v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
كلمة " الاستراحة " تعني الراحة الكاملة والخلو من الإحساس بالتعب والاضطراب. والقائد العسكري الحكيم يعرف بوضوح أنه إذا لم يكن جيشه قويا فعليه أن يتجنب المقابلة المباشرة مع العدو وعليه أن يترك جنوده يستريحون جيدا استعدادا لشن هجوم بعد أن يصاب العدو بالتعب أو الملل. وغالبا ما تستخدم هذه الخطة في حرب يقاتل فيها جيش ضعيف وقليل العدد ضد جيش ضخم وينتصر عليه في النهاية.
حدثت في الصين القديمة كثير من المعارك التي استخدمت فيها هذه الخطة. منها إحدى المعارك في عهد الممالك الثلاث الذي يرجع تاريخه الى حوالى ألف وسبعمائة سنة. وإندلعت هذه المعركة بين مملكة وو ومملكة شو. وكان في مملكة شو قائد عسكري مشهور إسمه قوآن يوي إنه قد حقق انتصارات عسكرية عديدة. لذلك يحبه الملك وتآخى معه. إلا أنه قُتل على يد ملك وو. فغضب ملك شو غضبا شديدا وقاد بعد ذلك جيشه ليقاتل مملكة وو من أجل الانتقام لأخيه قوان يوي. واحتل جيش مملكة شو منذ بدء الحرب موقعا جغرافيا استراتيجيا صالحا له فحقق انتصارا أوليا في الحرب بينما تعرض جيش ملك وو لخسارة كبيرة. فاختار الملك وو قائدا جديدا لجيشه إسمه لو سون ليقود جنوده لمقاومة الأعداء من أجل تغيير الوضع. وقام لو سون أولا ببحث الوضع في ميدان الحرب، ثم أمر بسحب جيشه من الميدان ليتراجع الى الوراء. فاحتل جيش ملك شو بعد ذلك مساحة كبيرة من أرض مملكة وو الأمر الذي بعثر وفرّق جنود الجيش هنا وهناك فشعروا بتعب وملل بعد معارك عديدة بينما كان جنود جيش لو سون قد استراحوا بشكل جيد. واستمرت هذه الحالة لمدة أكثر من نصف سنة بحيث إنطفأت حماسة جيش ملك شو وضعف نشاطه وارتخت همته. وفي هذا الوقت أصدر لو سون لجنوده أمرا بشن هجوم مفاجئ على الأعداء فقاتلوهم بكل بسالة وشجاعة وانتصروا عليهم في النهاية. واصبحت هذه المعركة خير مثال لتطبيق خطة " جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا ".
لقد أستخدمت هذه الخطة في الحرب الحديثة أيضا. مثلا: أثناء الحرب الأهلية الصينية الثانية التي استمرت منذ عام 1927 الى عام 1937 كان الجيش الأحمر بقيادة الحزب الشيوعي الصيني جيشا ضعيفا ومتخلفا مقارنة لجيش جيانغ كاي شنغ سواء من ناحية عدد الجنود أو الأسلحة. ولكن قائد الجيش الاحمر ماو تسي دونغ وضع استراتيجية حربية صحيحة ليستخدمها الجيش الأحمر في حرب العصابات ضد جيش جيانغ كاي شنغ. وتتمثل هذه الاستراتيجية في أنه إذا تقدم العدو نتراجع، وإذا استقر في مكان نزعجه، وإذا تعب نهاجمه، وإذا تراجع فسنطارده ونهاجمه. وباستخدام هذه الخطة الحربية المرنة اضافة الى استغلال التضاريس الجغرافية الملائمة، شن الجيش الأحمر هجمات عديدة ضد جيش جيانغ كاي شنغ وإنتصر عليه مرات عديدة. لذلك يمكن القول إن الإستراتيجية الرئيسية لحرب العصابات أو أثناء المنافسة بين طرف ضعيف ومنافس قوي هى بالذات خطة " جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا ليقاتله وينتصر عليه.
مبدأ خطة" جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا معناه البحث عن الميزة المتفوقة الذاتية لإنتهاز الفرصة المناسبة واستغلالها لشن هجوم على العدو أو المنافس. وخلال تطبيق هذه الخطة يجب ألا تترك زمام المبادرة للعدو أو المنافس بل عليك أن تتمسك به جيدا. أما معنى" الانتطار " في هذه الخطة فهو ليس إنتظارا سلبيا. بل السعى للبحث عن الفرصة السانحة اثناء المعركة أو المنافسة.
من السهل أن نفهم خطة "جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا" إلا أن تطبيقها واستخدامها على أرض الواقع أمر صعب نسبيا. لأننا عندما نستريح ونبحث عن الفرصة استعدادا لمواجهة العدو او المنافس فقد يستريح العدو أو المنافس أو يبحث عن الفرصة أيضا. لذلك يجب علينا أن نضع الخطة في وقت مبكر ونجعلها في شكل أكمل وأفضل كي نحصل على زمام المبادرة أولا. وجدير بالذكر أن هذه الخطة تستخدم حاليا أكثر فأكثر في قطاعات التجارة والاعمال الاقتصادية المختلفة. هنا نقول إن المنافس القوي يجب أن يتمتع بالقدرة العالية على الصبر ولا يُخدع بسبب بريق المال أو أية إغراءات أخرى بل يجب عليه أن يكون على درجة عالية من اليقطة من أجل الحصول على الفرصة السانحة للإنتصار على منافسه.