v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
تقع مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو غربي الصين في المجرى الأعلى للنهر الأصفر ، إنها مدينة قديمة ممثلة لثقافة النهر الأصفر العريقة للأمة الصينية حيث تحيطها الجبال من الجنوب والشمال ، ويخترقها النهر الأصفر من الشرق إلى الغرب ، ويسميها الناس "المدينة على النهر الأصفر " منذ قديم الزمان . وقبل أيام ، إستقبلت مدينة لانتشو بحماسة كبيرة رحلة تتابع شعلة أولمبياد بكين . وكانت مراسم التتابع تقام في ميدان بجانب جسر لانتشو الحديدى القديم الذي يرجع تاريخه إلى مائة عام حيث رفرفت الأعلام الملونة في كل مكان، وقرعت الطبول والصنوج وعزفت الموسيقى المفرحة مع أهاريج الجموع وتدفق سيول النهر الأصفر، مما شكل صورة مثيرة مشجعة، وجعل الجسر الحديدي القديم يظهر بوجه حيوي جديد .
تم بناء هذا الجسر القديم في عام 1907 ، وهو أول جسر حديدى مبني على النهر الأصفر الذي يمتد طوله أكثر من 5460 كيلومترا. كان سمي بجسر النهر الأصفر بمدينة لانتشو في البداية ، ثم أستبدل بإسم جسر تشونغ شان عام 1942 لإحياء ذكرى السيد صين يات صين الطليع الديمقراطي الصيني العظيم .
كان أول حامل تتابع الشعلة بمدينة لانتشو هو السيد تيان يو البطل الشعبي الجديد المنبثق في نضال مكافحة الزلزال والإنقاذ الذاتي الذي جاء من المنطقة المنكوبة بالزلزال الكبير في جنوب مقاطعة قانسو بإعتبارها منطقة مدمرة أخرى من زلزال المايو بعد منطقة ون تشوان بمقاطعة سيتشوان . وكان لا يراعي أمور عائلته في تلك اللحظة الخطيرة ، وقاد المحليين أولا للإنقاذ الذاتي وإرشادهم لإنسحابهم إلى مكان آمن . وقال للمراسل :
"يشرفنى أن أكون حاملا للشعلة الأولمبية. إن الزلزال يمكن أن يدمر ديارنا ، إلا أنه لن يخمد روحنا في المكافحة والإنقاذ الذاتي وإعادة بناء ديارنا الجديدة. سنعمل بجد وكد بالتضامن مع جميع المواطنين الصينيين كتتابع النار الأولمبي المقدس حتى تحقيق أهدافنا."
وبعد دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلزال المدمر في مايو الماضي ، بدأ تتابع الشعلة حيث مر بمجموعة التماثيل المنقوشة المنتصبة على ضفة النهر الأصفر الجنوبية، وهي تعتبر أجمل مجموعات التماثيل المنقوشة التي تجسد موضوع النهر الأصفر نهر الأم للصين ، ومنها تمثال الأم الحنون الجميلة الذي يرمز إلى النهر الأصفر العظيم ، وفي حضنها مولود سليم وسعيد كأنه أبناء الأمة الصينية .
والنقطة النهائية لتتابع الشعلة هي حديقة معرض النواعير بمدينة لانتشو . علما أن الناعورة عجلة مائية قديمة للري، كانت منتشرة على نطاق واسع على ضفاف النهر الأصفر في قديم الزمان ، مع أنها لا تستخدم حاليا وأصبحت عرضا قديما للذكرى والتمتع فقط ، ولكنها قد مثلت ذكاء وحكمة أسلافنا القدماء في الأزمنة القديمة .
بدأ بناؤ مدينة لانتشو عام 86 قبل الميلاد. وكانت تدعى "المدينة الذهبية" بسبب إكتشاف الذهب خلال بنائها في مراحل البداية حسب ما ذكر في السجلات التاريخية. وفي الحقيقة عاش أسلافنا القدماء في هذه الأرض منذ أكثر من 8000 عام . وهناك قول شائع بين الخبراء والأثريين الصينيين وهو : إذا أردت دراسة التواريخ الصينية خلال ألف سنة ، فيجب عليك أن تبقى في مدينة بكين ، وإذا أردت دراسة التواريخ الصينية على مدى 3000 عام ، فعليك أن تزور مقاطعة شانسي، وإذا أردت التعرف على التواريخ الصينية على مدى 8000 عام ، فلا بد أن تذهب إلى مقاطعة قانسو . وذلك بعبارة أخرى أن ضفاف النهر الأصفر مهد حضارة الأمة الصينية القديمة .
كانت المناطق على مجارى نهر وي خه ونهر شي هان شوي شرقي مقاطعة قانسو مصدرا أوليا لصناعة الأدوات الفخارية الملونة قبل ثمانية آلاف سنة، حيث أكتشفت في الحفريات مجموعة أولى من هذه الأدوات التي تتمتع بالفنون الجميلة في النحت والصنع والتشكيل والتلوين . ثم تطورت هذه الصناعة الفخارية الملونة إلى ذروة تطورها في الفترة من 5000 إلى 4000 عام ، وبعد ذلك نقلت هذه الصناعة الفنية الجميلة والقديمة إلى مناطق غربي آسيا عبر طريق الحرير القديم .
وتجدر الإشارة إلى أن تتابع الشعلة الأولمبية بمدينة لانتشو كان قد بدأ بمصاحبة رقصات الطبول الشعبية المميزة بمدينة لانتشو وأطلق عليها الناس إسم "رقصة طبول تاي بينغ ياو قو" ، ويرجع تاريخها إلى 600 سنة . وكان الممثلون يقرعون الطبول التي يحملونها على ظهورهم بنشاط وحيوية ونغمات منتظمة قوية، وكان صوت الطبول يخفق قلوب الناس ويشجع حماستهم في الاحتفال بتتابع النار الأولمبية المقدسة. وذكر أن رقصة الطبول هذه قد أختيرت كبرنامج ترحيب حار يعرض قبل مراسم إفتتاح أولمبياد بكين رسميا في " ملعب عش الطائر" في ال8 من أغسطس القادم ، وهذا يعتبر شرفا كبيرا آخر لمدينة لان تشو القديمة .
ومن ضمن حاملي الشعلة الأولمبية لتتابعها بمدينة لانتشو أيضا أحد المحميين للحيوانات والنباتات البرية ، إسمه أو يانغ فونغ ، ظل يعمل في مصلحة الإدارة والحماية للحيوانات والنباتات البرية بمقاطعة قانسو بعد تخرجه من جامعة لانتشو عام 1984، وقد أسهم مع زملائه إسهاما كبيرا في حماية البندا العملاقة الصينية خلال السنوات الماضية . وقال إن فرصة المشاركة في تتابع شعلة أولمبياد بكين أمر ذا مغزى كبير وهو لا يعبر عن عزيمة الحكومة في حماية البيئة الطبيعية وتحقيق التناغم بين الإنسان والطبيعة فحسب، بل يجسد روح أولمبياد بكين المتمثلة في تحقيق "أولمبياد أخضر وأولمبياد إنساني وأولمبياد علمي" . واليوم، نتابع الشعلة الأولمبية كأننا نتابع هذه الروح في الوقت نفسه ونقلها ونشرها أوسع فأوسع .
مدينة لانتشو مدينة قديمة هامة على طريق الحرير القديم ، كان لها دور كبير في ربط العلاقات بين الشرق والغرب . لذلك ، يوجد فيها الكثير من الآثار التاريخية العديدة والباهرة التي تجذب الزوار والسياح للزيارة والمعرفة . كما هي طريق موجه إلى كهوف موقاو بمدينة دونغ هوانغ وجبل مي جي بمنطقة تيان شوي ومعبد دافو ببلدة تشانغ يه وغيرها من المواقع التاريخية الهامة بغرب الصين . وبسبب وقوعها الجغرافي الهام ، بدأت مدينة لانتشو تلعب أكبر دور في دفع الاتصالات والتعاون بين الصين والدول في آسيا الوسطى وغربيها ومنطقة الشرق الأوسط وحتى أوروبا.