سوق هونغ شياو الشعبية ببكين "سوق اللؤلؤ" المحببة لدى الأجانب

بكين لم تكن فقط مدينة تاريخية قديمة وعاصمة الصين فحسب، بل ظلت مدينة ضخمة حديثة مزدهرة، بها أماكن كثيرة للشراء والتبضع ، من المحلات التجارية المشهورة على المستوى العالمي إلى الأسواق الشعبية الحرة المتنوعة . هناك سوق شعبية معروفة لدى المحليين والأجانب تسمى سوق هونغ تشياو التي تبيع أدوات الزينة والحلى والملابس والمصنوعات الجلدية واليدوية المتنوعة، وخاصة اللؤلؤ الطبيعي والمصنوعات به، وهي تعتبر من أكبر الأسواق المحلية لتجارة اللؤلؤ ومصنوعاته داخل البلاد. لذلك، يزورها دائما كثير من الأجانب بمن فيهم كبار مسؤولي الدول الأجنبية والسفراء لدى بكين والموظفون والعاملون في البعثات الدبلوماسية الأجنبية والدولية في الصين .

بنى مبنى سوق هونغ تشياو عام 1995 ، ويتكون من ثلاثة طوابق تحت الأرض وخمسة طوابق أخرى علوية ، ويضم أكثر من 1100 جناح لبيع منتجات اللؤلؤ والحلى والزينات الأخرى وغيرها التي تتمتع بجودة مقبولة وسعر رخيص. ومن بين أصحابها تجار صغار وكبار ، وهم يعملون ويعيشون تحت سقف واحد ، ويسهمون في تنشيط وتنويع الأسواق المحلية. عرفنا السيد وانغ لي لونغ رئيس مكتب الإدارة بسوق هونغ تشياو بالأحوال قائلا :

" إن سوق هونغ تشياو الشعبية ببكين معروفة لدى المحليين والأجانب بتجارة اللؤلؤ الطبيعي والحلى الأخرى منذ زمن. وقد بدأ ذلك في أواسط ثمانينات القرن الماضي . وحسب الإحصاء فإن إنتاج اللؤلؤ السنوي لعموم الصين في الوقت الحالي يصل إلى 1600 طن ، منها أكثر من 200 طن تم تسويقها عبر سوق هونغ تشياو خلال السنوات الأخيرة بصفتها سوقا كبيرة لتجارة اللؤلؤ داخل البلاد وحتى إلى خارجها . لذا، فالسوق تحتل مكانة هامة في تجارة اللؤلؤ على مستوى الدولة."

يتميز مبنى سوق هونغ تشياو الشعبية بطابع صيني كلاسيكي من مظهره الخارجي، وهو دائما مزدحم بالزائرين والزبائن ، ويمتلئ كل مكان بداخلها جو حار بحيث يختلط فيه الحابل بالنابل ، وأصوات المساومة بين البائعين والمشترين تتلقفها الأسماع بلا إنقطاع. ورفوف البضائع مملوءة دوما بالمنتجات الفنية الجميلة المتنوعة، والمعروضات الجميلة المصنوعة من اللؤلؤ تبهر أنظار الزبائن الصينيين والأجانب حتى يعز عليهم الإبتعاد عنها . ويستطيع البائعون هنا أن يتكلموا اللغة الإنجليزية بطلاقة لتعريف الزبائن بجودة منتجاتهم . أطلق الأجانب هذه السوق إسم " سوق اللؤلؤ " ، ويقولون إنها خسارة كبيرة ألا يزورها السياح الأجانب خلال جولاتهم في مدينة بكين . وأضاف السيد وانغ قائلا :

"يأتي كثير من الزوار الأجانب إلى سوق هونغ تشياو كل يوم للزيارة وشراء اللؤلؤ بصورة خاصة. وتستقبل السوق كل سنة من خمسمائة ألف إلى ستمائة ألف زائر أجنبي، بمن فيهم بعض رؤساء دول العالم وعقيلاتهم . لأن سوق هونغ تشياو هي

" سور عظيم آخر في عيني المرأة الأجنبية ."

إن السيد كولين ليمونت مدرس أمريكي، جاء إلى الصين للعمل منذ مدة طويلة ، ويعمل حاليا في إحدى الجامعات بمدينة ينتشوان حاضرة مقاطعة نيغشيا غربي الصين. كلما وصل إلى بكين لزيارة أصدقائه، لا بد أن يزور سوق هونغ تشياو الشعبية للشراء ، كما عرفها للأجانب الآخرين. وقال لمراسلنا :

"أفضل هذه السوق الشعبية كثيرا، إنها مكان ممتاز لشراء البضائع المختلفة، وخاصة اللؤلؤ والأدوات اليشمية. أنا مقتنع بكل ما إشتريته من هنا . والجدير بالذكر أن البائعين في هذه السوق يستطيعون التكلم باللغة الإنجليزية بطلاقة، وهذا يعجبني كثيرا، لأن معظمهم لم يدرس اللغة الإنجليزية في المدارس الرسمية. أزور هذه السوق الشعبية دائما وحيدا أو بمرافقة أفراد عائلتي وأصدقائي ."

إضافة إلى بيع اللؤلؤ والحلى المتنوعة ، يمكن أن يجد الزبائن هنا أيضا المنتجات الألكترونية والرقمية والأقمشة الصينية والحرير والحقائب وغيرها من الحاجيات اليومية ، وكلها تحظي بإقبال كبير من الأجانب . إن السيدة الأمريكية رودي ، تزور هذه السوق لأول مرة ، ومع أنها لا تجيد فن المساومة مع البائعين، فهي مسرورة جدا بزيارة سوق هونغ تشياو وشراء بعض الحاجيات منها. حيث أخبرت مراسلنا قائلة :

" تبنيت إبنة صينية ، وعرفت منها أن هناك سوق هونغ تشياو الشعبية المعروفة التي بها كافة البضائع المتنوعة مع الأسعار الرخيصة. ولكن المساومة تتعبني كثيرا . سأشتاق إلى هذه السوق وتجربتنا فيها بعد عودتنا إلى الولايات المتحدة . أحب مدينة بكين حقا ."

ومن تعريف إبنة السيدة رودي أن مقاييس الملابس والأحذية في سوق هونغ تشياو كبيرة وكاملة صالحة للأوروبيين والأجانب . قالت طالبة إسرائيلية ببكين لمراسلنا :

" كثير من الطلاب الأجانب الدارسين في بكين يزورون سوق هونغ تشياو دائما، لأن البضائع هنا مميزة بالصفات الصينية ، وخاصة أن حقائب الكتب والملابس والحلى وغيرها جميلة ورخيصة. نحبها كثيرا "

ومن أجل المزيد من التعارف مع الزبائن الأجانب ، يجيد معظم البائعين والعاملين في سوق هونغ تشياو اللغات الأجنبية كالإنجليزية والروسية واليابانية والكورية والأسبانية وغيرها ، وهذا يعجب الأجانب ويسهل عليهم للشراء . قال السيد وانغ لو لونغ مسؤول بالسوق لمراسلنا :

" قمنا بإستعدادات كاملة لإستقبال أولمبياد ببكين منذ عام 2006 ، حيث عملنا بتغيرات جديدة تتماش مع ظروف تجارة البضائع، وعلقنا بعض لوحات إرشادية والإضاحات اللازمة باللغات الأجنبية داخل المبنى، ونظمنا للعاملين دروسا باللغات الأجنبية الصحيحة مع تعميم المعارف الأولمبية بينهم ووضع مشروعات خاصة لإستقبال الضيوف الكرام والأصدقاء الأجانب عند زيارتهم للسوق خلال فترة الأولمبياد وغيرها ."

ومن أجل الإحتفال بإفتتاح أولمبياد ببكين ، قامت سوق هونغ تشياو حاليا بتنظيم مهرجان ثقافة اللؤلؤ والمعرض الدولي لللآلئ والحلى المتنوعة ، ويعرض فيه اللآلئ الطبيعية المتنوعة التي تم تربيتها في بحيرات الصين واللآلئ المنتجة من دول جنوب آسيا واليابان و اللؤلؤ الممتاز لمقاطعة قوانغتشي وغيرها . كل هذا بالطبع يعتبر فرصا سانحة ليتعرف الضيوف الأجانب والأصدقاء القادمون من كل أنحاء العالم على ملامح الصين، وعلى وجه بكين ، وعلى سوق هونغ تشياو الشعبية ، وعلى اللؤلؤ الطبيعي الجميل من إنتاج الصين . مرحبا بكم في زيارة سوق هونغ تشياو الشعبية المشهورة ببكين ، وإذا ما زرتها ، فإنك لا بد أن تجد هناك اللآلئ اللامعة أو أشياء صينية قد تعجبك وتأسرك . *