هم رجال عظماء

إن الشعب الصيني شعب عظيم يتحلى بالقوة والشجاعة والصبر ويعرف كيفية التغلب على الصعوبات والتعاون مع الآخرين. وقد رأيت بأم عيني عددا كبيرا من الجنود والمتطوعين الذين فضلوا مساعدة الآخرين على مصالحهم الشخصية. إنهم رجال عظماء.

هذا هو كلام أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون خلال تفقده في ال24 من مايو الحالي لمواقع الزلزال الذى ضرب محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية. حيث أشاد بشكل عال بشجاعة الشعب الصيني خلال مكافحة آثار الزلزال وإغاثة المنكوبين:

هذا مشهد من أعمال إنقاذ المنكوبين من تحت الأنقاض والتى يقوم بها الجنود الصينيون بالأكتاف والأيدي. بعد وقوع الزلزال في مقاطعة سيتشوان أرسل إلى المناطق المنكوبة أكثر من مائة ألف من جنود الجيش والشرطة العسكرية والقوات الاحتياطية العسكرية للقيام بأعمال الإنقاذ والإغاثة. إن الروح البطولية والشجاعة التى يتحلى بها هؤلاء قد أثرت في الجميع. إذ أينما يوجد الخطر تظهر صفوفهم ويتوجهون إلى أى مكان يحتاج فيه المنكوبون إلى مساعدة. إنهم من رجال عظماء كما ذكره بان كي مون:

نحن من رجال الإنقاذ المحترفين ونمتلك الخبرات والمعدات الخاصة للإنقاذ لذلك يجب علينا بذل أقصى جهودنا لإنقاذ المزيد من المنكوبين.

هذا هو كلام متطوع اسمه تشين يان وهو صاحب شركة خاصة بمقاطعة قوانغ دونغ. وفي اليوم التالي بعد وقوع الزلزال وصل هو وزوجته حاملين كمية من مواد الإغاثة إلى منطقة الزلزال للمشاركة في أعمال الإنقاذ. وفي مناطق الزلزال عدد كبير من المتطوعين مثل تشين يانغ وهم من الرجال العظماء الذين ذكرهم بان كي مون:

إلى جانب عدد كبير من المتطوعين تسارع أيضا إلى مناطق الزلزال الأطباء والممرضات والمهندسون ورجال الإطفاء وغيرهم من المحترفين من مختلف الأوساط من كل أنحاء البلاد وأيضا من منطقتى هونغ كونغ وماكاو للمساعدة في إنقاذ المنكوبين ونقل مواد الإغاثة وترميم الطرق. وعلاوة على ذلك تبرع المغتربون الصينيون بالأموال والمواد للمنكوبين.

بفضل جهوده المشتركة وتكاتفه تمكن الشعب الصيني من تقليل الخسائر التي سببها الزلزال إلى أدنى الحدود و تأمين معيشة المواطنين في مناطق الزلزال إلى أقصى درجة:

أنا متعاطف جدا مع الشعب الصيني ومتفهم لمشاعرهم الحزينة. وأنا حزين جدا لما تعرض له الشعب الصيني خلال هذا الزلزال. وأتمنى أن نساعدهم من خلال جهودنا.

هذا كلام أحد المنقذين الروس. وبعد وقوع الزلزال المدمر في مقاطعة سيتشوان الصينية مد المجتمع الدولي يد العون إلى الصين. وأرسلت الكثير من الدول فرق الإنقاذ إلى مناطق الزلزال هذا إلى جانب إرسال الأموال ومواد الإغاثة. إن هؤلاء المنقذين من مختلف الدول هم أيضا من الرجال العظماء الذين ذكرهم السيد بان كي مون.

لم يتمكن الإنسان حتى الآن من السيطرة على الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي والبراكين. إلا أن الناس يمتلكون روح التضحية والتعاون أمام هذه الكوارث الطبيعية. وبفضل هذه الروح تمكن الإنسان من تقليل الخسائر التى تسببها الكوارث الطبيعية حتى أصبح الإنسان أقوى وأكثر شجاعة وأصبح المجتمع أكثر تناغما ووئاما.