إذاعة الصين الدولية القسم العربي  
الصفحة الرئيسية   |   أخبار   |   إقتصاد وتجارة   |   منوعات   |   سياحة وثقافة   |   عالم المسلمين   |   تعاون معنا   |   أولمبياد بكين  |  Webcast
الاولمبياد تقترب من الصين
   2008-09-02 14:30:48    cri
 

في عام1932 توجه مواطن صيني إسمه ليو تشانغ تشونغ بمفرده الى الولايات المتحدة للمشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس،

ليو هونغ ليانغ: كان هذا الحضور حضور شخص واحد نيابة عن الصين للالعاب الاولمبية.

في عام 1984 حيث أقيمت فيه الألعاب الاولمبية في لوس أنجلوس أيضا اخترقت الصين حاجز" الصفر " للميدالية الذهبية الاولمبية.

بيتير يوبروث: كان الناس قد لم يدركوا حينذاك أن حدثا تاريخيا حدث في هذا الوقت.

في عام 2008 حققت بكين تعهداتها أمام العالم، ونجحت في اقامة دورة أولمبية متميزة وعالية المستوى.

جاك روغ: هذه هى دورة أولمبية رائعة لا تضاهيها أية دورة سابقة.

من أولمبياد بحضور شخص واحد الى أولمبياد بحضور مليار وثلاثمائة مليون نسمة. نرى أن الصين اندمجت في العالم أكثر فأكثر.

هو جين تاو: لم يكن أولمبياد بكين للشعب الصيني فحسب بل إنه لشعوب العالم أيضا.

لنستعرض التاريخ في الـ 29 من يوليو عام 1952 حيث أوفدت الصين الجديدة بعثتها الرياضية الاولمبية الى حضور الدورة الاولمبية الـ 15 التي اقيمت في مدينة هلسنكي بفنلندا. وكانت مراسم رفع العلم الوطني الصيني داخل القرية الاولمبية تعتبر اعلان مشاركة الصين الجديدة لأول مرة في الألعاب الاولمبية. ومن أجل تحقيق هذه المشاركة تغلبت الصين على صعوبات عديدة، وتحدث عن ذلك السيد تاو وي جون / العالم الصيني المشهور في علم التاريخ قائلا:

" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تلتها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي آنذاك حيث كانت الصين تعيش أيضا في ظروف هذه الحرب الباردة، وكانت الولايات المتحدة ومعظم حلفائها في أوروبا لا يعترفون حينذاك بجمهورية الصين الشعبية ولم يقيموا علاقات دبلوماسية معها ... "

ولوجود العراقيل العديدة على المسرح الدولي لم تتلق الصين دعوة لحضور الألعاب الاولمبية سوى قبل افتتاحها بيوم واحد فقط. والى جانب هذه العراقيل الخارجية كانت الصين تعاني أيضا من العديد من الصعوبات الاقتصادية الداخلية، وقال عن ذ لك الاستاذ تشين شياو يينغ:

" كان معدل الدخل الفردي السنوي للصينيين حينذاك أقل من الدخل الفردي بالهند الذي بلغ 49 دولارا أمريكيا. وكان هذا المعدل منخفضا جدا بالنسبة للدول الأخرى.

ورغم ضيق الوقت والقدرة غير القوية إلا أن الصين شكلت بسرعة بعثة رياضية أولمبية تضم أربعين شخصا للتوجه الى هلسنكي لحضور تلك الدورة الاولمبية. وعندما وصلت البعثة اليها لم يبق على افتتاح الدورة سوى خمسة أيام فقط، حيث فاتت البعثة الصينية فرصة حضور المنافسات التمهيدية لكرة القدم وكرة السلة. ولم تبق سوى فرصة وحيدة للسباح الصيني وو تشوان يوي الذي شارك بعد ذلك في السباق التمهيدي لسباحة الظهر لـ 100 متر فقط.

إذن، ولماذا أصرت الصين الجديدة على المشاركة في الألعاب الاولمبية رغم وجود هذه الصعوبات الكثيرة. قال عن ذلك السيد رونغ قاو تانغ الذي كان رئيسا للبعثة الأولمبية الصينية أثناء مراسم رفع العلم الوطني في القرية الاولمبية بهلسنكي: رغم تأخرنا في الموعد. إلا أننا وصلنا الى هنا، والى ملعب الدورة الاولمبية فعلا، وحملنا معنا رغبتنا في المحبة والمودة وتطلعنا الى الصداقة والسلام.... "

وبسبب وجود الحدود الناجمة عن البيئة والظروف الدولية حينذاك، غابت الصين عن المشاركة في الدورات القادمة بعد أولمبياد هلسنكي عام 1952، وكان ذلك الغياب طويلا استمر 32 سنة، وقال الاستاذ تشين شياو يينغ إن هذا الغياب لم يكن خسارة للصين فحسب بل كان خسارة أيضا للحركة الاولمبية:

" بالنسبة للعالم كان غياب الصين عن حضور الأولمبياد خسارة كبيرة. لأن عدد سكان الصين حينذاك أكثر من ستمائة مليون نسمة. فغياب هذه الأعداد الكبيرة من سكان العالم عن الألعاب الاولمبية هو خسارة هائلة فعلا بالنسبة للحركة الاولمبية، "

عادت الصين الى العائلة الاولمبية مرة أخرى حدثت في عام 1984 بعد أولمبياد هلسنكي بـ 32 عاما، حيث انعقدت الدورة الاولمبية الـ 23 في مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة. وجدير بالذكر أن هذه الدورة أقيمت في ظروف وخلفية دولية معقدة حينذاك. وتحدث عن ذلك الاستاذ تاو وين جون قائلا:

" كان الجو السياسي معقدا على الساحة الدولية وطغى ذلك على أولمبياد لوس أنجلوس، إذ كان الاتحاد السوفياتي السابق وبعض الدول الاوروبية الشرقية قد قاطعوا تلك الدورة. وإذا ظلت الصين غائبة عنها فستواجه تلك الدورة مأزقا حرجا وضيقا شديدا ..... "

وجدير بالذكر ان عام 1979 هو عام اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة بانتهاز فرصة يسميها الناس فرصة دبلوماسية كرة الطاولة بين الصين وأمريكا. ومنذ ذلك الوقت شهدت العلاقات بين البلدين تحسنا تدريجيا. وتحدث السيد بيتير يوبروث الذي كان رئيسا للجنة التنظيمية لأولمبياد لوس أنجلوس عن شعوره بعد معرفة موافقة الصين على مشاركتها في تلك الدورة الاولمبية قائلا:

" كنت مسرورا جدا عندما أبلغني مبعوثي الخاص بعد زيارته للصين إن الصين مؤكدة على مشاركتها في أولمبياد لوس أنجلوس .... "

تلقت البعثة الرياضية الصينية استقبالا حارا من الجانب الأمريكي المستضيف لهذه الدورة وعندما ظهر الوفد الصيني في مراسم الافتتاح قام أكثر من تسعين ألف متفرج داخل الملعب الاولمبي من مقاعدهم وصفقوا تعبيرا عن ترحيبهم الحار بقدوم الوفد الصيني. والى جانب ذلك دعا الجانب الأمريكي الوفد الصيني الى اقامة مراسم رفع العلم الوطني كأول وفد رياضي أجنبي قام بهذه المراسم داخل القرية الاولمبية أنذاك.

خلال 24 ساعة بعد افتتاح أولمبياد لوس أنجلوس فاز الرياضي الصيني شوي هاي فونغ بأول ميدالية ذهبية لتلك الدورة في سباق الرمي بالمسدس للرجال، وكان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية أنذاك انطونيو سامارانتش، ورئيس اللجنة التنظيمية لأولمبياد لوس أنجلوس بيتير يوبروث حضرا سويا مراسم تتويج شوي هاي، وعندما منحه يوبروث الميدالية الذهبية قال له ولجميع الحاضرين في المراسم:

" أنبهكم جميعا بأنكم تشهدون حاليا هذا الوقت التاريخي الذي أمنح فيه هاتين الميداليتين الذهبية والبرونزية لرياضيين قادمين من بلد لم يفز سابقا بأية ميدالية أولمبية قط .... "

كان فوز شيو هاي فونغ مجرد بداية سلسلة من الانتصارات للوفد الرياضي الصيني في تلك الدورة. ويليه زملاؤه وزميلاته الذين فازوا بخمس عشرة ميدالية ذهبية. وكان الاستاذ تاو وين جون المذكور أعلاه متواجدا في الولايات المتحدة خلال هذه الدورة، وتحدث عن شعوره بعد معرفة فوز الصين بهذه الميداليات الاولمبية قائلا:

" كنت حينذاك في ولاية ميسوري بالولايات المتحدة، وعندما خرجت الى الشوارع صادفت دائما الكثير يرفعون إبهامهم تعبيرا عن اشادتهم وتقديرهم لسلوكيات الرياضيين الصينيين وفوزهم الكبير في هذه الدورة .... "

كانت الانجازات الصينية الرائعة في هذه الدورة الاولمبية لا تنفصل عن التطورات الهائلة التي طرأت على داخل البلاد في تلك السنوات حيث مضت ستة أعوام على بدء تطبيق استراتيجية الاصلاح والانفتاح في الصين. وتحدث الاستاذ تشين شياو يينغ عن هذه التطورات قائلا:

" كانت أهم التطورات حدثت بشكل رئيسي في الأرياف الصينية حيث كان الاصلاح يحفز بقوة دافعة حماسة الفلاحين البالغ عددهم حينذاك سبعمائة مليون نسمة. وبفضل هذه الحماسة حققت الصين حصادا زراعيا وافرا غير مسبوق في الفترة ما بين نهاية عام 1983 وصيف عام 1984، الأمر الذي حل مسألة الغذاء لجميع المواطنين في عموم البلاد. والى جانب ذلك دخلت قضايا الرياضة والتعليم والثقافة والصحة والخدمة الطبية والعلوم والتكنولوجيا جميعا دخلت الى مرحلة جديدة من التطور الشامل والاصلاح العميق .... "

وخلال هذه المرحلة التاريخية تغيرت مفاهيم الصينيين وأفكارهم إزاء العالم الخارجي والحركة الاولمبية تغيرا كبيرا أيضا، ورغم فشل الصين في طلب استضافة الألعاب الاولمبية عام 2000 بعد أن خسرت صوتين فقط أثناء الاقتراع في الـ 24 من سبتمبر عام 1993 إلا أن المواطنين الصينيين جميعا كانوا قد قبلوا هذه النتيجة بقلوبهم وعواطفهم الهادئة. ويرى الاستاذ تاو أن فشل الصين تلك المرة يرجع أيضا الى الظروف البيئية الدولية حينذاك:

" كان مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيين اجازا مشروعا يعارض اقامة الالعاب الاولمبية في الصين. وأرى أن معارضة الائتلاف الغربي بقيادة الولايات المتحدة ضد الصين كانت أهم سبب لفشل الصين في طلب استضافة الاولمبياد عام 2000. وهذا يعني أن البيئة الدولية حينذاك غير صالحة لنا رغم مساعينا الكبيرة، ولكننا لم نستطع تغيير الظروف الدولية في ذلك الوقت ... "

وخلال استعراض التاريخ، وجد الجميع أنه رغم وجود العراقيل والقيود التي فرضتها الدول الغربية برئاسة الولايات المتحدة على الصين وخاصة في عام 1993 وما بعده. إلا أن الصين لم تتوقف عن تقدمها واقترابها واندفاعها الى الاولمبياد، والى العالم الخارجي.

في ربيع عام 1992 قام دنغ شياو بينغ الذي يعتبر المهندس العام الذي وضع استراتيجية الاصلاح والانفتاح في الصين قام بزيارة تفقدية للعديد من مدن جنوبي البلاد، بما فيها شانغهاي وشنتشن وتشوهاي ووو هان وغيرها، وأدلى خلال هذه الزيارة بكلمات هامة معروفة بـ " كلمات دنغ خلال زيارة جنوبي الصين " حيث أكد فيها على أن التنمية هى المبدأ الثابت للصين مشجعا المسؤولين وأبناء الشعب على مواصلة الاصلاح وابداع أعمالهم بحماسة وشجاعة أكبر. وبفضل تشجيعه هذا دخلت مسيرة الاصلاح والانفتاح بالصين بعد ذلك الى مرحلة جديدة، وبعد فشل الصين في طلب استضافة الاولمبياد عام 1993 لم تتوقف مطلقا عن خطواتها المستمرة نحو هذه الاستضافة، ومنذ ذلك الوقت. لم تزدد حماسة الصينيين ونشاطهم في المشاركة في الحركة الاولمبية ازديادا مستمرا يوم بعد يوم فحسب بل حصلوا من خلال هذه المشاركة على الكم الكبير من الفرح والسعادة أيضا.

متعلقات
ما رأيك ؟
v قائمة البرامج
v موجات البرامج
 
|  link  | اتصل بنا  |