v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
خطة قتل شخص بيد شخص آخر هى أن المقاتل لا يقتل عدوه أو ينتصر على منافسه بقوته الذاتية بل يستخدم فرصة أو يدبر حيلة تجعل شخصا ثالثا يقتل العدو الذي كان يريد القضاء عليه أو الإنتصار عليه. وكانت الخطة في البداية تستخدم دائما في الحرب ضد الأعداء. وإستخدمت بعد ذلك بالتدريج في النزاعات السياسية أيضا نظرا لانها خطة فعالة قابلة التنفيذ وسهلة التطبيق.
يذكر أن في عهد ممالك الربيع والخريف الصينية الذي يرجع تاريخه الى أكثر من ألفين وخمسمائة سنة كان في الصين القديمة مملكة تُعرف باسم مملكة تشنغ. يحكمها الملك تشنغ هنغ قونغ. كان الملك يريد شن حرب ضد مملكة كواي المجاورة لمملكته في محاولة لضمها اليها. وقبل شن هجوم رسمي دبّر حيلة أراد استخدامها لبذر بذور الفتنة والشقاق بين ملك كوآي ووزرائه. فقام بتدوين قائمة تضم أسماء العديد من وزراء مملكة كوآي، ثم أدلى بتصريح علني تعهد فيه بمنح المناصب والمكاسب والألقاب لهؤلاء الوزراء بعد سقوط مملكة كوآي. وقام بعد ذلك ببناء مذبح كبير ذهب اليه لإجراء مراسم دينية مهيبة أقسم فيها وأمام جميع الحضور بوفائه بوعده هذا. ثم وضع تلك القائمة تحت أرض المذبح تعبيرا عن وفائه والتزامه بالوعد. وبعد أن عرف ملك كوآي هذا الخبر غضب غضبا شديدا،واعتقد أن الوزراء الذين كُتبت أسماؤهم في تلك القائمة قد خانوه فقتلهم واحدا تلو الآخر، وبذلك إنطلت عليه الحيلة. فقامت مملكة تشنغ بعد ذلك بشن هجوم عسكري عنيف على مملكة كوآي وإنتصرت عليها وأسقطتها في النهاية.
هناك قصة أخرى استخدمت فيها خطة: قتل شخص بيد شخص آخر. وهذه القصة ليس في معركة بل لتسوية أزمة سياسية.
حدثت القصة في مملكة تشي الصينية التي يرجع تاريخها الى أكثر من ألفي سنة. وكان في المملكة ثلاثة محاربين بارزين كلّهم أقوياء وشجعان للغاية في الحرب. فأحبهم الملك وأعطاهم المناصب والمكاسب والألقاب الشريفة العديدة. إلا أنهم كانوا ينسبون الفضل والمآثر الى أنفسهم ويغترون بها ويستخفون بالآخرين، الأمر الذي جعل الملك يشعر بالقلق والمخاوف. لأنه عرف بوضوح إنه إذا تطورت أوضاعهم هذه فستزداد طموحاتهم ويطلبون أشياءا أكثر حتى يدبرون شغبا ومشاكل من أجل تحقيق طموحاتهم التي قد تهدد سلطته وحتى تهدد سلامته الشخصية. ففكر في حيلة للقضاء عليهم.
في يوم من الأيام استدعى الملك هؤلاء المحاربين الثلاثة الى جانبه، وأهداهم خوخة كبيرة. وقال لهم إن هذه الخوخة هى هديتي التي سأقدمها لأقوى وأبرز شخص من بينكم إنتم الثلاثة حيث ستتنافسون فيما بينكم لإظهار قوتكم وشجاعتكم. ومُن يحصل على هذه الخوجة فإنه البطل القوي الحقيقي. ورغم أن المحاربين الثلاثة كانوا جميعا أقوياء وشجعان لكنهم لم يكونوا عقلاء ولم يعرفوا أن الملك يسعى الى القضاء عليهم. فنافس بعضهم البعض وتحولت المسابقة بالتدريج الى قتال عنيف فيما بينهم. وانتهى قتالهم بسقوطهم جميعا صرعى وضحايا لحيلة الملك الذي لم يقتل هؤلاء المحاربين الأقوياء بيده بل بحيلته الماكرة هذه.
وتبدو أن حيلة " قتل شخص بيد شخص آخر" مميزة بشئ من المكر الشرس والشر الواضح. ولكنها حيلة فعالة وضرورية تستخدم دائما في الحرب ضد الأعداء، كما تستخدم أيضا في النزاعات السياسية من أجل تحقيق الانتصار على المنافسين. أما في المجتمع الحديث فيفسر الناس هذه الحيلة بمعان جديدة عديدة. منها: إستغلال الفرصة أو استخدام الغير لتحقيق هدف شخصي وانتهاز الفرصة التي قد يتركها له المنافس للانتصار عليه. وجدير بالذكر أن هذه الحيلة تستخدم أكثر فأكثر في قطاع التجارة في المجتمع الحديث بحيث لا تقصد القتل بل لكسب وضع متفوق على المنافسين.
الأساليب التي يمكن استخدامها لتطبيق هذه الحيلة لا تقتصر على القوة والعنف بل إنها قد تكون أموالا أو طاقة بشرية أو تكنولوجيا أو مساحة من الأرض أو الوضع الملائم وغيرها. وجدير بالذكر أن الكثير من رجال الاعمال يستخدمون هذه الخطة من أجل حماية مصالحهم أثناء المنافسة الاقتصادية العنيفة لكسب المزيد من الفرص وتحقيق الانتصار على المنافسين من أجل تحقيق المزيد من التطور في أعمالهم.