الشخصيات الفنية الصينية تشارك في الشؤون السياسية وتناقشها

أصدقائي، أقيمت مؤخرا ببكين الدورة السنوية للمجلس الوطني العاشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وحضر هذه الدورة أكثر من 150 فنانا وكاتبا وعالما، وطرح هؤلاء الأعضاء من الوسط الفني الى الحكومة اقتراحات للمشاركة في الشؤون السياسية ومناقشتها.

ما تستمعون اليه الآن هو أغنية من أداء المطربة الصينية المشهورة لي قو يي. إن المطربة لي قو يي معروفة جدا بالصين. واعتبارا من عام 1983 بدأت لي قو يي تتولى منصب عضو في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. إن نظام تعاون الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني نظام سياسي أساسي بالصين، وينتمي أعضاء المجلس الى مختلف الأوساط، ويطرحون مشاريع واقتراحات الى الحكومة لعكس رغبات الجماهير. وأخبرت لي قو يي مراسلنا:

"عندما شغلت منصب عضو في المجلس، كنت قد تجاوزت الثلاثين والأكثر من عمري، وظننتُ أن ذلك تكريم لي من الدولة. ووجدت تدريجيا أنه لم يكن تكريما فحسب، بل واجبا عليّ لتقديم اقتراحات."

في بداية توليها منصب عضو في المجلس لم تطرح لي قو يي أي مشروع. وبعد ذلك طرحت العديد من الاقتراحات. وفي السنوات الخمس والعشرين الماضية طرحت على الأقل أكثر من 30 مشروعا واقتراحا حول المواصلات والصحة والطب. وهي مسرورة ببناء دار الأوبرا التي اقترحت هي والأعضاء الآخرين بنائها في مركز مدينة بكين. وتتعلق الاقتراحات الست التي طرحتها هذا العام بحماية البيئة وتخفيف إسراف الثروات. وأوضحت السيدة لي قو يي أنها أصبحت تهتمّ بمراقبة البيئة والظواهر الاجتماعية أكثر بعد توليها منصب عضو في المجلس. وقالت:

"يجب علينا نحن أعضاء المجلس أن نبذل جهودنا لمساعدة حكومتنا. نعيش مع عامة الناس لنتمكن من اكتشاف المشاكل وطرحها بأسرع وقت ممكن."

كما أوضح العضو وو جيانغ أنه اعتبر منصب عضو المجلس تكريما من الحكومة أيضا. ومع مرور الأيام ازدادت مسؤولياته تدريجيا. وإن السيد وو جيانغ هو مدير دار أوبرا بكين الصينية في الوقت الحالي. وقال:

"يجب أن نعزّز موقعنا كأعضاء في المجلس واهتماماتنا للمشاركة في الشؤون السياسية ومناقشتها. ولا أرى ضرورة في الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية الساخنة لأن الحكومة تفكّر في حلّها. وإنما يجب أن نهتمّ ببعض المسائل الاستراتيجية والمستقبلية."

تمثّل دار أوبرا بكين تحت قيادة السيد وو جيانغ أعلى مستوى فني لأوبرا بكين بالصين. وطرح السيد وو جيانغ هذا العام مشروعا واحدا، يتعلق بإنقاذ أوبرا بكين ودراسة نظرية أدائها. ويرى السيد وو جيانغ وجوب حماية وتوريث أوبرا بكين التقليدية بأسرع وقت ممكن في ظل تعدد الأساليب الفنية في المجتمع الحديث. وتضمن مشروعه تفاصيل دقيقة جدا. وقال:

"اذا رغبت في طرح مشروع، يجب عليك إجراء تحقيقات دقيقة. ثم ينبغي أن تحاول تحقيقه بمختلف الوسائل."

إن الكاتب تشانغ شيان ليانغ روائي صيني مشهور. وبصفته عضوا في المجلس يتحمّل مسؤولية كبيرة جدا. وأخبر مراسلنا أنه يواصل المشاركة في الشؤون السياسية ومناقشتها منذ توليه منصب عضو في المجلس عام 1983. في البداية كانت مشاريعه متعلقة بعمله. ولكن منذ بداية القرن الواحد والعشرين بدأ يطرح مشاريع خارج مجالي الفنون والثقافة. وعند الحديث عن مشروعه هذا العام أخبر مراسلنا:

"أهتم الآن بإضافة بند الى "قانون الموظفين الحكوميين لجمهورية الصين الشعبية"، وينصّ على تسجيل الموظفين الحكوميين ممتلكات عائلاتهم ودخلهم السنوي." وهذا إجراء هام لمواجهة الفساد."

أما الممثل الفكاهي المشهور هوانغ هونغ فطرح هذا العام مشروعا حول العاملين الريفيين مثل آلية زيادة رواتبهم وضمانهم الاجتماعي والبناء الثقافي الخاص بهم. وأوضح السيد هوانغ هونغ أنه قدّم أعمالا فنية عديدة حول شخصيات بسيطة من العاملين الريفيين، الأمر الذي جعله يعرف حياة العاملين الريفيين بشكل جيد. وقال:

"في الماضي عكستُ حياتهم في أعمالي فقط، والآن أنا كعضو في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أقدم المشاكل الى الجهات المعنية. بعد أن توليتُ منصب عضو في المجلس أرى أنه يتوجب علي التعامل مع جميع الناس لأبدع أعمالا ذات مضامين أعمق."

وحاليا يوجد في المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني عدد كبير من الأعضاء من أوساط الفنانين يسعون للإطلاع على الحياة الاجتماعية من مختلف النواحي لطرح اقتراحات الى الدولة.