الصين تعمل على مكافحة ناقلات الجراثيم لضمان الصحة العامة خلال فترة أولمبياد بكين

ستشهد فترة أولمبياد بكين ذروة نشاطات الحشرات أو الحيوانات التي تنقل الأمراض بين الناس بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل البعوض والفئران وغيرها. ويطلق على هذه الحشرات والحيوانات في مجال الطب اسم ناقلات الجراثيم. ومن أجل حماية الأولمبياد من تأثير ناقلات الجراثيم وتقليل خطر انتشار الأوبئة إلى أدنى حد، وضعت وزارة الصحة الصينية خطة دقيقة لمكافحة ناقلات الجراثيم.

إن ناقلات الجراثيم تشمل البعوض والذباب والفئران والقمل والخنافس السوداء، وهي وسائل نشر أمراض الطاعون وحمى الضنك وقد تؤثر على الرياضيين في المباريات ووقت الراحة بعضاتها ولسعاتها لأجسامهم. لذا، فإن نتائج أعمال مكافحة ناقلات الجراثيم في بكين ستؤثر بشكل مباشر على فعالية الأولمبياد. وقال السيد تشي شياو تشيو رئيس مصلحة الوقاية والسيطرة على الأمراض التابعة لوزارة الصحة الصينية:

"في فترة الأولمبياد، سيأتي إلى الصين عدد كبير من الرياضيين والمدربين والصحفيين وحوالي 600 ألف من السياح الأجانب، وفي الوقت نفسه سيبلغ عدد السياح المحليين 1.1 مليون شخص، الأمر الذي يشكل ضغوطا كبيرة على ضمان سلامة الصحة العامة. لذا فإنه من الضروري تعزيز أعمال مكافحة ناقلات الجراثيم، وخاصة رفع مستوياتنا الفنية في هذا المجال، وذلك أمر مهم جدا لضمان نجاح الأولمبياد."

إن بكين، بصفتها المدينة المستضيفة للأولمبياد، قد بدأت مبكرا بالاستعدادات المعنية لأعمال مكافحة ناقلات الجراثيم. في عام 2005، بدأت الدوائر الصحية في بكين بمراقبة القطاعات والأماكن الهامة بصورة شاملة، خاصة كثافة انتشار ناقلات الجراثيم في الملاعب الأولمبية والمناطق المجاورة لها، وقامت بتقييم احتمال وقوع حوادث صحية ناجمة عن ناقلات الجراثيم ودرجة مخاطرها، وبذلك حصلت على معطيات أولية قيمة.

وعلى هذا الأساس، استفادت بكين من خبرات أولمبياد سيدني وأولمبياد أثينا في مجال السيطرة على ناقلات الجراثيم ووضعت خطة أولمبياد بكين للسيطرة على ناقلات الجراثيم. وذكر السيد زنغ شياو بنغ الخبير في مركز الوقاية من الأمراض ببكين أن هذه الخطة تهدف إلى إنشاء شبكة إدارية لأعمال مكافحة ناقلات الجراثيم خلال فترة الأولمبياد على نطاق المدينة كلها وتشكيل فريق عمل خاص في هذا المجال ووضع مشروع شامل للوقاية ومواجهة الطوارئ. وتنفذ هذه الخطة حتى الآن بشكل سلس، وحول هذا الأمر، قال:

"تحدد هذه الخطة ثلاثة أهداف رئيسية هي: أولا، خفض كثافة انتشار ناقلات الجراثيم في المدينة. ثانيا، خفض مخاطر الأوبئة الناجمة عنها إلى أدنى حد. ثالثا، ضمان سلامة المناطق المتعلقة بالأولمبياد مثل الملاعب والقرية الأولمبية. ووفقا لأحوال تنفيذ هذه الخطة، يمكن القول أننا قد حققنا معظم هذه الأهداف."

وقال السيد زنغ إن الدوائر الصحية بذلت جهودا كبيرة لإتقان أعمال السيطرة على ناقلات الجراثيم خلال فترة أولمبياد بكين. مثلا، قامت الدوائر الصحية بالفحص الكامل للملاعب الأولمبية التي تم بناؤها من أجل معرفة أنواع ناقلات الجراثيم في موسم الصيف والأمراض التي قد تنشرها. ومن أجل ضمان فعالية ونوعية مبيدات الحشرات والقوارض والمعدات الصحية، اشترت بكين أكثر من 30 منتجا من 13 شركة أو مصنع وأجرت 20 تجربة عليها لتختار منها المنتجات الآمنة والصديقة للبيئة والفعالة، إضافة إلى توحيد معايير استخدام الأدوية في المدينة كلها لتصل كثافة انتشار ناقلات الجراثيم إلى المستوى المطلوب.

ومع اقتراب أولمبياد بكين، دخلت الأعمال التحضيرية مرحلتها النهائية. وخلال الفترة ما بين مايو ويوليو هذا العام، ستقوم الدوائر الصحية بأعمال إبادة الحشرات في الملاعب الأولمبية وملاعب التدريب والفنادق والمستشفيات الأولمبية والمناطق المجاورة لها.

وقال السيد سون شيان لي المسؤول بوزارة الصحة الصينية:

"سنركز على توعية المواطنين في بكين للمشاركة في أعمال الوقاية من ناقلات الجراثيم، من أجل خفض كثافة انتشارها وذلك لتقديم ضمان راسخ لنجاح الأولمبياد."

بالإضافة إلى بكين، أجرت المدن الأولمبية الخمس الأخرى مثل مدينة تشينغداو التي ستستضيف سباقات القوارب الشراعية ومدينة شنيانغ التي ستستضيف بعض مباريات كرة القدم، أجرت أيضا أعمال مكافحة ناقلات الجراثيم وحققت نتائج ملحوظة. كما تحركت أيضا 33 مدينة سياحية صينية لإجراء الأعمال في هذا المجال بهدف خلق بيئة نظيفة ومريحة وضمان صحة الرياضيين والمدربين والزوار المحليين والأجانب خلال فترة الأولمبياد.