v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
وتعتبر مدينة قويلين من أشهر المدن السياحية بالمنطقة ومستواها عالمي، يخترقها نهر "لي جيانغ" ذو المياه الصافية العذبة الرقراقة، وهناك قول شائع بين السياح الأجانب عن الصين وهو "تمتع بالآثار التاريخية في مدينة شيآن، وتمتع أكثر بمناظر الجبال والأنهار في مدينة قويلين"، واشتهرت مدينة قويلين ب"جبالها الخضراء وأنهارها الصافية وكهوفها المدهشة والمبهرة الخلابة"،أما المنطقة التي يمر بها نهر "لي جيانغ" في مدينة قويلين فيها الكثير من الأماكن السياحية المشهورة التي تستحق الزيارة، بما فيها نهر "لي جيانغ" وصخور "تشي شينغ" وجبل "ديه تساى" وجبل "فوبوه".
جبل "شيانغ بي" الذي يسمونه زلومة أو خرطوم الفيل، يطل على نهر "لي جيانغ" ويعتبر معلما لمدينة قويلين، هذا الجبل يقع عند ملتقى نهري "تاو هوا" و"لي جيانغ" ويعد أشهر الجبال في المدينة. أما تاريخه فيعود إلى ما قبل 300 مليون سنة، وشكله مثل فيل يشرب المياه مستخدما خرطومه أو زلومته، يحكي لنا السيد ما وي مين الذي يعيش أسفل جبل خرطوم الفيل يحكى قصة أو أسطورة الجبل، فيقول:
"كانت للإله السماوي مجموعة من الأفيال التي وصلت إلى مدينة قويلين، وقد جذبت الأفيال المناظر الرائعة الجميلة الموجودة في المدينة، أعجبت بها وترددت في العودة إلى السماء، وكان هناك فيل أكثر شجاعة وجسارة، أصر على البقاء في مدينة قويلي مجذوبا بمناظرها الخلابة رغم أن إله السماء أمره بالعودة عدة مرات، فغضب الاله عليه وقتله بالسيف، وهكذا رقدت جثة الفيل على شاطئ نهر "لي جيانغ" إلى الأبد".
طبعا هي أسطورة أيها الأصدقاء وما أكثر الأساطير، أعزائي، بصراحة، مناظر مدينة قويلي تبهر كل السياح حتى من يزورها ولو لمرة واحدة، وعلى العموم، فإن الأماكن السياحية الشهيرة في العالم تواجه ضغوطا كبيرة تهدد البيئة المحيطة بها مع تطور قطاع السياحة وتزايد عدد السياح، وخلافا لهذا فإنك عندما تتجول في مدينة قويلي، لا تواجه أي ازعاجات للبيئة، بالعكس، تشعر بأن الهواء هنا منعش ومياه نهر "لي جيانغ" تلمع وكأنها مرآة صافية جدا. وفي هذا الصدد، أشار السيد تشين يون تشون مسؤول مصلحة السياحة بمدينة قويلي إلى أهمية حماية البيئة الأحيائية، مؤكدا على أهمية بذل الجهود لاستغلال الإمكانيات السياحية الموجودة، إذ قال:
"نضع هدف حماية البيئة في المقام الأول، ولا ندعم المشروعات التي لا تناسب معايير التقييم لحماية البيئة، الآن، وعلى صعيد تطوير مدينة قويلي، فإننا أولا، لا نسمح بإقامة المصانع إلا إذا تعهدت بتركيب فلاتر على مداخنها حتى لا تتلوث البيئة، ثانيا، لا نسمح بإقامة مصانع في المنطقة تلقى بمخلفاتها في النهر بل نحاول أن نطور الصناعة ذات التكنولوجيا العالية التي يلتزم بها كل مصنع جديد أو قديم."
بعد زيارة مدينة قويلي، نتوجه إلى بلدة يانغ شوه عن طريق نهر "لي جيانغ"، لأن مناظر يانغ شوه أجمل من مناظر قويلي. حيث ينبع نهر "لي جيانغ" من جبل يسمى "بأذن القط" شمال مدينة قويلي، وطوله 400 كيلو متر. وتبلغ المسافة من مدينة قويلي إلى بلدية يانغ شوه 83 كيلو مترا، أما المناظر على ضفتي نهر لي جيانغ فهي جميلة جدا، والمنطقة المحيطة تعتبر من أشهر المناطق السياحية، ومناظرها من أروع المناظر في العالم، ويمكن للسياح أن يتمتعوا بالغابات الخضراء والبرارى الواسعة والأرياف الكثيرة الخضراء على ضفتي نهر "لي جيانغ"، يقول السائح الألماني هيرماوا هايرثي:
"قبل زيارة نهر "لي جيانغ"، رأيت الكثير من الصور الخاصة به، وعندما وصلت إلى هنا، اكتشفت أن الواقع أجمل وأروع."
إن أشهر جبل على نهر "لي جيانغ" هو جبل هوا شان، وأجمل المناظر وأروعها منظر صورة الجبل وهي منعكسة على صفحات مياه النهر، يتجاوز ارتفاع جبل هوا شان 400 متر، ومن خلال التشكيلات التي حفرتها الطبيعة على سطحة نجد رسوما "للحصان" و"الأسماك" بسبب مختلف أنواع المعادن التي به، وتحت السماء الزرقاء والسحب البيضاء، تصبح الصورة المنعكسة لجبل هوا شان على صفحات مياه "هوانغ بوه" الوحة رائعة التعبيير يصعب تصورها لجمالها الفنان.
عندما وصلنا في رحلتنا إلى بلدة يانغ شوه، وجدنا أن المسرحية التقليدية التي عنوانها "الانطباع لأخت ليو سان" تعرض الآن، فتحت أضواء المصابيح المشعة، غنى ورقص الممثلون على المسرح الذي أقيم على شاطئ نهر "لي جيانغ"، وهؤلاء الممثلون ال600 معظمهم ليسوا ممثلين محترفين، بل هم من فلاحي بلدة يانغ شوه. وهذه العروض الفنية التي استمرت 70 دقيقة، عكست وصورت حياة الصيادين الذين يعيشون على شاطئ نهر "لي جيانغ" وأبرزت التقاليد القومية للأقليات هناك، وشرحت للحاضرين كيفية قيام المحلييين بصيد السمك وفلاحة الأرض ورعى الأبقار والغنم وحكايات قومية تشوانغ وأغانيها القومية.
وأبدى الزوجان الألمانيان توماس لوبيس وزوجته إعجابهما بهذه المناظر الجميلة، وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها هذان الزوجان الصين، وفي البداية، خطط توماس لوبيس لزيارة الصين لمدة أسبوع فقط، ولكن الآن، خطط للبقاء هنا للمزيد من الوقت، إذ قال توماس لوبيس:
"ما أجمل المناظر هنا! أعتقد أن هذه لن تكون المرة الأخيرة التي نزور فيها الصين أو آسيا."
وبعد مشاهدة مسرحية "الانطباع لأخت ليو سان"، معظم السياح فضلوا بقاء الليلة في بلدة يانغ شوه التي تتفوق على مدينة قويلي في مناظرها، وإلى جانب ذلك، جذب شارع "سي جيه" ذو التاريخ العريق الكثير من السياح، بالرغم من أن طوله 500 متر فقط، فعمره وتاريخه يصل إلى أكثر من 1400 سنة، مرصوف بالحجارة السوداء، وعلى جانبيه توجد المباني القديمة، التي تعكس كل الخصائص الصينية القديمة للسياح الأجانب.
وفي شارع "سي جيه" مطعم صيني منفرد اسمه "جيوى فوه لو"، يعلم صاحبه السيد لو هوا بينغ السياح الأجانب طبخ الأطباق الصينية، وقد علق السيد لو على ذلك قائلا إن تعليم الأجانب طرق طهى الأطباق الصينية يلقي ترحيبا حارا منهم، فالطلبات تتزايد كل يوم من قبل السياح الأجانب لتعليمهم فنون الأطباق الصينية، وهذه الطلبات تصل إلى العشرات يوميا، ها هو يقول:
"في البداية، كان المكان عبارة عن بار ملحق به مطبخ صغير جدا، في شارع سي جيه، ولكن الكثير من الأصدقاء الأجانب كانوا يحبون دخول المطبخ لمشاهدة عملية الطبخ، وأحيانا، ليتعلموا فنون الطبخ، لذلك، فتحت مطعما حتى يستوعب هؤلاء الأجانب الذين يهوون فن الطبخ الصيني."
الجدير بالذكر أن شارع "سي جيه" به مختلف أنواع المطاعم، فإلى جانب المطعم الصيني، هنا مطاعم غربية ومقاهي وبارات، وهكذا أصبح الشارع شارعا دوليا.
وهذا السائح الاسترالي السيد الف يانغ كان قد زار الصين منذ خمس سنوات، بهرته الطبيعة الخلابة، وقرر البقاء هنا، والآن، تزوج فتاة صينية وفتح بارا اسمه بوففالو، وقال الف يانغ لمراسلنا:
"أنا هنا الآن منذ خمس سنوات، أحب هذا المكان كثيرا جدا، خاصة شارع سي جيه فهنا يمكنني أن أتحدث مع الأصدقاء من مختلف الدول والمناطق، أما المناظر الخلابة في بلدة يانغ شوه فهي مناظر رائعة جميلة مبهرة، ويمكنني أن أتجول في هذا الجو المعتدل وأمارس السباحة في فصل الصيف، بصراحة، الحياة هنا مريحة جدا جدا، وإلى جانب ذلك، وجدت حبا حقيقيا هنا، الآن، أنجبت زوجتي طفلا جميلا، ولذلك، قررت البقاء هنا حتى نهاية العمر."