كارثة الزلزال في مقاطعة سيتشوان لن تؤثر على الأداء الاقتصادي العام في الصين

ألحقت كارثة الزلزال في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين خسائر كبيرة في الممتلكات والأرواح، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أن التأثيرات السلبية الناجمة عن الزلزال على الاقتصاد الصيني محدودة ومؤقتة، ولن تؤثر على الأداء الاقتصادي العام.

هذا وقد أدى الزلزال حتى الآن إلى مصرع أكثر من 60 ألف شخص، وسبب دمارا شديدا بالمرافق الأساسية مثل الطرق والاتصالات والكهرباء، وبلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة 67 مليار يوان صيني. كما ألحق الزلزال خسائر خطيرة أيضا على الانتاج الزراعي، حيث بلغت مساحة الأراضي الزراعية المدمرة عشرات الآلاف من الهكتارات.

وذكر السيد يي شيان رونغ الخبير الاقتصادي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن مقاطعة سيتشوان تقع في غربي الصين، وليس في المناطق الصناعية المركزية، وأثر الزلزال رئيسيا على المناطق الجبلية في سيتشوان حيث هناك عدد قليل من السكان ومتخلف اقتصاديا نسبيا، لذلك إن كارثة الزلزال لن تؤثر على الأداء الاقتصادي العام في الصين. وقال هذا الخبير:

"رغم أن تأثيرات الزلزال مدمرة في سيتشوان، إلا أن تأثيراته على نطاق البلاد محدودة. لأن الخسائر الاقتصادية تحتل جزءا صغيرا فقط من اجمالي الناتج المحلي. لذا، أقول إن تأثيرات الزلزال على الاقتصاد العام ليست كبيرة."

وفي معرض تعليقه عن القلق باحتمال حدوث التضخم المالي بسبب الزلزال، قال السيد يي إن الزلزال سيترك تأثيرات مؤقتة وجزئية على جهود الحكومة الصينية لكبح التضخم المالي، إلا أن تأثيراته العامة ليست كبيرة أيضا:

"قد يؤثر الزلزال على نفسيات المواطنين إزاء أسعار المنتجات، إلا أنه لن يؤثر بشكل كبير على مؤشر أسعار المواد الاستهلاكية CPI."

وجدير بالذكر أن مقاطعة سيتشوان تحتل مكانة بارزة في الصين في مجال إنتاج معادن الزنك والرصاص والألمونيوم، ولكن الزلزال لم يؤثر على مناجم هذه المعادن، بل دمر فقط المنشآت الإنتاجية للمؤسسات المعنية. وذلك قد يؤدي إلى ارتفاع قليل في أسعار المواد المعدنية في البلاد خلال مدة قصيرة، ومع عملية إعادة الإنتاج، ستعود الأسعار إلى طبيعتها.

بالإضافة إلى ذلك، تحتل المنتجات الزراعية في سيتشوان مكانة هامة أيضا في الإنتاج الزراعي الصيني حيث يحتل إنتاج الحبوب 6% من الإنتاج الوطني وإنتاج الزيوت الغذائية 8%. إلا أن المناطق المنكوبة هذه المرة تقع في شمال سيتشوان، حيث المعدل التجاري للمنتجات الزراعية منخفض، علما أن الصين تمتلك حاليا احتياطيا كافيا من الحبوب والزيوت الغذائية. وقال نائب وزير الزراعة الصيني وي تشاو آن:

"ألحق هذا الزلزال خسائر خطيرة للإنتاج الزراعي في المناطق المنكوبة. إلا أن اتجاه تطور الانتاج الزراعي العام في الصين ممتاز، ويمكن لأسعار المنتجات الزراعية الحفاظ على الاستقرار بشكل عام. ونحن على ثقة تامة بهذا الأمر."

والآن، قد أدرجت الحكومة الصينية أعمال إعادة البناء والإنتاج للمناطق المنكوبة ضمن جدول أعمالها حيث خصصت المالية المركزية 70 مليار يوان صيني لإنشاء صندوق خاص لإعادة الإعمار بعد الكارثة. وبفضل هذه التمويلات الهائلة، ستعود المواصلات عبر الطرق العامة والمرافق الأساسية العامة في المدن والمساكن إلى مستوياتها قبل الزلزال خلال مدة قصيرة، وقد يصبح تمويل هذه المشروعات قوة دافعة هامة لدفع زيادة إجمالي الناتج المحلي في المناطق المنكوبة.