روابط

مدينة تشانغتشون

   2008-07-24 14:59:08    cri

مدينة تشانغتشون مدينة جميلة وحاضرة مقاطعة جيلين شمال شرقي الصين ، ومشهورة لدى الصينيين ب" مدينة السيارات " و" مدينة الأفلام " و" مدينة التماثيل " و" مدينة الغابات " وغيرها ، وذلك بسبب أنها من القواعد الصناعية القديمة في الصين، وقد ولدت فيها أول سيارة شحن وأول سيارة ركاب من إنتاج الصين بعد تأسيس الجمهورية الجديدة . وكان ستوديو تشانغتشون للأفلام، هو أول ستوديو أفلام في الصين، تأسس في أول أكتوبر عام 1945 بعد نصر حرب المقاومة الصينية ضد المعتديين اليابانيين، ثم سمي بستوديو تشانغ تشون للأفلام رسميا عام 1955 ، وقد تم إخراج وتصوير أكثر من 700 فيلم فيه خلال نصف القرن المنصرم، ومنها مجموعة كبيرة من الأفلام الصينية الممتازة والنموذجية التي تركت إنطباعات عميقة في ذكريات المواطنين الصينيين حتى اليوم. ويعتبر ستوديو تشانغتشون "هلوودا صينيا" في أنظار الصينيين، وزاره دائما كبار المسؤولين والممثلين السينمائيين المشاهير.

أما حديقة التماثيل الكبيرة التي بنيت في قلب المدينة وتبلغ مساحتها البنائية حوالي مليون متر مربع، فهي ميدان فني مشهور داخل البلاد وخارجها، ويحتفظ فيها حاليا 1500 عمل من التماثيل الدولية التي أبدعتها وصنعتها أيدي الفنانين الأجانب البالغ عددهم أكثر من ثلاثمائة . وتمثل هذه الحديقة معرضا دوليا كبيرا غير مسقوف ، كما أنها تعتبر بطاقة شخصية أخرى لمدينة تشانغتشون . وبالإضافة إلى ذلك ، تبقى في المدينة أيضا حديقة جينيغ يو تان للغابات على مستوى الدولة ، وهي من أكبر غابات الأشجار المزروعة بأيدى الناس في منطقة آسيا ، وأطلق عليها المحليون "رئة مدينة تشانغتشون " ، وهي تنظف المدينة وتجملها بالخضراء الناضجة الخلابة .

قبل أيام ، وصلت شعلة أولمبياد بكين إلى هذه المدينة الجميلة ، وحظيت بترحيب حار من المحليين رسميا وجماهيريا ، حتى وضع على معظم السيارات العامة والخاصة العلم الوطني وعلم أولمبياد بكين تعبيرا عن حماستهم لإستقبال السحاب المبارك . ونصبت أيضا في أهم الأماكن بالمدينة شاشات ضخمة لبث مشاهد تتابع الشعلة ميدانيا لتسهيل المدنيين أن يشاهدوها مباشرة . وقد شارك في تتابع الشعلة هذا 218 شخصا ممثلا من الأوساط المختلفة، وكان أولهم الخبير وانغ جيا تشي عضو الأكاديمية الصينية للهندسة ، والذي قد أسهم إسهاما كبيرا في قضية الطيران الفضائي الصيني، وبالرغم من تقدمه في العمر ، مازال يبدو مفعما بالحيوية والنشاط ، وعبر عن فخره الكبير بوجود هذه الفرصة السعيدة لحمل النار الأولمبية المقدسة مضيفا أن ذلك سيشجعه في العمل والحياة للأبد .

وجدير بالذكر أنه ضمن حاملي الشعلة في رحلة التتابع بمدينة تشانغتشون السيدة شيو لي هوا مدربة ألعاب تاي جي الصينية ، وهذا هي المرة الثانية التي حملت فيها الشعلة الأولمبية لتتابعها ، إذ أنها قد شاركت في تتابع شعلة الأولمبياد الشتوي المقام في مدينة Torino بإيطاليا عام 2006. ولم يخطر ببالنا أنها كانت في الموت السريري لمدة سنة كاملة بسبب حادثة طارئة . وبعد الرعاية الدقيقة من زوجها والجهود الذاتية من نفسها ، لم تفق من الإغماء وفقدان الوعي، والشفاء من المرض تماما فحسب، بل أصبحت مدربة مقبولة لتدريب ألعاب تاي جي التقليدية الصينية . وقالت إن الحب أعطاها الثقة الذاتية الكاملة والقوة التشجيعية الكبيرة ، وألعاب تاي جي التقليدية والتمارين الرياضية تعطيها حياة جديدة . لذلك، إختارت عمل التدريب الرياضي مجانا ردا بالجميل للآخرين والمجتمع .

وكان الحامل الأخير في تتابع الشعلة هو الرياضية الصينية الممتازة وانغ تشون لو التي فازت بالبطولة العالمية مرات في سباقات التزلج على مضمار الجري القصير. عندما أشعلت النار المقدسة الموضوعة في ميدان النافورة بحديقة التماثيل، إنفجرت الصفقات والأهازيج من جميع المشاهدين والمشاركين تمنيا لنجاح أولمبياد بكين .

تعتبر مدينة تشانغتشون " لؤلؤة لامعة في سهول سون لياو" بشمال شرق الصين، وهي مدينة وحيدة مأهولة بأبناء الأقليات القومية المتعددة بشمال الصين ، ومن أهمها قومية مان وقومية هان وقومية كوريا وقومية منغوليا وقومية هوي وغيرها، ويعيش أهالي القوميات المتعددة في الأحياء المختلفة بالمدينة بتعايش سلمي منذ الزمان ، وتكون تشانغتشون حاليا مركزا سياسيا وإقتصاديا وثقافيا لمقاطعة جيلين . ولم تكن قاعدة صناعية قديمة فحسب، بل هي إحدى القواعد الزراعية الهامة لإنتاج الحبوب والأغذية في الصين، وخاصة أنها أحد الأقاليم العالمية الثلاثة الهامة لإنتاج الذرة الذهبية الممتازة الجودة . لذلك، تشتهر تشانغتشون بالتقدم الزراعي الكبير داخل البلاد ، وحتى أصبحت رائدة أولى في معالجة الذرة الذهبية على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة في العام الماضي. وجدير بالذكر أن مجموعة هاو يو لمدينة تشانغتشون من أكبر مؤسسات لإنتاج الأغذية الإسلامية في العالم ، وكانت منتجاتها رائجة ومقبولة في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط .

ليس هذا فحسب، بل عرفت مدينة تشانغتشون بمدينة سياحية ومصيف جميل لدى المواطنين الصينيين بفضل جوها المعتدل في الصيف ووسعة المساحة المغطاة بالأشجار التي وصلت إلى أكثر من 80% من إجمالي مساحتها . وبرعاية الحكومة والجهود المبذولة من إدارة السفريات ، تطورت السياحة في مدينة تشانغتشون تطورا سريعا. وتوجد فيها حاليا رحلات سياحية عديدة لزيارة المدينة وغيرها من المواقع الطبيعية والصناعية الأخرى حولها. ومرحبا بزيارتكم لمدينة تشانغتشون إذا وجدتم فرصة لوصولكم إلى الصين إن شاء الله .

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China