v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
نتجول في المناطق الساحلية بمنطقة قوانغشي الذاتية الحكم، بصراحة، لا نبالغ إذا قلنا إن هذه المناطق الساحلية تنصهر فيها الميزات القومية والمناظر الطبيعية والجمال الحديث، فهي تعتبر جنة جميلة أسطورية.
وكما تعرفون فإن الصين دولة متعددة القوميات، ومن هذه القوميات قليلة العدد قومية جينغ التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 20 ألفا يتجمعون في مدينة دونغ شينغ جنوب منطقة قوانغشي الذاتية الحكم، الآن، نصطحبكم لنزور سويا مدينة دونغ شينغ ونلقي نظرة على حضارتها القومية الساحلية.
استمعتم منذ قليل إلى مقطوعة موسيقية معزوفة على آلة تشين ذات الوتر الواحد، والتي تعتبر الآلة الموسيقية المميزة لقومية جينغ، الآن، نتوغل قليلا في مدينة دونغ شينغ التي تقع على المناطق الحدودية بين الصين وفيتنام، ويعيش سكانها من قومية جينغ على صيد الأسماك بالدرجة الأولى، الجدير بالذكر هنا أن قومية جينغ تحتفل بأعياد الربيع ودوان وو ومنتصف الخريف مثل قومية هان، وإلى جانب ذلك، يعتبر عيد الغناء أهم وأرفع عيد يحتفلون به وهو العيد الذي يصادف ال10 من يونيو كل سنة بالتقويم القمري، دعونا نستمع إلى المرشدة السياحية السيدة يانغ جينغ هونغ التي تقول:
"نعرف من الاسم أن عيد الغناء يعني دعوة الجميع للغناء بمناسبة العيد، حيث نتعرف على أصدقاء جدد من خلال الغناء ونعبر فيه عن مشاعرنا وخلجات نفوسنا."
أثناء الاحتفال بعيد الغناء، يرتدي الرجال والنساء والمسنون والأطفال ملابس جميلة، ويتجمعون في هاتين وهو مكان يبعد عن وسط مدينة دونغ شينغ 15 كيلو مترا ويعد مكانا خاصا يحتفل فيه أبناء قومية جينغ بعيد الغناء.
استمعتم الآن إلى أغنية جميلة عنوانها "وان وان" وقد صاحبتها آلة تشين ذات الوتر الواحد مصورة جمال وروعة المناظر الخلابة هنا. نستمر في رحلتنا إلى الشرق حتى نصل إلى منطقة "سان نيانغ وان" الساحلية بمدينة تشين تشو، يا له منظر رائع تتراءى أمام عيوننا صفحة المياه البلورية الصافية والشاطئ الرملي ذو الكبتان الكثيفة والصخور الغريبة النادرة والدلفين الأبيض الصيني الذي يرقص ويقب ويغطس وسط مياه البحر المترامي الأطراف.
هذا النوع من الدلفين يلقي ترحيبا حارا من الجميع، لأنه ذكي ومحبوب، يعجب المشاهدين كثيرا، وتعتبر منطقة "سان نيانغ وان" الساحلية إحدى أفضل المناطق لرؤية الدلفين، لذلك، تسمى ب"بيت الدلفين الأبيض الصيني". أعزائي، اللون الأساسي الذي يغطي جسم الدلفين هو اللون الأبيض، إلا أن بطنه وذيله يميلان إلى اللون الأحمر، وهذا النوع من الدلافين يتمتع بالحماية من الدرجة الأولى على مستوى الدولة.
منطقة "سان نيانغ وان" لها تسمية لطيفة حيث تسمى بمنطقة الزوجات الثلاث، وهي منطقة ساحلية بها صخورغريبة تنتشر في المنطقة الواسعة، ولعل هذه التسمية "سان نيانغ وان"، أي الزوجات الثلاث تعود إلى حكاية جميلة قديمة تقول: في الأزمان البعيدة، أبحر ثلاثة رجال على سفينة لصيد الأسماك، ولكنهم لم يعودوا رغم مرور وقت طويل وكانت زوجاتهم ينتظرن عودتهم والأمل يراودهن رغم انتضاء السنين، حتى زاد وزاد حزنهن حتى تحولن إلى ثلاث صخور، تأثر الصياد وفي المنطقة بهذا الوفاء والصبر الطويل للزوجات الثلاث وحبهن العميق، فأطلقوا على هذا الريف اسم منطقة "الزوجات الثلاث".
المناظر الخلابة بمنطقة "سان نيانغ وان" تعجب السياح كثيرا، أما جمالها وربوعها، فيمكننا أن نعرف المزيد عنها من خلال أغنية قومية عنوانها " منطقة سان نيانغ وان في الليل"، تقول كلمات الأغنية:
"المناظر في منطقة سان نيانغ وان جميلة جدا، وخاصة في الليل، المياه صافية رقراقة والسماء زرقاء، أما القمر فيلقي ظلالة على صفحة مياه البحر، وتترامى إلى أسماعنا أغاني طائر النورس، أما الصيادون فتعلو محياهم علامات الرضا وهم يبحرون".
بعد زيارة مدينة دونغ شينغ التي تقطنها قومية جينغ ومنطقة سان نيانغ وان، نتجه إلى الشرق حتى نصل إلى مدينة باي هاي وهي شبه جزيرة محاطة بالبحار، وهي مدينة مناسبة جدا للعيش، فدرجات الحرارة تكاد تكون معدومة في فصل الصيف وتنعدم البرودة القاسية في فصل الشتاء، خلاصة القول إن الطقس هنا معتدل خلال الفصول الأربعة، والهواء هنا منعش ونوعية المياه ممتازة، ولذلك، تعد مدينة باي هاي أكبر مدينة بها نسبة أكسيجين نقي في الصين.
عندما تتنزه على الشاطئ عاري القدمين، تحس أن الرمال هنا لينة وناعمة جدا، حيث تلامي مياه البحر الأقدام في خفة ورقة، كل ذلك يجعلنا نشعر بالراحة، ولذلك، تجذب مدينة باي هاي الكثيرين من السياح من مختلف الدول والمناطق، وفي هذا الصدد، قال السائح الأمريكي جوني لوب:
"إن مدينة باي هاي جميلة جدا جدا، قال صديقي لي: من الضروري أن تزور مدينة باي هاي، ولذلك، فإنني اليوم، أزورها وأراها بأم عيني، أنا معجب جدا بمناظرها البديعة الخلابة."