v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
مدينة تشونغ تسوه تقع جنوب غربي منطقة قوانغشي الذاتية الحكم، اليوم، نصطحبكم لتزور سويا جبال مدينة تشونغ تسوه التي تعيش بها القرود صاحبة الرؤوس البيضاء والتي على وشك الانقراض.
عندما تبدأ في الدخول إلى جبال تشونغ تسوه، ستجد القرود صاحبة الرؤوس البيضاء والتي يعلو شعرها الأبيض رأسها مثل القبعة البيضاء، أما شعر الذيل أيضا فلونه أبيض، الجدير بالذكر أنه قبل 2.5 مليون سنة، كانت القرود صاحبة الرؤوس البيضاء وحيوانات أخرى كثيرة تعيش في هذه المنطقة، ومع مرور الزمن، انقرضت الحيوانات الأخرى، وبقيت القرود صاحبة الرؤوس البيضاء والتي أصبحت هي أيضا يتهددها خطر الانقراض، الآن، ما زال هناك أكثر من 700 قرد من هذا النوع في مدينة تشونغ تسوه جنوب غربي منطقة قوانغشي الذاتية الحكم، ولذلك، فإنه يعتبر أثمن وأندر من حيوان الباندا.
وصلنا مدينة تشونغ تسوه صباح يوم ما في الصيف، حيث توجد المحمية الطبيعية لهذا النوع من القرود والتي تبلغ مساحتها 24 كيلو مترا مربعا، ويعيش بها حوالي 400 قرد من هذا النوع النادر، تجري وتقفز وتلعب في الجبل وتأكل أوراق الأشجار والفواكه البرية، وحينما ندقق النظر في هذه القرود، نكتشف أن عيونها براقة ونلاحظ أنها خفيفة الجسم وسريعة الحركة، وهكذا تجذب هذه القرود كل العيون استثناءا من الحيوانات الأخرى، هنا يمكننا رؤية حركاتها وكأن الزمن قد توقف هنا. وفي هذا الصدد، قال السيد شياو وانغ:
"لأننا نعرف أن أعداد القرود صاحبة الرؤوس البيضاء في العالم قليلة جدا، ولا توجد في أي مكان آخر إلا في مدينة تشونغ تسوه جنوب غربي مقاطعة قوانغشي، إنها قيمة للغاية، نحن كلنا نحبها حبا جما، ونتخذها أصدقاء لنا."
الجدير بالذكر أن السيد شياو وانغ من قومية مياو، وعندما نزور بيته، فإننا نتمتع بشراب "لان من" الذي يعتبر شرابا تقليديا مميزا لقومية مياو ويقوم دوما في مناسبات الزواج والاستضافة وحينما يشرب ضيف من الصيوف شراب "لان من"، فالأمر يرمز إلى الصداقة والمحبة العميقة. يحكي السيد شياو وانغ لنا أسطورة خيالية طريفة حول القرود صاحبة الرؤوس البيضاء، تقول الأسطورة: منذ زمن بعيد، كان الناس فقراء جدا، يقرص الجوع أحشاءهم، وفي يوم ما، توفي عجوز، ولبس القرويون قماشا أبيضا لفوه على رؤوسهم تعبيرا عن حزنهم الشديد لوفاة العجوز، وذهبوا إلى الجبل لدفن الجثة، وبعد مراسم الجنازة، اكتشف الأطفال أن الجبل به كثير من الفواكه البرية، لذلك لعبوا في الجبل وأكلوا الفواكه البرية، والقرويون سعداء جدا بهذا، فقرروا إبقاء أطفالهم في الجبل، وبعد عدة سنوات، تحول حال القرويين واصبحوا أغنياء، فاشتاقوا إلى أطفالهم، وطلبوا منهم العودة إلى البيوت، إلا أن الأطفال رفضوا وقالوا: نحن سعداء هنا، نرجو البقاء هنا، لذلك، عاش هؤلاء الأطفال في الجبل طول العمر، وتزوجوا وتناسلوا هناك، ومع مرور الزمن، تغيرت ملامحهم، وتحول القماش الأبيض الملفوف على رؤوسهم إلى شعر أبيض، وأصبحوا القرود صاحبة الرؤوس البيضاء.
قال السيد بان وين شي الأستاذ بجامعة بكين والذي جاء إلى مدينة تشونغ تسوه منذ عشر سنوات لدراسة حياة القرود صاحبة الرؤوس البيضاء وتقديم ما يفيد حمايتها قال لنا، كانت في مطلع تسعينات القرن الماضي أعداد القرود صاحبة الرؤوس البيضاء في مدينة تشونغ تسوه 2000 قرد على الأقل، ولكن حتى عام 1996، لم يتبق منها إلا 90 قردا فقط، وأما الأسباب، فأرجعها الأستاذ بان وين من إلى الأنشطة التخريبية التي قام بها المحليون من محاولات صيد وجمع أخشاب للحرق واستزراع أراضي جديدة، وهذا سبب انخفاض عدد هذا النوع من القرود بصورة سريعة، إذ قال:
"إذا منعنا أعمال الصيد غير المشروعة والأنشطة التخريبية للمحليين في الاستغلال السيئ للغابات فإنني واثق أن عدد القرود من هذا النوع سيزداد تدريجيا."
وأشار الأستاذ بان وي من إلى أن القرود صاحبة الرؤوس البيضاء تعيش هنا بشكل منتظم، وتأكل وتلعب في الجبل صباحا ومساءا، وتستريح عند الظهر، وتعود إلى الكهوف للنوم في الليل، ومن أجل حماية منطقة راحتهم ومعاشهم، تبذل حكومة مدينة تشونغ تسوه أقصى جهودها، حيث قال السيد وي سين الذي يعمل في مصلحة السياحة بالمدينة:
"من أجل حماية البيئة الاحيائية، فإن الحكومة المحلية تساعد كل الأسر على استخدام غاز الميثان، حيث تبلغ تكاليف الوحدة الواحدة حوالي 2000 يوان صيني، وتدفع منها الحكومة 1000 يوان صيني كدعم. وإلى جانب ذلك، نرشد الفلاحين لزرع بعض النباتات الاقتصادية حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية منهم على البيئة، وترتفع مستويات حياتهم."
بفضل جهود الحكومة المحلية منذ تسعينات القرن الماضي، تحسنت منطقة تواجد هذه القرود، وازدادت أعدادها بصورة تدريجية أيضا، وحتى الآن، بلغ عددها كما ذكرنا أكثر من 700 قرد، حيث يحاول القرويون المحليون أنفسهم وتلقائيا حماية البيئة الإحيائية وحماية القرود صاحبة الرؤوس البيضاء، قال تشاو وهو فلاح محلي:
"الآن لم نعد نقطع الأشجار أو نجمع الأغصان من الجبل لحماية البيئة الإحيائية لهذه القرود النادرة."
ومنذ تأسيس حديقة القرود أو المحمية الطبيعية بمدينة تشونغ تسوه عام 2002، لقيت السياحة الإحيائية إقبالا شديدا من السياح، وربما نتساءل: هل تطوير السياحة لا يؤثر سلبيا على بيئة المعيشة للقرود صاحبة الرؤوس البيضاء ؟ وفي هذا الصدد، قال الأستاذ بان وي من إن السياحة الإحيائية لا تؤثر سلبيا على البيئة، بل توفر المزيد من فرص العمل للفلاحين المحليين لتحسين معيشتهم، بغية توسيع المحميات.