روابط

تسايدان تشوما مطربة تبتية

   2008-06-13 13:11:02    cri

ولدت تسايدان تشوما في أسرة فقيرة من الأقنان في منطقة ريكارتسه بالتبت القديمة عام 1937. وقد غنت أغنية ترددت علي ألسنة الناس في أنحاء الصين . تستطيع هذه الفنانة أن تغني باللغتين الصينية والتبتية ويتميز غناؤها بصفات القومية التبتية مع قوة في الصوت . فخلال الخمسين عاما من حياتها الفنية زارت تسايدان تشوما أكثر من 30 دولة ومنطقة في العالم كما تولت مناصب إدارية عديدة كنائبة رئيس المجلس الاستشاري السياسي لمنطقة التبت الذاتية الحكم ونائبة رئيس جمعية الموسيقي الصينية ونائبة رئيس اتحاد أوساط الأدب والفن الصيني .

كلمة "تسايدان" في اللغة التبتية تعني "العمر المديد" و"تشوما" تعني الأنثى. لكن قبل تحرير التبت سلميا، لم تتمتع تسايدان تشوما بحياة سعيدة حتى ولو ليوم واحد، بل كانت تعيش مع أفراد أسرتها حياة بائسة، وعادت بذاكرتها إلى هذه الأيام الصعبة قائلة

"كانت أسرتي فقيرة جدا، ولم تكن عندنا أرض للزراعة ومسكن للإقامة، وكان الأسياد والنبلاء يمتلكون كل شيء في التبت. وكنا نعمل بجد واجتهاد في الأرض، ويأخذ أسياد الأقنان والنبلاء كل ما ننتجه منا."

ومن حسن الحظ أن طفولتها المؤلمة لم تستمر لمدة طويلة، وتغير مصيرها بصورة سريعة بعدما نجحت الصين في تحرير التبت سلميا في عام 1951. انضمت تسايدان تشوما إلى اتحاد الشابات التبتي، وبدأت المشاركة في العروض الفنية التي نظمها اتحاد الشابات التبتي، وأصبحت مطربة مشهورة نسبيا في منطقة ريكارتسه عندما بلغ عمرها 21 عاما. وبعد سنة، فتح معهد الموسيقى بشانغهاي صفا خاصا لصقل موهبة الفنانين التبتيين، وبفضل موهبتها البارزة، اختيرت تسايدان تشوما بهذا المعهد.

"شارك الكثير من الشباب والشابات في امتحان الالحاق بمعهد الموسيقى بشانغهاي. وقال بعض زملائي في فرقة العروض الفنية لأستاذ من المعهد إن هناك فتاتا تبتية تمتلك صوتا جميلا، اسمها تسايدان تشوما. فدعاني الأستاذ إلى الغناء أمامه، وبعد ذلك، قرر الأستاذ إتاحة هذه الفرصة النادرة لي."

بعد دخول المعهد، واجهت تسايدان تشوما صعوبات كثيرة رغم امتلاكها موهبة وصوتا مميزين. لأنها كانت شابة أمية لا تعرف العلوم الموسيقية الأساسية. وتذكرت هذه الفترة قائلة

"بعد دخولي المعهد، واجهت صعوبات في التبادلات والاتصالات مع الآخرين لأنني لم أكن أتكلم اللغة الصينية الفصحى. لذا كنت أفكر في ترك الدراسة والعودة إلى موطني."

وبعد اطلاع الأساتذة على ما يدور في خلدها، استخدموا سبلا خاصة لتعليمها، وحاول بعض الأساتذة دراسة اللغة التبتية لتعليمها بلغتها. وبفضل مساعدة ورعاية الأساتذة والزملاء، حققت تسايدان تشوما تقدما كبيرا في الغناء. وخلال دراستها في المعهد، حصلت تسايدان تشوما على فرصة قيمة أخرى، ألا وهي أداء أغان لفيلم متعلق بالتبت، ويحمل الفيلم عنوان: يغني الأقنان احتفالا بالتحرير. وفي هذا الصدد قالت تسايدان تشوما

"كان إستوديو شين يي السينمائي ببكين يعد فيلما وثائقيا يعكس التغيرات التي شهدتها التبت بعد التحرير السلمي، وأطلع الفيلم الناس على تاريخ التبت والإصلاح القومي، وأراد الاستوديو إعداد بعض الأغاني المناسبة لهذا الفيلم. ومن حسن الحظ أن هذه الفرصة أتيحت لي."

تركت تسايدان تشوما انطباعات عميقة في أذهان الشعب بصوتها المميز ومشاعرها المخلصة التي أظهرتها في الأغاني. وبعد ذلك، غنت تسايدان تشوما عددا من الأغاني المشهورة، منها : أغنية شعبية للإشادة بالحزب، والجبل الذهبي ببكين، اللتان ترددتا علي ألسنة الناس في أنحاء الصين. وبهذه الإنجازات، كان يمكنها البقاء في شانغهاي لتطوير مسيرتها الغنائية، إلا أنها قررت العودة إلى التبت للإسهام في بناء موطنها بعد التخرج من المعهد.

"رأيت أنني مطربة من القومية التبتية، ولا يمكنني لعب دور بارز وإظهار صفاتي القومية خارج المنطقة."

وانضمت تسايدان تشوما إلى فرقة غناء ورقص في التبت، وزارت أنحاء التبت للتعبير عن تمنياتها للرعاة التبتيين بأغانيها. وبعد أكثر من 40 سنة، لا تزال تسايدان تشوما تحافظ على الصوت القوي، وتواصل بالغناء الإشادة بالحياة السعيدة التي يحياها الشعب التبتي اليوم.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China