روابط

الفنان الصيني الكبير تو جيه

   2008-04-18 15:53:47    cri

يبلغ السيد تو جيه ال47 من العمر هذا العام، وهو الأصغر عمرا من بين أكثر من 100 فنان كبير بالصين في العصر الحاضر، كما هو رجل أعمال مشهور بالصين، حيث لا يحقق نتائج مرموقة في حقل الفنون فحسب، بل يسعى وراء دفع التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية أيضا.

درس السيد تو جيه تخصص الهندسة الميكانيكية في الجامعة، وكان قد عمل مدير مصنع للأدوات الكهربائية، وبعد ذلك سافر الى بريطانيا والولايات المتحدة لإكمال الدراسة، وفتح أعماله بالتتابع في هونغ كونغ وشيتشن وشانغهاي.وعلاوة على ممارسة التجارة، نحت العديد من الأعمال الفنية الممتازة. وكان قد أقام بالتتابع معارض منفردة في سنغافورة وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وفازت أعماله المنحوتة بأكثر من 160 جائزة ذهبية أو فضية داخل الصين وخارجها وأصبحت من مقتنيات العديد من المتاحف الأجنبية. وحاليا هو مدير المعهد الصيني لبحوث ثقافة الصندل الأحمر، وفي نفس الوقت يتولى منصب أمين عام لجنة الفنون بمنطقة آسيا- الباسيفيك التابعة للجنة التبادل والتعاون الدوليين والتنسيق للأمم المتحدة.

التقى مراسلنا مؤخرا بالسيد تو جيه. وعند الحديث عن الفنون والثقافة بدا السيد تو جيه منفعلا. ولد تو جيه عام 1961 في مدينة شانغهاي شرق الصين. وكان والده أستاذا بجامعة هارفارد الأمريكية وحقق نتائج ممتازة في الرسم الزيتي والنحت. وتأثّر بوالده منذ صغره، الأمر الذي أرسى أساسا فنيا له. وأوضح قائلا:

"إن والدي رسام للرسم الزيتي. وقدّم لي التوجيه في أيام طفولتي، الأمر الذي جعلني أحب الثقافات التقليدية. وكان والدي متشددا جدا."

وأوضح السيد تو جيه أن أجداده كانوا فنانين للأدوات الخشبية للأسرة الملكية. ووجد أدوات النحت في بيته بالصدفة في أيام طفولته، فحاول النحت بهذه الأدوات.

كما يحب السيد تو جيه التصوير. ويقوم برحلات الى الأماكن الطبيعية والمتنزهات في العطلات لالتقاط الصور وجمع الكثير من الأحجار الغريبة الشكل. وبعد زيارة العديد من الجبال والأنهار، بدأ إنتاج المناظر المؤصصة بهذه الأحجار الغريبة. وأصبح أصغر الأعضاء عمرا في جمعية الفنون الحدائقية الصينية وهو في ال18 من العمر.

ولأسباب اجتماعية اختار تو جيه في سبعينات القرن الماضي تخصص الهندسة الميكانيكية. ووظّف كل أوقات فراغه في النحت الحجري والنحت الصلصالي وإنتاج المناظر المؤصصة، كما استفاد من الآداب الكلاسيكية الصينية والموسيقى والدين البوذي والرسم.

سبق أن أقام تو جيه في بريطانيا والولايات المتحدة وشمالي أوربا قرابة 10 سنوات. وفي هذه السنوات زار العديد من المتاحف الفنية في أكثر من 10 دول، وفي خضم الاستمتاع والدراسة، أعاد تو جيه النظر الى الثقافات والفنون التقليدية الصينية، واتخذ قرارا هاما:

"أرغب في إظهار حكمة الأمة الصينية والثقافة والحضارة الصينيتين وملامح المدن بفن جدّي وجيله المتمثل في النحت، إنه فن مفعم بالخصائص الصينية، وأرى ضرورة الحفاظ عليه."

بعد عودة تو جيه الى أرض الوطن أقام مؤسسة تجارية في هونغ كونغ، كما سافر الى جنوب شرقي آسيا وجنوبي آسيا للبحث عن الأخشاب. ومن أجل الحصول على الصندل الأحمر الممتاز، باع كل أسهم شركته. إن النحت بالصندل الأحمر مكلّف جدا، لذلك قرر تو جيه إعالة الفن بالتجارة. وبفضل جهوده توسّعت شركته، الأمر الذي قدّم دعما تجاريا قويا لإبداعه الفني.

ينهمك السيد تو جيه في الإبداع الفني، ويستفيد من طرق الرسم الصيني التقليدي وخلق بعض الأساليب الحديثة للنحت. وفي السنوات العشرين الماضية قدّمت أكثر من 300 عمل من نحت السيد تو جيه هدايا وطنية للضيوف الكرام من مختلف الدول. وفي عام 1999 أهدى التمثال الخشبي "آلهة الرحمة" الذي استغرق نحته 4 سنوات الى أبناء الشعب التايلندي الذي عانوا من أزمة مالية حينذاك. وتُعرض أعماله الفنية في مختلف المناطق بالعالم وأصبحت مقتنيات ثمينة. وحاليا هو مشغول في تأسيس "المتحف الفني الصيني للتحف الثمينة في العصر الحديث". وبخصوص هذا المتحف أوضح قائلا:

"إن متحفي هذا هو منبر شعبي للتبادل والتعاون والتنسيق في مجال الثقافة، وأفكّر في أن يصبح قاعدة ثقافية ذات تأثير كبير."

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China