رئيس مجلس الدولة الصيني يؤكد على عزم البلاد على إعادة حياة المنكوبين إلى حالاتها الطبيعية خلال ثلاثة أشهر

ذكر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو أمام الصحفيين الصينيين والأجانب مؤخرا في المناطق المنكوبة بالزلزال أنه في الوقت الذي نواصل فيه البحث عن المفقودين، سنركز جهودنا الرئيسية على ترتيب حياة المنكوبين وإعادة البناء في المناطق المنكوبة. وتسعى الصين لإعادة حياة المنكوبين إلى حالتها الطبيعية خلال ثلاثة أشهر، متعهدا بأن تواصل الحكومة الصينية الالتزام بالسياسة المنفتحة والشفافة خلال عملية الإنقاذ والإغاثة.

هذا وقد وصل ون جيا باو يوم السبت الماضي (24 مايو) إلى بلدة ينغ شيو التابعة لمحافظة ونتشوان الأكثر تضررا بالزلزال. وهي المرة الثانية التي يصل إليها بعد الزلزال. والتقى هناك بالصحفيين الصينيين والأجانب فوق الأنقاض الناجمة عن الزلزال، حيث قال إن أعمال الإنقاذ والإغاثة دخلت الآن في مرحلة ترتيب حياة المنكوبين وإعادة البناء. وتواجه هذه الأعمال حاليا ثلاث صعوبات رئيسية، والمشكلة الكبرى هي نقصان الخيام، مؤكدا أن الحكومة الصينية قد اتخذت إجراءات معنية لمواجهة هذه المشكلة، حيث قال: "إن الإجراءات التي اتخذناها هي أولا مطالبة المصانع المنتجة للخيام بإنتاج ونقل ثلاثين ألف خيمة إلى المناطق المنكوبة كل يوم، وبذلك، سيتم نقل 900 ألف خيمة خلال شهر. ثانيا، نعمل على صنع وتركيب البيوت المتنقلة على قدم وساق من أجل توطين المنكوبين خلال مدة طويلة نسبيا."

إن الصعوبتين الرئيسيتين اللتين ذكرهما ون جيا باو في حديثه هما الوقاية من الأوبئة في المناطق المنكوبة والكوارث الثانوية المحتملة الناجمة عن الزلزال. وبالنسبة إلى الوقاية من الأوبئة، قال ون جيا باو إن الصين قد أرسلت أكثر من عشرة آلاف متخصص في هذا المجال لتنفيذ أعمال الوقاية من الأوبئة، مشيرا إلى أنه إذا اكتشف أي حادث وبائي، فستعالجه الحكومة علنا.

وكشف ون جيا باو أيضا عن أنه إزاء الكوارث الثانوية المحتملة الناجمة عن الزلزال، قد وضعت الصين مشاريع طوارئ متعلقة بإزالة المخاطر ونقل السكان للحيلولة دون ظهور وفيات وإصابات جديدة.

وبعد وقوع الزلزال، لقيت سرعة ردود أفعال الحكومة الصينية ونشر المعطيات المتعلقة بأحوال الكارثة في حينها إشادة دولية واسعة النطاق. وفي هذا الصدد، قال ون جيا باو: "خلال أعمال الإنقاذ هذه، التزمنا بسياسة وضع الإنسان في المقام الأول. حيث نعتبر إنقاذ حياة المنكوبين أهم مهماتنا. وقد وصل قادة الحكومة إلى المناطق الأكثر تضررا بالزلزال في أبكر وقت ممكن، كما اتبعنا سياسة منفتحة خلال أعمال الإنقاذ والإغاثة، لأننا نعتقد أن كوارث الزلازل ليست كوارث ضربت الشعب الصيني فحسب، بل هي كوارث للبشرية كلها."

والتقى ون جيا باو في ينغ شيو أيضا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي وصل إليها لتفقد أعمال مكافحة آثار الزلزال. وأكد بان كي مون أن خوض الشعب الصيني بزعامة حكومته وقادته لمعركة الإنقاذ والإغاثة كان له أثر ومشجع على المجتمع الدولي. ودلت المآثر الشجاعة التي سجلها الشعب الصيني خلال مكافحة آثار الزلزال على أن الشعب الصيني شعب عظيم وشجاع ومفعم بالقوة وروح المساعدة الذاتية والتعاون. و ترغب الأمم المتحدة في تقديم كل ما في وسعها من الدعم والمساعدة للمناطق الصينية المنكوبة لإعادة بنائها. وقال: "في الوقت الذي حققنا فيه تقدما من حيث الإنقاذ والبحث عن المفقودين، علينا أن نقيم مدى أضرار الزلزال، ونبحث مع الصين والمجتمع الدولي في كيفية تعبئة المزيد من القوى المعنية لتقييم مدى أضرار الكارثة ومساعدة المناطق المنكوبة على إعادة البناء. وتحدوني ثقة تامة بالحكومة الصينية وقوة وعزم الشعب الصيني في التغلب على هذه الكارثة الطبيعية عبر التعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وعبر ون جيا باو عن شكر الصين الخالص حكومة وشعبا لما قدمه المجتمع الدولي من المساعدات لأعمال مكافحة آثار الزلزال.