v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
إن أمراض الكلى هي أمراض كثيرة الحدوث ونسبة الوفيات الناجمة عنها عالية، لأن هذه الأمراض تنشأ بشكل مستتر ولا تظهر أعراضا واضحة. وأشار الخبراء إلى أن اكتشاف الأمراض في مراحلها الأولية والوقاية منها هي أفضل طريقة لمعالجة أمراض الكلى المزمنة. تواجه الصين حاليا تحديات كبيرة في مجال الوقاية من أمراض الكلى وعلاجها، وينبغي على المواطنين رفع درجة تأهبهم إزاء هذه الأمراض.
تعتبر الكلى جزءا هاما من جسم الإنسان حيث تقوم بالتخلص من المواد السامة وضبط ضغط الدم وموازنة البيئة الداخلية لجسم الإنسان وتتمتع بأهمية بالغة لوظائف الدم والعظام. وقال السيد لي شيون رئيس قسم الأمراض المزمنة التابع لوزارة الصحة الصينية إن معدل حدوث أمراض الكلى المزمنة يزداد على نطاق العالم، مشيرا إلى أنه مع تحسن ظروف الحياة والعمل، طرأت على أساليب حياة الناس تغيرات غير صحية، مثل تناول بعض المواد الدسمة بشكل مفرط والتوتر النفسي لمدة طويلة وعدم كفاية النوم، والتدخين والإدمان على الخمر، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الأمراض الأيضية وسوء استعمال الأدوية، كل هذا قد يؤدي إلى حدوث أمراض الكلى المزمنة:
"أعتقد أن أمراض الكلى المزمنة قد أصبحت أكثر خطورة وتسبب تحديات مختلفة، وأنها تعتبر نوعا آخر من الأمراض الخطيرة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ومرض السكر، وهي أيضا مشكلة صحية عامة للعالم كله."
أما في الصين، إن أوضاع أمراض الكلى لا تدعو أيضا إلى التفاؤل. وأشارت الإحصاءات الصادرة عن الدوائر المعنية الصينية إلى أن معدل الإصابة بأمراض الكلى للناس فوق الـ40 من أعمارهم بلغ 18.7%. وقال السيد تشانغ يوه كانغ أمين عام جمعية أمراض الكلى التابعة للأكاديمية الطبية الصينية:
"تواجه الصين أوضاعا صعبة في أمراض الكلى، ويشكل عدد المصابين بهذه الأمراض 10% من سكان الصين، ولدى عدد قليل من المواطنين معرفة تامة بها."
ويرى البروفسور تشنغ فا لي خبير أمراض الكلى في مستشفى شيخه ببكين أن المواطنين الصينيين يعرفون قليلا عن أمراض الكلى، حتى بعض الأطباء المحليين لا يتقنون معلومات هذه الأمراض أيضا. والكثير من المصابين بأمراض الكلى لا يلجأون إلى الأطباء إلا بعد أن تصبح أعراض الأمراض واضحة جدا وتكون قد ألحقت ضررا كبيرا بصحتهم. إن أفضل طريقة لعلاج أمراض الكلى هي اكتشافها في مراحلها الأولية.
وقال البروفسور تشنغ فا لي إنه رغم أن أمراض الكلى لا تمتلك أعراضا واضحة عندما تنشأ، إلا أنه ما زال من الممكن اكتشاف بعض الإشارات المحذرة التي ترسلها الأمراض:
"إن أمراض الكلى المزمنة ليس لها أعراض واضحة في مراحلها الأولية، إلا أن بعض الأعراض ستظهر بعد مدة معينة، مثلا، قد يشعر المصاب بضعف في الجسم وفقدان الشهية واضطراب النوم، وقد يصاب البعض بالاستسقاء، وكل هذا من أعراض المراحل الأولية."
وأشار البروفسور تشنغ إلى أنه من الصعب التأكد من الإصابة بأمراض الكلى وفقا للأعراض السابقة الذكر فقط، وينبغي على الناس القيام بالفحص الطبي والتحليلات الضرورية مبكرا وبشكل منتظم. وحتى بدون ظهور هذه الأعراض، يجب على الناس فوق الـ40 فحص البول ووظائف الكلى مرة واحدة كل سنة، وإن كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكر، فينبغي عليهم القيام بهذه الفحوصات مرتين أو أكثر سنويا.
كما ذكر البروفسور تشنغ أن بعض الناس مشغولون جدا بالعمل ويشربون القليل من الماء أو يؤجلون الذهاب إلى دورة المياه، وهذا لا يفيد صحتهم وقد يضر بالكلى:
"يتوجب على الناس شرب كميات كافية من الماء والتبول في وقته أيضا. إن كانت كمية البول قليلة، فذلك يعني أن الجسم جاف وقد يؤدي إلى ارتفاع المواد السامة داخل الجسم الأمر الذي يشكل ضررا لوظائف الكلى."
كما أشار الخبراء إلى أنه لا داعي للقلق إن كان شخص مصابا بأمراض الكلى المزمنة. وحاليا، قد تم تطوير بعض الأساليب الفعالة لعلاج الأمراض، رغم أن هذه الأساليب لا يمكنها استئصال الأمراض، إلا أنها تستطيع كبح تطور الأمراض وتخفيف حدة تدهور وظائف الكلى وضمان جودة حياة المصابين وتوفير الموارد الطبية والاجتماعية. وقال البروفسور تشنغ:
"إن أمراض الكلى قاتلة في مراحلها النهائية. إلا أنها تحتاج إلى مدة طويلة لتصل إلى المراحل النهائية. وإذا تم اكتشاف هذه الأمراض مبكرا، فيمكن اتخاذ الاجراءات الضرورية لكبح تطور الأمراض وضمان حياة طبيعية للمصابين."