة. ورغم أن بعض منظمات حقوق الانسان دعت الى مقاطعة أولمبياد بكين، لكن الآراء العامة ترى أن الأولمبياد مهرجان ضخم للتبادل الرياضي بين مختلف الدول والثقافات."
وأوضح الرئيس الصيني هو جين تاو لمراسلنا أنه من أجل إقامة أولمبياد ناجح، يجب نشر الروح الأولمبية المتمثلة في الصداقة والتضامن والسلام، وتقديم منبر منافسة عادلة لرياضيي مختلف الدول لإظهار مستواهم، وتعزيز التعارف وتعميق الصداقة بين الأصدقاء من القارات الخمس.
"إن إقامة الأولمبياد في الصين، التي يحتل عدد سكانها خُمس اجمالي عدد سكان العالم هي ثقة العالم بالصين، وأيضا مساهمة من الصين الى العالم. ينتمي أولمبياد بكين الى الشعب الصيني، وأيضا ينتمي الى شعوب مختلف الدول بالعالم."
من أولمبياد بمشاركة صيني واحد الى أولمبياد بدعم 1.3 مليار صيني، كانت تلك عملية اقتراب الصين من العالم واتجاهها اليه. ورغم أن طريق هذه العملية لم تكن سهلة، لكن عبر التبادلات الكثيفة تصبح العلاقات بين الصين والعالم أنضج. إن رغبة الصين في اللاندماج مع المجتمع الدولي قوية جدا، وإن "عالم واحد، حلم واحد" لم يكن شعارا فحسب، بل رغبة الشعب الصيني كله. ورغم أن أولمبياد بكين قد انتهى، لكن الصين ستواصل مواجهة الأولمبياد والعالم بموقف منفتح.