خمس دول نامية ومنها الصين والهند تدعو إلى تنسيق التعاون بينها لمواجهة التحديات العالمية

عقد زعماء الدول الخمس وهى الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا والمكسيك الذين دعوا إلى المشاركة في اجتماع حواري لزعماء الدول النامية أقيم على هامش قمة مجموعة الثماني عقدوا أمس الثلاثاء بمدينة سابورو اليابانية لقاءا جماعيا صدر بعده بيان جاء فيه أن ضمان التنمية المستدامة لاقتصاد مختلف الدول هو من التحديات التي تواجه العالم كله ويجب على كافة الدول تنسيق التعاون بينها لتحقيق التنمية التي تناسب مختلف وتحمل المسؤوليات المشتركة من خلال التعاون الدولي.

هذا وقد بدأ اللقاء في الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس الثلاثاء تقريبا واستمر حوالي ساعتين برئاسة الرئيس المكسيكي كالديرون. وفي لقاء بالصحفيين امتدح الرئيس المكسيكل اللقاء والنتائج التي تحققت فيه قائلا إن المشاركين قد بحثوا القضايا التى تؤثر على حياة المواطنين في دول العالم خاصة في الدول النامية ومنها ارتفاع أسعار الغذاء وتغير المناخ. واتفقوا في الأراء مؤكدين أن البشرية تمر حاليا بمرحلة حاسمة. فالأوضاع المالية المضطربة والارتفاع السريع في أسعار الغذاء ومشكلة الطاقة وتغير المناخ كل هذه زادت من تعقد الأوضاع الدولية لهذا يجب على مختلف الدول اتخاذ كافة الاجراءات لمواجهة هذا الأمور والتنسيق فيما بينها.

ولمواجهة الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية والمتردية دعت هذه الدول الخمس إلى إقامة نظام تجاري دولي عادل وشفاف ومنع الحمائية التجارية وإتمام مفاوضات الدوحة في أسرع وقت ممكن مؤكدة على ضرورة قيام بعض الدول بهدم الحواجز التجارية التي تؤثر سلبا على تطوير الدول النامية وتقليل دعمها لمنتجاتها الزراعية بشكل كبير.

وبخصوص الأمن الغذائي العالمي دعا البيان المجتمع الدولي إلى تبني أساليب جديدة مناسبة لإنتاج الغذاء وتوزيعه وإقامة نظام تجاري معقول وعادل لتجارة المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية وتوفير الظروف الدولية الصالحة للأمن الغذائي. وأكدت الدول الخمس في البيان ضرورة ألا يؤثر إنتاج الوقوج الأحيائي الأمن الغذائي بمعنى أن هذا الأسلوب الجديد في استخلاص الوقود الأحيائي يجب أن يصب لصالح التنمية المستدامة ويرفع مستوى معيشة الشعوب لا الإضرار بها.

وعن قضية تغير المناخ وعدت الدول الخمس باتخاذ جميع الاجراءات المناسبة والمعقولة لتقليل الانبعاثات من أجل ضمان التنمية المستدامة. وحثت المجتمع الدولي على مواجهة التحديات الناتجة عن تغير المناخ من خلال التعاون الطويل وحسب معاهدة تغير المناخ للأمم المتحدة وبرتوكول كيودو ومبادئ المسؤوليات المختلفة والمتباينة.

يصادف هذا العام عام المراجعة لأهداف الألفية في المرحلة الوسطية. ودعت الدول الخمس في البيان بالاجماع المجتمع الدولي إلى التعاون يدا بيد لحماية الاستقرار المالي داعية الدول المتطورة إلى الالتزام بوعودها لتحقيق أهداف الألفية.

وذكر الرئيس الصيني هو جين تاو في كلمته أن الدول النامية هى قوة مهمة لحماية السلم العالمي ودفع التنمية المشتركة. لذلك فإن تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول الخمس وهى الدول المهمة في صفوف الدول النامية لا يصب لصالح تنميتها فحسب بل يصب لصالح التعاون بين الجنوب والجنوب ودفع الحوار بين الجنوب والشمال. لذلك اقترح الرئيس الصيني تعزيز الاتصال والتنسيق بين الدول الخمس لمواجهة اهتزاز الأوضاع الاقتصادية العالمية وتقديم المساهمات من أجل التنمية الاقتصادية العالمية.

وعن الأمن الغذائي قال الرئيس الصيني إن إرجاع سبب ارتفاع أسعار الغذاء العالمي إلى تسارع عجلة التنمية في بعض الدول النامية الكبيرة أمر غير عقلاني للغاية. فلا يمكن ضمان الأمن الغذائي إلا من خلال التعاون الدولي واتخاذ الاجراءات الشاملة مضيفا أن الدول الخمس بصفتها دولا كبرى في انتاج الحبوب واستهلاكها عليها دفع المجتمع الدولي لبذل الجهود المشتركة من أجل ضمان الأمن الغذائي. وأكد الرئيس الصيني أن الصين عازمة على تقديم كافة المساعدات للدول النامية الأخرى مشاركة لها في خبرات التنمية الزراعية في إطار التعاون بين الجنوب والجنوب.