v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
يصادف العاشر من سبتمبر من كل عام عيد المعلم الصيني، ومن المعروف أن التعليم أشرف وأنبل قضية للبشرية، والتعليم يعد أشرف مهنة في العالم، والهدف وراء إقامة هذا العيد هو تهيئة بيئة اجتماعية عامة لاحترام المعلمين والاهتمام بقضية التعليم، في حلقتنا اليوم، سوف ندعوكم إلى الاقتراب من عدد من المعلمين الصينيين الذين يجتهدون وراء منبرهم، ومع أن اختصاصاتهم التعليمية مختلفة، إلا أن هدفهم واحد، ألا وهو تربية الأكفاء.
ومع حلول عيد المعلم الصيني كل عام، تبدأ أعمال تسجيل الطلاب الجامعيين الجدد في مختلف الجامعات والمعاهد الصينية، وبهذه المناسبة، كتب البروفيسور تشانغ قوانغ دوه في كلية الهندسة المدنية التابعة لجامعة تشينغهوا - أشهر الجامعات الصينية والحاصل على عضوية كل من أكاديمية العلوم الصينية وأكاديمية الهندسة الصينية، كتب هذا العام كلمة تشجيعية لطلابه الجدد، قال فيها "الدراسة بجد، والسعي للكفاءة ، للإسهام في قضية الهندسة المدنية في البلاد".
تجدر الإشارة إلى أن البروفيسور تشانغ قوانغ دوه باعتباره متخصصا مشهورا في مجال الهندسة المدنية الصينية كان قد قدم مساهمات عظيمة في تخطيط وتصميم المشاريع المائية الضخمة فوق النهرين الرئيسيين الصينيين أي نهر اليانغتسي والنهر الأصفر، إلا أنه ما انفك يمارس مهامه التدريسية بجد واجتهاد على الدوام في الوقت الذي يتحمل فيه مختلف المهام البحثية والعلمية الشاقة، حيث بدأ في خمسينات القرن الماضي إلقاء أول محاضرة داخل الصين في مجال هياكل الهندسة المائية، وتأليف أول كتاب تدريسي في هذا المجال باللغة الصينية، وأشرف على الدفعة الأولى من الطلاب المحليين لنيل شهادة الماجستير في هذا المجال، أما اليوم، فلا يزال البروفيسور تشانغ قوانغ دوه البالغ من العمر 95 عاما مثابرا على إعادة تأليف كتابه المتخصص بعنوان// بنايات الهندسة المائية// والذي يعتبره مساهمة أخرى يقدمها من أجل قضية التعليم في مجال الهندسة المائية الصينية، علما بأنه يستخدم الآن عدسة مبكرة للتغلب على ضعف بصره أثناء عمله، ويرى البروفيسور تشانغ قوانغ دوه أنه يجب على المعلمين أن يواكبوا على الدوام تطور العلوم الأكاديمية، حيث
"في يدك كتاب، وتدرس به على الدوام، وهذا يعني أنك محترف، ولست معلما، لذا، يجب على المعلمين أن يتطوروا لمواكبة تطور العلوم والتكنولوجيا."
وخلال محاضراته الاختصاصية في مجال الهندسة المائية، لا يهتم البروفيسور تشانغ قوانغ دوه بصحة نظرياته وسلامة تعبيراته فحسب، بل يؤكد دائما على أهمية تطبيق النظريات بمختلف أشكالها والاستفادة من الخبرات المستخلصة من المشاريع القائمة، وبعد مرور أربعين سنة من حياته التعليمية، تجاوز عدد طلابه 5 آلاف طالب والذين أصبح الكثير منهم اختصاصيين في أوساط الهندسة المائية والكهرومائية الصينية.
وإذا أخذنا البروفيسور تشانغ قوانغ دوه كمثال للمعلمين الصينيين الذين يتحملون مهمة إعداد الاختصاصيين الصينيين، فإن المدرس لي يوان تسانغ هو أحق من غيره بأن يكون مثالا آخر لنا في تقديم مساهمات عظيمة من أجل دفع تطور التعليم في أرياف البلاد، علما بأنه قد زار خلال فترة عمله في مقاطعة جيلين بشمال شرقي البلاد والتي استمرت أكثر من 40 عاما، زار جميع المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في المقاطعة البالغ عددها أكثر من 200 مدرسة، وأسس 42 قاعدة تدريبية خاصة بالمعلمين العاملين في أرياف المقاطعة.
هذا وقد بدأ المدرس لي يوان تسانغ حياته التعليمية في عام 1985 كمدرس للغة الصينية في إحدى المدارس الإعدادية في مدينة يوشو بمقاطعة جيلين، ومنذ ذلك الحين، بدأ هذا المدرس بإجراء إصلاحات تجريبية في تعليم اللغة الصينية في المدارس الريفية، حيث شجع طلابه على الخروج من حجرة درسهم والمشاركة في النشاطات الاجتماعية التطبيقية بعد انتهاء دروسهم في المدرسة، وملاحظة العالم بأنفسهم، والتأمل في القضايا بشكل مستقل، ثم كتابة مقالات ذات مزايا شخصية واضحة، تجدر الإشارة إلى أن أسلوبه التعليمي هذا كان قد حقق نتائج مثمرة جدا، وعلق على ذلك أحد طلاب المدرس السيد ين تساو دونغ قائلا:
"ما تعلمنا منه لا يقتصر على المعرفة، بل هو نوع من القدرة والأسلوب للحصول على المعرفة ودراستها بشكل نستفيد منهما طوال حياتنا."
إضافة إلى أعماله التعليمية، تحمل المدرس لي يوان تسانغ مسؤولية التحقيق في وضع التعليم الريفي في المقاطعة، وطرح بعد أكثر من 6 سنوات من التحقيقات وجمع المعلومات المعنية من 80% من المدارس الريفية في المقاطعة، طرح المدرس لي يوان تسانغ فكرة إنشاء مدارس قاعدية ريفية تجمع المعلمين العاملين في كافة المدارس الريفية بالمقاطعة لإعداد محاضراتهم بشكل مشترك والاستفادة من خبرات بعضهم البعض والتباحث فيما بينهم، وحتى الآن، أنشئت في المقاطعة 42 مدرسة قاعدية ريفية تقدم مساهمات كبيرة في رفع المستوى التعليمي للمعلمين العاملين في أرياف المقاطعة، وفي هذا الصدد، أكد المدرس لي يوان تسانغ أنه والكثير من المعلمين العاملين في الأرياف يسعون وراء هدف مشترك يتمثل في تطوير التعليم الريفي في البلاد، حيث قال:
"هناك قوة روحية توطد العلاقات بين جميع المعلمين العاملين في الأرياف، وتتمثل في تحسين مستوى التعليم الريفي لإرساء قاعدة متينة لتقدم أمتنا."
(صوت المعلمة ليو تشينغ هوا أثناء إحدى محاضراتها لتعليم الأطفال الصم كيفية النطق)
تمارس المعلمة ليو تشينغ هوا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة داليان بشمال شرقي الصين، واستمعتم قبل قليل إلى مقطع مسجل لإحدى محاضراتها التي كانت تعلم فيها طفل أصم وتلميذا جديدا يدعى شينغ تساو كيفية النطق. هذا وتبدأ المعلمة ليو تشينغ هوا يومها التدريسي المزدحم بالوصول إلى المدرسة في الساعة الخامسة من فجر كل يوم، حيث تعلم تلاميذها أولا كيفية ارتداء ملابسهم وترتيب أسرتهم بأنفسهم، ومن أجل تعليم هؤلاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة النطق بشكل سليم وصحيح، غالبا ما تضع أصابعهم في فمها ليتعرفوا على الحركة السليمة للسانهم ويحسوا بالاتجاهات الهوائية الصحيحة أثناء نطقهم. وقالت المعلمة ليو تشينغ هوا:
"أشعر بسعادة بالغة عندما ينطق طفل منهم صوتا كاملا، وأرى أنه ثمرة لعملي حينما يعبرون عن ذلك بابتسامة أو حركة صغيرة أو لمسة أو جرة يد."
جدير بالذكر أن هناك أكثر من 12 مليون معلم يعملون حاليا في المدارس والجامعات الصينية على مختلف المستويات، إلا أن الفجوة الكبيرة لا تزال قائمة بين الصين والدول المتطورة في مجال عدد المعلمين وكفاءاتهم، وتتخذ الحكومة الصينية حاليا مختلف الإجراءات التشجيعية لدعم تطوير جامعات ومعاهد المعلمين، وبدأت بشكل تجريبي تطبيق نظام تعليمي مجاني في ست جامعات ومعاهد معلمين صينية، كما زار رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو مؤخرا جامعة المعلمين ببكين لإجراء حوار مع أساتذتها وطلابها الجدد الذين بدأوا يتمتعون بتعليم مجاني في الجامعة، حيث قال إن إنجاز عملية التحديث وكسب احترام دولي للبلاد يعتمدان أساسا على تطوير كفاءات مواطنيها، وإن نهوض وانحطاط البلاد يرجعان أيضا إلى نتائج التعليم، أما نوعية التعليم، فتعتمد على كفاءة المعلمين، مؤكدا أن البلاد تولي اهتماما بالغا لقضية إعداد المعلمين باعتبارها اهتماما لمستقبل البلاد والأمة، مشيرا إلى أن البلاد ستوظف في المستقبل المزيد من أموالها لضمان إنجاح تجربة النظام التعليمي المجاني الخاص بطلاب جامعات ومعاهد المعلمين ورفع مستوى التعامل مع المعلمين الصينيين، من جانب آخر، قال ون جيا باو لطلاب الجامعة إنه يجب تهيئة بيئة تتسم باحترام المعلمين والاهتمام بالتعليم داخل المجتمع الصيني، وجعل التعليم مهنة أكثر احتراما وتشجيع المزيد من الشباب الممتازين على مزاولة هذه المهنة طوال حياتهم، وأضاف ون جيا باو قائلا:
"يمكن للمعرفة تغيير حياة الإنسان، وخلق مستقبل جميل ومشرق لكل الناس، وإذا تم ضخ هذا المبدأ في دمائكم خلال دراستكم في جامعة المعلمين، ثم نشره على نطاق المجتمع فيما بعد، فيمكن تحسين ملامح أمتنا بشكل كبير."