روابط

العلوم والتكنولوجيا تجعلان أولمبياد بكين أكثر روعة

   2008-07-03 16:36:26    cri

في تاريخ الدورات الأولمبية الحديثة، تعتبر كل دورة انعكاسا لأحدث الإنجازات العلمية والتكنولوجية في يومها، وشأن ذلك شأن أولمبياد بكين أيضا الذي سبق له أن اتخذ من "الأولمبياد العلمي والتكنولوجي" كأحد مفاهيم استضافته، بل يمكن القول إن هذه الدورة ستكون أكثر روعة بفضل الاستخدام الواسع لأحدث الإنجازات العلمية والتكنولوجية في مختلف المجالات، مثل مجالات بناء الملاعب والأستادات الرياضية ونشر المعلومات والنقل والمواصلات وغيرها.

يذكر أن بكين أكملت بناء ما إجماليه 12 ملعبا وأستادا رياضيا جديدا خصيصا لاستضافة الدورة ال29 للألعاب الأولمبية، حيث استخدمت عددا كبيرا من الإنجازات العلمية والتكنولوجية أثناء عملية بنائها، الأمر الذي يجسد مفهوم "الأولمبياد العلمي والتكنولوجي" بصورة مستفيضة.

لنأخذ مثلا الأستاد الوطني المسمى بـ"عش الطائر"، حيث تبلغ المسافة الممتدة لعارضة واحدة تستخدم لبناء هيكله الحديدي العام قرابة 340 مترا ، وطولها يصل إلى 68 مترا، وتزن 42 ألف طن، إلا أنها لم تستخدم عمودا داخليا واحدا لإسنادها، بل تم تحقيق تحمل وزنها الكبير فقط عبر هيكله الشبكي المتميز وقطع غياره المركبة، وفي هذا الصدد، ذكر السيد لي جيو لينغ المسؤول عن مشروع بناء الأستاد أن إنجاز هذا المشروع يعود فضله بصورة رئيسية إلى استخدام مواد حديدية من نوع Q460E تصنع محليا والتي كانت قد لعبت دورا حاسما في إنجاز هذا المشروع، مشيرا إلى أن متانة هذا النوع من المواد الحديدية تصل إلى ضعفي نظيراتها الاعتيادية، ويمكن لميليمتر مربع واحد من معدل مساحتها تحمل 46 كيلوغراما ، وأكد السيد لي جيو لينغ قائلا:

"حتى الآن، المواد الحديدية من نوع Q460E التي استخدمناها في بناء المشروع مؤهلة تماما لمواصفاتها المطلوبة."

وإلى جانب التصميم العام، تتضمن التصميمات التفصيلية للمشروع عددا كبيرا من الإنجازات التكنولوجية أيضا، مثل جهاز العرض العالي الجودة المركب داخل غرفة التحكم الأولمبي المركزي والذي يستخدم تكنولوجيا الليزر المتقدمة للعرض، وذكر السيد وانغ يو المسؤول في الأكاديمية الصينية للإضاءة والكهرباء والتي قامت بدراسة وتطوير تلك التكنولوجيا – ذكر أنه مقارنة مع الأجهزة التلفزيونية التقليدية، تعد الصور الملونة التي يتم عرضها من خلال تكنولوجيا الليزر أكثر قربا إلى الواقع، وتستهلك عملية عرض الصور بواسطتها ربع إجمالي الطاقة التي تستهلكها الأجهزة التلفزيونية التقليدية، وأضاف السيد وانغ قائلا:

"حاليا، الجيل الثالث من أجهزة العرض ( أي أجهزة العرض الرقمية ) لا تستطيع نقل إلا 30% فقط من الألوان التي يمكن للإنسان رؤيتها، ومع تطبيق هذا النوع من مصدر الإضاءة في مجال تكنولوجيا العرض، يمكن للإنسان رؤية الأغلبية العظمى من الألوان الحقيقية عبر أجهزة العرض في المستقبل."

ولنأخذ مثلا آخر بشأن الأستاد الرياضي الوطني المذكور آنفا والذي يستوعب أكثر من تسعين ألف متفرج، حيث قام العلماء والتقنيون بإجراء العديد من الاختبارات التحليلية الألكترونية حول تيارات الهواء ودرجات الحرارة داخله، بغية تهيئة ظروف ملائمة للمتفرجين، وتم من خلالها حساب درجات الحرارة وسرعة الهواء التي يحس بها المتفرجون في مختلف أماكن الاستاد، وفي هذا الصدد، أكد نائب مدير عام شركة الاستاد الرياضي الوطني المحدودة السيد تشانغ هينغ لي أنه يمكن للمتفرجين التمتع بالإضاءة الطبيعية والهواء الطلق والإحساس براحة كبيرة سواء أ كانوا يجلسون في المدرجات العلوية أو السفلية وسواء في المقاعد الاعتيادية أو في مقصورة كبار الشخصيات، حيث قال:

"لكونه أستادا مكشوفا، قمنا باختبارات الكترونية وهمية بصورة مستفيضة حول مدى ارتياح المتفرجين عندما يجلسون في مدرجاته لمشاهدة الألعاب الأولمبية في فصل الصيف الذي يقام فيه أولمبياد بكين، وحصلنا من خلالها على معطيات معنية مثالية بالنسبة لراحة الإنسان."

وإضافة إلى ذلك، اهتم المتخصصون العلميون والتقنيون في عملية بناء الملاعب والاستادات الرياضية الخاصة بأولمبياد بكين – اهتموا أيضا بتحقيق حماية البيئة والاقتصاد في الطاقة بواسطة استخدام مواد وتقنيات جديدة، مثلا، الجدران الزجاجية الممتصة لطاقة الشمس التي تم تطويرها وصنعها محليا وتركيبها على عدد من الجدران الخارجية الخاصة بالملاعب والاستادات الأولمبية وبإمكانيتها توفير الكهرباء النظيفة لتلك الملاعب والاستادات، كما تم تركيب منظومة عالية الجودة لجمع وإعادة استغلال مياه الأمطار في 15 ملعبا واستادا أولمبية، واستخدام مواد تسقيف في هذه الملاعب والاستادات يمكن انسياب المياه من خلالها بسهولة، الأمر الذي يجعلها تستطيع جمع مياه أمطار يبلغ حجمها مليون متر مربع سنويا.

وذكر أن هدف الأولمبياد العلمي والتكنولوجي يشمل أيضا توفير 500 سيارة للنقل والمواصلات تعمل بالطاقة الجديدة أثناء فترة إقامة الأولمبياد لتكون المواصلات في المناطق الأولمبية المركزية خالية من العوادم، إضافة إلى وصول نسبة الطاقة النظيفة إلى 26% من إجمالي الطاقة المستهلكة الخاصة بالملاعب والاستادات الأولمبية ومعالجة مياه الصرف وإعادة استغلالها في هذه الملاعب والاستادات بنسبة 100% وغيرها.

وجاء في إحصاء أنه حتى أغسطس من العام الماضي، رصدت الصين على التوالي أكثر من 6 مليارات يوان صيني للتغلب على العقبات العلمية والتكنولوجية التي تعترض استضافة الأولمبياد، وإلى جانب مشاريع بناء الملاعب والاستادات الأولمبية، ظهرت الإنجازات العلمية والتكنولوجية أيضا في كافة المجالات المتعلقة بهذا الحدث الرياضي الضخم، مثل مجالات المواصلات والنقل والأمن ونشرالمعلومات وغيرها.

وعلم أنه سيتم تعميم استخدام أجهزة الملاحة للسيارات على نطاق واسع داخل المدينة يمكنها تلقي المعلومات الفورية للنقل والمواصلات، ويمكن لأصحاب السيارات تلقي المعلومات الفورية للنقل والمواصلات في مناطق داخل الطريق الدائري الخامس للمدينة، وفي هذا الصدد، قال رئيس مركز المعلومات للنقل والمواصلات في البلدية:

"إذا تم تركيب أجهزة الملاحة للسيارات والتي يمكنها تلقي المعلومات الفورية للمواصلات، فسيساعد ذلك على المعرفة الفورية التغيرات التي تطرأ على أحوال المرور أمام أصحاب السيارات وحولها، وسيتم تجديد معلومات تلك الأحوال كل خمس دقائق."

هذا ومن أجل ضمان إقامة الألعاب الأولمبية بصورة فعالة وسلسة وآمنة، تم استخدام أحدث التكنولوجيا المتقدمة لضمان أمن الملاعب والأستادات الأولمبية، وفي هذا الصدد، قال السيد يانغ يي تسون رئيس إدارة التكنولوجيا التابعة للجنة المنظمة لأولمبياد بكين:

"تتجسد التكنولوجيا الجديدة التي استخدمت في مجال ضمان أمن الأولمبياد – تتجسد بصورة رئيسية في استخدام تكنولوجيا متقدمة وموثوق بها وفعلية لتمييز الصور، وتستخدم هذه التكنولوجيا بشكل رئيسي في الملاعب والاستادات الرئيسية مثل الاستاد الوطني الذي سيستضيف مراسم افتتاح الأولمبياد واختتامه، ويهدف ذلك إلى زيادة وظيفة مكافحة التزييف إضافة إلى توفير خدمات رائعة للمتفرجين من حيث سرعة دخولهم لتلك الملاعب والأستادات وتجنب الزحام وغيرها."

تجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا تمييز الصور التي ذكرها قبل قليل السيد يانغ تدعى أيضا بـ"تكنولوجيا تمييز الوجوه البشرية"، وباعتبارها نوعا من تكنولوجيا التمييز الأحيائية، تتميز هذه التكنولوجيا باستقراريتها وقدرتها الفائقة على التمييز في المجال الأمني مقارنة مع تكنولوجيا تمييز البصمات، ويمكن للمنظومة الأمنية المجهزة بهذه التكنولوجيا الحصول على الملامح التفصيلية الخاصة بوجه متفرج يمر بباب تفتيش تحت سيطرة المنظومة في غضون واحد في المائة من الثانية، بما في ذلك التأكد من هويته الصحيحة، علما بأنه خلال فترة إقامة أولمبياد بكين، ستدخل معلومات حول مليار شخص سيدخلون الملاعب والأستادات الأولمبية إلى بنك المعلومات الخاصة بتلك المنظومة.

وزد على ذلك، أكد وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني وانغ قانغ أن تلك الإنجازات العلمية والتكنولوجية لا تستخدم فقط لإقامة الأولمبياد فحسب، بل سيتم تعميمها بعد اختتام الاولمبياد على نطاق أوسع، مما يجعل التكنولجيا في متناول عامة الناس في حياتهم اليومية وتخدم التنمية الاقتصادية، حيث قال:

"بعد اختتام الأولمبياد، سيتم تعميم استخدام السيارات المزودة بالوقود المختلط وغيرها من الطاقة النظيفة في أكثر المدن الصينية، كما ستستخدم تكنولوجيا إعادة استغلال المياه المستخدمة ومعالجة مياه الصرف في بناء الأحياء السكنية لخدمة الاقتصاد في المياه فيها، أما نظام (TD-SCDMA) وهو معيار للجيل الثالث من تكنولوجيا الاتصالات المحمولة طرحته الصين، فستجري اختبارات خاصة لتطبيقها في عموم البلاد بعد تطبيقها على نطاق واسع أثناء إقامة أولمبياد بكين.

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China