v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
تم إيقاد شعلة أولمبياد بكين للمعوقين في المراسم الاحتفالية التي أقيمت بالمعبد السماوي ببكين في ال28 من أغسطس الماضي، وبذلك انطلقت رحلة تتابع شعلة أولمبياد المعوقين رسميا. وفي فترة الدورة الأولمبية للمعوقين، ستنير الشعلة التي ترمز إلى تجاوز الحدود والاندماج والمشاركة، طريق الرياضيين المعوقين إلى الأمام.
وفي مراسم إشعال اللهب الأولمبي، نجحت فتاة معوقة في إيقاد اللهب من مرآة مقعرة لامعة على أنغام موسيقى مهيبة من أنشودة أولمبياد المعوقين، اسمها جيانغ شين تيان، تعاني من إعاقة السمع والنطق وتعمل حاليا في الفرقة الفنية الصينية للمعوقين كمقدمة بلغة الإشارة. أوضحت هذه الفتاة البالغة من العمر 24 عاما بتجاربها شعار أولمبياد بكين للمعوقين المتمثل في تجاوز الحدود والاندماج والمشاركة.
يعتبر إيقاد اللهب الأولمبي مهمة غير سهلة بالنسبة لجيانغ شين تيان التي لا تسمع نظرا لأنه ليس هناك إلا 10 آيام على إقامة مراسم إشعال اللهب بعد معرفتها عملية الإشعال الدقيقة. وبمساعدة مترجم للغة الإشارة، فهمت واستوعبت جيانغ شين تيان لموسيقى المصاحبة لعملية إيقاد اللهب الأولمبي، وتعلمت حركات الصلاة وحركات التعبد وفتح ذراعيها لتحتضن الشمس. وفي هذه الأيام، كانت جيانغ شين تيان تبذل جهودا كبيرة لإتقان حركات إيقاد اللهب الأولمبي بمصاحبة الموسيقى. وفي هذا الصدد، قالت لمراسل إذاعتنا بلغة الإشارة
"حاولت إتقان حركات إيقاد اللهب الأولمبي بعد معرفتي أنني اخترت لتحمل هذه المهمة. وبسبب إعاقة السمع عندي، كنت لا أستطيع إلا الإحساس بالموسيقى بقلبي."
حققت جيانغ شين تيان نجاحا تاما في إيقاد لهب أولمبياد بكين للمعوقين بحركات صحيحة وأنيقة. وفي هذه اللحظة، كان هناك شخص آخر أكثر شعورا واهتماما، هذا الشخص هو أمها تشاو لين، معلمة في مدرسة نينغ آن لو الابتدائية في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين. عادت بذاكرتها إلى هذه اللحظة قائلة
"كنت أقف وراء الجماهير التي احتشدت لمشاهدة مراسم إشعال اللهب، وعندما رأيت جيانغ شين تيان تنجح في إيقاد اللهب الأولمبي، كنت متأثرة جدا، ولم أستطع إلا أن أصيح قائلة: برافو! وسالت دموعي."
أصيبت جيانغ شين تيان بصمم التسمم بالمخدرات في أول سنة من عمرها بسبب المضادات الحيوية الزائدة جدا، ودخلت عالما بدون أصوات. كانت أمها تشاو لين تشعر بالقلق واليأس لمستقبلها المظلم. لكن جيانغ شين تيان أظهرت شخصيتها القوية وقدراتها على رعاية نفسها في طفولتها مما أدهش أمها بصورة كبيرة.
"عندما كانت جيانغ شين تيان في الثانية من العمر، استطاعت شراء مصاصات بنفسها، ولم تفقد أموالا. كانت تشتري دوما مصاصتين في المرة الواحدة، تأكل واحدة، وتقدم الأخرى لي. أرى أنها حينما كانت تتعامل الآخرين تحاول تقليد تصرفات الكبار."
ومنذ ذلك الوقت، اهتمت تشاو لين بتشجيع ابنتها على التعامل مع الآخرين. وعندما كانت تريد شراء بعض المستلزمات اليومية، تكلف جيانغ شين تيان بهذه المهام. وبفضل اندماجها مع المجتمع، زادت ثقة جيانغ شين تيان من نفسها، وحققت نتائج ممتازة منذ المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية، وفازت بمكافآت دراسية في كل موسم دراسي. وفضلا عن ذلك، شاركت في مختلف النشاطات التي نظمتها مديرية التربية والتعليم واتحاد المعوقين في مدينة تشينغداو، ولقيت إشادة كبيرة من كل الناس.
تمنت تشاو لين أن تصبح ابنتها مصممة للأزياء، لكن جيانغ شين تيان باعتبارها فتاة مستقلة الشخصية اختارت طريق الحياة بنفسها، إذ سجلت اسمها للمشاركة في مسابقة ملكة جمال العالم في عام 2003، وفازت بالمرتبة السادسة بجمالها وقلبها الطيب إضافة إلى الثقة بالنفس، وأثارت بذلك اهتماما من قبل العالم. كانت جيانغ شين تياو تحلم للعمل في الفرقة الفنية الصينية للمعوقين، وبعد تحقيقها نجاحا في مسابقة ملكة جمال العالم، لاحظت الفرقة هذه الفتاة الممتازة، ودعت جيانغ شين تياو للانضمام إليها للعمل كمقدمة بلغة الإشارة. في مارس عام 2004، توجهت جيانغ شين تيان لأول مرة إلى كوريا الجنوبية مع الفرقة الفنية لتقديم العروض الفنية، ولقيت إشادة مرة أخرى من قبل مختلف الأطراف لأدائها الممتاز. ومنذ ذلك الوقت، بدأت جيانغ شين تيان تقديم العروض الفنية عشرات المرات خارج البلاد سنويا. قالت أمها لمراسل إذاعتنا بكل فخر
"مرت ابنتي بتجارب اجتماعية وافرة من خلال المشاركة في مسابقة ملكة جمال العالم والعروض الفنية في مراسم اختتام أولمبياد أثينا للمعوقين في عام 2004 والعروض الفنية في حفل تلفزيوني بمناسبة عيد الربيع وهو الحفل الذي نظمته محطة التلفزيون المركزية الصينية في عام 2005، وكانت موجدة في الأماكن التي يتواجد فيها الرئيس الصيني ورؤساء الدول الأجنبية."
رغم إحراز كل هذه النجاحات، لا تزال جيانغ شين تيان تتطلع إلى تحقيق نجاح أكبر. وتعمل حاليا على دراسة الأتمتة المكتبية الكمبيوترية في جامعة الاتحاد ببكين، قالت لمراسل الإذاعة بلغة الإشارة، وترجم متجرمها لنا قائلا.
"آمل في استكمال دراستي في الجامعة بصورة سلسة، وأود أن أخدم المعوقين بعد التخرج من الجامعة."
الآن تتشوق جيانغ شين تيان إلى افتتاح أولمبياد بكين للمعوقين، لأنها تحب ممارسة الرياضة منذ طفولتها. وتقوم جيانغ شين تيان بالسباحة والعدو دوما، وتعتبر مستوياتها في سباق المسافات المتوسطة والطويلة والقفز العالي عالية جدا. قالت الفتاة لمراسل إذاعتنا إن أولمبياد أثينا للمعوقين لعام 2004 قد ترك انطباعات عميقة في ذهنها، حيث دهشت لمشاهدة مشاركة رياضي بدون ذراع في منافسات السباحة، والآن هي متشوقة لمشاهدة المنافسات الرائعة لأولمبياد بكين للمعوقين.
"الحياة فيها الحلو والمر الورد والشوك، لسنا تعساء، إننا نعاني من الصعوبات في الحياة فقط. ونسعى مثل الآخرين لتحقيق أحلامنا ونتشوق إلى إظهار قيم حياتنا. وآمل أن يواصل الأصحاء الاهتمام بالمعوقين كما يفعلون خلال فترة أولمبياد المعوقين."