v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
من المعروف أن بكين هي عاصمة الصين ومدينة كبيرة ومزدحمة، يعيش فيها أكثر من عشرة ملايين نسمة من المقيمين الدائمين . إذن ، أين الأماكن الهادئة في المدينة التي يمكن للناس أن يجدوا فيها مكانا للراحة من إنشغالاتهم اليومية وأن يقضوا فيها أوقات فراغهم ؟ ومعبد دا جوي القديم بغربي بكين هو أحد هذه الأماكن التي نتوجه الآن إليه لإستطلاعه ميدانيا .
يقع مبعد دا جوي في جبل يانغ تاي غربي بكين ، ويمكن أن يصل الزوار إليه بعد عشرين دقيقة بالسيارة من حديقة القصر الصيفي الامبراطوري الشهير. بدأ بناؤ معبد دا جوي منذ عام 1068 أي في عهد أسرة لياو الملكية الصينية ، وكان يسمى " معبد تشينغ شوي يوان" لتواجد منبع عذب فيه . نتجول فيه ونرى في كل مكان الآثار التاريخية القديمة، منها النصب الحجرية المكتوبة لعهد أسرة لياو الملكية الصينية والبنايات التقليدية المتميزة بالأساليب المعمارية الواضحة لأسرة مينغ الملكية والخطوط المكتوبة القديمة على أيدي أباطرة أسرة تشينغ الملكية الصينية الأخيرة وغيرها . عرفنا الراهب الكبير بالمعبد بالأحوال قائلا :
" بني هذا المعبد في مواجهة الشرق بغية رؤية أول ضوء من الشمس كل صباح ، لكي يجلب للناس الأمل والتفاؤل . وهذا يختلف عن البنايات الصينية التقليدية الأخرى التي بني معظمها عادة في مواجهة الجنوب ، وهذا يجسد تعددية الثقافة الصينية القديمة ."
بني مبعد دا جوي على منحدرات الجبل ، وتترتب بناياته من الشرق إلى الغرب بإنتظام ، وتم ترميم بعضها وإعادة بنائها في أسرة تشينغ الملكية الصينية ، وتبدو القاعات والقصور ببساطة وعظمة وبتشكيل دقيق صارم . وفي خلف المعبد توجد حديقة جبلية جميلة . يتمتع معبد دا جوي بالبيئة الطبيعية الهادئة وتحيطه الجبال من الجوانب الثلاثة ، وأمامه أفق واسع بعيد وخلفه سلسلة من الجبال المتماسكة. قال لنا الراهب الكبير والمستشار العام للمعالم البوذية بمعبد دا جوي :
"لا يعبر معبد دا جوي عن تاريخ أسرة لياو الملكية الصينية منذ بنائه فحسب، بل يعكس تحولات تاريخية في مراحل أسرتي مينغ وتشينغ الصينيتين القديمتين وحتى قبل تحرير البلاد وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وبصفته أحفورة ثقافية حية مازال معبد دا جوي مفعما بالحيوية النشيطة، ويحافظ على روحه القوية باستمرار مثل أزهار شجرة المغنولية القديمة بالمعبد والتي تتفتح كل سنة ."
وكما قال الراهب الكبير إن معبد دا جوي مشهور أيضا بأزهار شجرة المغنولية القديمة، فهي مشهد طبيعي رائع للمعبد ورمزا قديما له . وكلما يحل فصل الربيع يقام في المعبد مهرجان تقليديى للتمتع بأزهار المغنولية الجميلة، ويتوافد عليه بهذه المناسبة الكثير من الزوار والسياح . عرفنا السيد تجاو ين محرر دار يان شان لنشر الكتب ببكين بالأحوال قائلا :
"في معبد دا جوي شجرة المغنولية القديمة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 300 سنة ، وذكر أنها نقلت قديما من جبل لو شان بمقاطعة جيانغشي على يد مشرف المعبد القديم . وكلما يحل فصل الربيع ، تتفتح أزهارها بنشاط وبراعة رغم أن قامة الشجرة غير عالية ، وتفوح منها الرائحة العطرة الزكية التي تنتشر في كل أرجاء المعبد ، مما أثار ومازال يثير أنظار الزوار إليها منذ الزمان ، وحتى أن بعض الأدباء القدماء كتبوا وغنوا تحت هذه الشجرة الأشعار الجميلة والقصائد الرائعة مدحا لها ."
وبين الأشجار القديمة بالمعبد أيضا هناك شجرة معبدية قديمة عالية، قد وصل عمرها إلى حوالي ألف سنة، وقامتها غليظة حتى أن ستة أشخاص لا يستطيعون تطويقها بأذرعهم المتصلة . وبسبب أن إرتكاز معبد دا جوي يقع في وسط الجبل فإن المناظر الطبيعية به خلابة ومتغيرة ومختلفة خلال الفصول الأربعة ، وكان يزوره دائما الشخصيات والمثقفون القدماء للإجتماع هنا وكتابة الأشعار وتلاوتها تحت ظلال الأشجار المعبدية القديمة . لذلك، توجد في المعبد الكتابات والنصوص القديمة معروضة هناك ليتمتع الناس بها ويدرسونها . قال السائح للمراسل:
" أحب هذا المعبد كثيرا بسبب جماله وهدوئه ومحتوياته الثقافية . أزوره عدة مرات كل سنة للإستجمام وإستنشاق الهواء النقي وإرتخاء العقل والجسم من الانشغالات اليومية ."
كلامه صحيح ، يجب أن نرمي أنفسنا إلى الطبيعة دائما للتخلص من التعب والقلق
والملل والحزن وجميع المشاعر السلبية . أما معبد دا جوي فهو مكان جميل يستحق القدوم والتعرف عليه. *