معهد كونغفوشيوس الإذاعي يقدم تسهيلات كبيرة للأجانب لتعلم اللغة الصينية

معهد كونغفوشيوس الإذاعي يقدم تسهيلات كبيرة للأجانب لتعلم اللغة الصينية

تأسس في نهاية العام الماضي أول معهد كونفوشيوس إذاعي في الصين في إذاعة الصين الدولية. ويعتبر ذلك خبرا جيدا للأصدقاء الأجانب المولعون في دراسة اللغة والثقافة الصينيتين لأن ذلك طريقة جديدة لهم لتعلم اللغة الصينية من خلال البرامج الإذاعية. إذ يمكن للأصدقاء الأجانب تعلم اللغة الصينية من خلال لغاتهم الأم عن طريق البرامج الإذاعية أو برامج الأنترنت التي يعدها معهد كونفوشيوس الإذاعي.

قد لا تصدقون أن هذه البنت التي تتلو النصوص الصينية القديمة هي بنت صربية عمرها تسع سنوات فقط ولها إسم صيني جميل هو سو لينا وجاءت إلى الصين قبل ثلاث سنوات مع أمها التي تعمل في الصين. وشرحت الأم سو تشن يوه للمراسل سبب إتقان أبنتها اللغة الصينية:

"عند مجيئنا إلى الصين قبل ثلاث سنوات، لم تكن تتكلم اللغة الصينية حتى ولو كلمة واحدة. عندما كانت تلعب مع الأطفال الصينيين خلال عدة أشهر، دائما ما كانت تأتي إلي وتسألين: ما ما، ما معنى الأستغماية، أشرح لها بللغة الصربية معنى ذلك ثم تعود إلى اللعب، لذا، تقدمت شيئا فشيئا في اللغة الصينية، والآن، أصبحت أهلا بكينيا تماما."

إن أسلوب تعلم اللغة الصينية تحت هذه الظروف المشابهة للغة الأم جعل البنت سو لينا تتقن هذه اللغة بسرعة. أما معهد الكونفوشيوس الإذاعي، فتأسس على أساس هذا المفهوم بالضبط. وجدير بالذكر أن هذا المعهد تم تأسيسه بالتعاون بين إذاعة الصين الدولية ومقر معهد الكونفوشيوس العام الذي يعتبر مؤسسة غير ربحية تهدف إلى نشر اللغة والثقافة الصينيتين ودعم قضية تعليم اللغة الصينية في مختلف الدول. يقوم معهد الكونفوشيوس الإذاعي بإعداد المواد الدراسية للغة الصينية بـ38 لغة أجنبية ويتم بثها إلى العالم كله عبر برامج إذاعة الصين الدولية أو على موقعها على الأنترنت. وذلك يعني أن أصدقاء العالم سيمتلكون المواد الدراسية الخاصة بتعليم اللغة الصينية التي تؤلف بلغاتهم الأم.

وقال نائب وزير التربية والتعليم الصيني تشانغ شين شنغ إن معهد كونغفوشيوس الإذاعي يعتبر جسرا على الهواء يسد احتياجات شعوب العالم لتعلم اللغة الصينية.

"إن معهد كونغفوشيوس له ميزات خاصة لا مثيل لها حيث يمكنه تعليم اللغة الصينية لشعوب العالم بشكل أسرع وأفضل. لأن إذاعة الصين الدولية تمتلك خبرات متوفرة لتعليم اللغة الصينية خلال أكثر من 40 سنة وهي تعرف كيفية استخدام أسلوب التعليم من بعد بشكل جيد."

هذا وبدأت الحكومة الصينية في عام 2004 إنشاء أجهزة تعليمية خاصة لتعليم اللغة الصينية في أنحاء العالم وأطلقت عليها إسم ممثل الثقافة الصينية التقليدية – كونغفوشيوس. وحتى الآن، بلغ عدد معاهد كونغفوشيوس أكثر من 200 معهد منتشرة في 60 دولة ومنطقة.

ومع زيادة تبادلات الصين مع دول العالم، ارتفعت القيمة الثقافية والحاجة التطبيقية للغة الصينية، وبدأ المزيد من الأجانب تعلم اللغة الصينية. وأشارت الاحصاءات إلى أن عدد الأجانب الذين يتعلمون اللغة الصينية قد تجاوز 30 مليون شخص. لذا، فإنه من الصعب على الأسلوب التعليمي التقليدي لمعهد كونغفوشيوس أن يسد هذه الاحتياجات الكبيرة ولا يمكن أن يوفر عددا كافيا من الأساتذة لتعليم اللغة الصينية، وفي ظل هذه الأوضاع، تم إنشاء معهد كونغوشيوس الإذاعي.

وقالت رئيسة المكتب الوطني لتعليم اللغة الصينية شيو لين للصحفيين إن برامج معهد كونغفوشيوس الإذاعية يكمل بعض نواقص برامج معهد كونفوشيوس التقليدية:

"تلعب برامج معهد كونغفوشيوس الإذاعية دورا متميزا في تعليم اللغة الصينية بفضل النطاق الواسع الذي تغطيه. ورغم أننا أنشأنا الكثير من معاهد كونغفوشيوس في مختلف الدول، إلا أن المعهد الأكبر منها لا يتسع إلا لمئات الطلاب. ولكن برامج معهد كونغفوشيوس الإذاعي يقدر على تغطية مئات الآلاف من المتعلمين. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لأساتذة معهد كونغفوشيوس التقليدي إتقان كافة العلوم، مثلا الثقافة الصينية والطب الصيني التقليدي ووو شو. أما المعهد الإذاعي، فيمكنه نشر كل هذه الموضوعات بسهولة، وذلك يعتبر مساعدة كبيرة لنا أيضا."

جدير بالذكر أن إذاعة الصين الدولية تمتلك حاليا أكثر من 3000 ناد للمستمعين في أنحاء العالم حيث سيختار معهد كونغفوشيوس الإذاعي النوادي الممتازة لينشئ فيها "دروس كونغفوشيوس الإذاعية". ولا يمكن لأعضاء النوادي تعلم اللغة الصينية عبر البرامج الإذاعية وبرامج الإنترنت فحسب، بل يمكنهم إجراء تبادلات مباشرة مع الأساتذة الصينيين الذين توفدهم الحكومة الصينية إليهم. والآن، بلغ عدد "دروس كونغفوشيوس الإذاعية" التي تم إعدادها أو قيد الإعداد 10 دروس في كينيا واليابان وروسيا ومنغوليا وبعض الدول الأخرى.

إن السيدة فان بينغ بينغ في إذاعة الصين الدولية واصلت جهودها خلال السنوات الأخيرة في إنشاء دروس كونغفوشيوس الإذاعية في الجامعة الروسية الوطنية للمعلمين. وقالت إن الاستعدادات والتحضيرات لإنشاء دروس كونغفوشيوس الإذاعية هناك تجري بشكل سلس حتى الآن:

"وقعنا اتفاقية مع الجامعة الروسية الوطنية للمعلمين، وأعدت الجامعة حجرتين للدراسة وقد اشترت الأجهزة التعليمية الضرورية لإحداها، مثل الكمبيوترات والسماعات، ونعتقد أن هذه الاستعدادات ممتازة. وبعد فتح الدروس، يمكن لمتعلمي اللغة الصينية في روسيا الاستماع إلى برامج إذاعتنا لتعلم اللغة، وهذه طريقة سهلة وجيدة تقتصد في الأموال والوقت."

وقال السيد كيزاوا هيساسي مدير دروس كونغفوشيوس الإذاعي في محافظة ناغانو اليابانية إنه يأمل في تقديم خدمات أفضل للمتعلمين المحليين عبر هذه الدروس:

"من خلال التعاون مع الجانب الصيني في إنشاء دروس كونغفوشيوس الإذاعية، نأمل في الحصول على الخبرات من حيث التعليم، أي كيف نعلم الطلاب اللغة الصينية بشكل أفضل. ثم من حيث المواد الدراسية، نتمنى أيضا أن يساعدنا معهد كونغفوشيوس الصيني في هذا المجال."

ومن أجل تقديم تسهيلات أكثر للأصدقاء الأجانب في تعلم اللغة الصينية عبر الإذاعة، سيعمل معهد كونغفوشيوس الإذاعية على تطوير برامج ذات خصائص محلية حسب الدول والمناطق المختلفة وتنفيذ نظام الاختبارات والتقييم للغة الصينية على مختلف المستويات. وقال مدير عام إذاعة الصين الدولية السيد وانغ قنغ نيان:

"إن معهد كونغفوشيوس الإذاعي مستعد لبذل جهود دؤوبة لبناء جسر التبادلات اللغوية والثقافية بين الشعب الصيني وشعوب العالم وتقديم مساهماتها الإيجابية لتحقيق التنمية الثقافية المتعددة الأطراف في العالم."