مدينة أروموشي -- المدينة المميزة بالملامح القومية الواضحة بغربي الصين .

مدينة أروموشي مدينة جميلة، هي ليست حاضرة منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور التي تعد أكبر منطقة مساحة في الصين فحسب، بل هي بوابة مفتوحة للخارج بغربي الصين بسبب موقعها الجغرافي الهام في آسيا . لذلك ، ظلت تحتل مكانة هامة منذ قديم الزمان .

قبل أيام، وصلت شعلة أولمبياد بكين إلى مدينة أروموشي ، وتلقت ترحيبا حارا من أهالي القوميات المختلفة . وبسبب أن منطقة شينجيانغ منطقة مأهولة بالأقليات القومية المتعددة ، فإن نشاط تتابع شعلة الأولمبياد بمدينة أروموشي يمثل الملامح القومية الواضحة. وأقيمت المراسم في ميدان الشعب المشهور بالمدينة ، حيث حشدت بإنتظام ثماني مجموعات من ممثلي الأقليات القومية الثماني الكبرى، وهم في الأزياء القومية الجميلة المتنوعة وكانوا يرقصون ويغنون لإضافة جو الفرحة والغبطة ميدانيا وتعبيرا عن وحدة وإنسجام الأقليات القومية المتعددة . وقبل بدء التتابع ، وقف الجميع دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعة سيتشوان في مايو الماضي.

كانت مسافة خط التتابع بمدينة أروموشي حوالي 13 كيلومترا بمشاركة 208 أشخاص حملوا الشعلة ، وكثير منهم من الأقليات القومية بالمنطقة. وبدأ التتابع في ميدان الشعب ثم إنتهى في مركز الألعاب الرياضية لمنطقة شينجيانغ . وكان إطلاق أكثر من ألف حمامة خلال رحلة تتابع الشعلة لتحلق في أجواء السماء الزرقاء رمزا للسلام والصداقة والبركة . وكان أول حاملي الشعلة هو المدرب الرياضي الويغوري للملاكمة السيد عبد المجيد والمعروف لدى المحليين ب " البطل الملاكم الصيني" . وأخبر المراسل أنه متأثر جدا لحمله شعلة أولمبياد بكين، وهذا الشرف الكبير سيشجعه دائما في عمل التدريب لإسهامه في القضية الرياضية الصينية.

عرفت مدينة أروموشي ب " لؤلؤة لامعة في غرب الصين " ، ويحتل إجمالي مساحتها 14000 كيلومتر مربع، ويعيش فيها حاليا أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف نسمة من الأقليات القومية المختلفة البالغ عددها 13 أقلية قومية، منها قومية هان وقومية الويغور وقومية القازاق وقومية هوي وقومية منغوليا وغيرها . إن مناظرها الطبيعية رائعة جدا بفضل تواجد القمم الجبلية المغطاة بالثلج طوال السنة وغابات الأشجار الكثيفة والمروج الخضراء الواسعة حولها ، مما يوفر الملامح السياحية الخلابة المتنوعة . ومن أجل دفع تطوير قطاع السياحة المحلي، تقيم مدينة أروموشي خلال السنوات الأخيرة أنواعا من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والسياحية المتمثلة بالخصائص الشعبية والقومية لجذب المزيد من الزوار والسياح .

ميدان الشعب في مدينة أوروموشي هو مكان خاص ومحترم من الجماهير الغفيرة، لأنه سجل صفحة تاريخية حازمة لتحرير منطقة شينجيانغ سلميا قبل خمسين سنة . وبني فيه النصب التذكاري العالي لذكرى دخول جيش التحرير الشعبي الصيني إلى منطقة شينجيانغ تمجيدا لمآثر جنود الجيش الشعبي في تحرير وبناء شينجيانغ . تحتل مساحة ميدان الشعب حاليا أربعين ألف كيلومتر ، وتحيطه الأشجار الخضراء وبساتين الأزهار والأعشاب، وظل مركزا لإقامة الإحتفالات والمراسيم الهامة والإجتماعات العامة للمنطقة والمدينة . وفي الوقت نفسه، إنه ميدان يرتاده المواطنون دائما للراحة وممارسة التمارين البدنية والمشاركة في المهرجانات الفنية والأنشطة الشعبية المختلفة.

وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع مدينة أروموشي بالموارد الطبيعية الوفيرة، حيث تحيطها حقول البترول الأربعة المشهورة في الصين، والثلوج الدائمة المغطاة على جبل تيان شان التي أطلق عليها المحليون " مخزن المياه الجامدة الطبيعي" وبمنطقتها أكبر معمل توليد طاقة الكهرباء بقوة الرياح في آسيا وحزام الفحم الطبيعي الضخم الذي يبلغ إحتياطيه فوق عشرة مليارات طن، ويسميه الناس "سفينة الفخم في بحر البترول " وغيرها.

تمتاز مدينة أروموشي بتفوق كبير أيضا في مجال النقل والمواصلات ، إذ أنها محور النقل البري الهام بغرب الصين لربط مناطق الآسيا الوسطى وحتى أوروبا . ويعد مطار أروموشي الدولي أحد المطارات الدولية الخمسة الكبيرة في الصين كأبواب مفتوحة للخارج مباشرة ، وتتجه منه رحلات الطيران الجوية المباشرة نحو مدينة ألماآتا عاصمة قازقستان ومدينة بيشكيك عاصمة قرغيزستان ومدينة إسلام آباد عاصمة باكستان وموسكو وغيرها من المدن الدولية إضافة إلى المدن الصينية الكبرى . ومع النمو الإقتصادي المحلي السريع خلال السنوات الأخيرة، أصبحت أروموشي من المدن الصينية ذات أكثر نشاط وحيوية في التطور. ومن الأفضل أن تزورها في الفترة من يونيو إلى أكتوبر إذا قمت برحلة السياحة إلى منطقة شينجيانغ، لأن في هذه الفترة الطقس المعتدل والمناظر الخلابة والأشجار الخضراء والمروج المعشوشبة والفواكه الناضجة، ويمكن أن ترى كل منظر جميل صورة رائعة أينما تذهب .