v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
بعد اختتام أولمبياد بكين بنجاح تام، ستستقبل بكين مهرجانا رياضيا كبيرا آخر، ألا وهو دورة الألعاب الأولمبية ال13 للمعوقين. خلال فترة هذه الدورة، سيحتشد في بكين أكثر من 4000 رياضي معوق و2500 مدرب وحكم من 148 دولة ومنطقة إضافة إلى أكثر من 4000 صحفي. ولضمان إستضافة أولمبياد بكين للمعوقين بشكل سلس، يعمل حاليا 44 ألف متطوع على قدم وساق لإتقان أعمال الاستقبال، منهم مجموعة خاصة من المتطوعين، هم مدلكون مكفوفون.
في مركز الترفيه التابع للمستوصف الشامل بقرية أولمبياد المعوقين، يوجد حوالي 60 مدلكا على أهبة الاستعداد لتوفير خدمات التدليك الطبي التقليدي الصيني للرياضيين والمسؤولين والصحفيين والضيوف من مختلف الدول والمناطق، منهم عشرة مدلكين مكفوفين. أطلع السيد لو شين وهو مدلك كفيف يعمل في المركز أطلع مراسل إذاعتنا على التدليك الطبي التقليدي الصيني قائلا
"إن التدليك الطبي الصيني يتسم بالخصائص التقليدية الصينية. وتثير العلوم الطبية التقليدية الصينية إعجاب الناس دوما، وأنها تدعو للقيام بالتدليك الطبي على نقاط الوخز من أجل تخفيف الضغوط على الجسم. يمكن لهذا الأسلوب لعب دور فعال في تقوية الجسم حتى مساعدة الناس على التخلص من الأمراض. لا توجد نظرية طبية مماثلة في الدول الأجنبية، ويعتبر التدليك الطبي التقليدي الصيني تدليكا متميزا. أنا مدلك كفيف، أشعر بالفخر لتقديم خدمات لأولمبياد المعوقين بصفتي متطوعا. إنه شرف لي أن تتاح لي هذه الفرصة لإظهار الطب التقليدي الصيني والتدليك الصيني أمام العالم."
لو شين البالغ من العمر 26 عاما مدلك مخضرم من مدينة ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين، يمتلك تجارب وافرة خاصة بالتدليك الطبي الصيني نظرا لأنه قد عمل في هذا القطاع لمدة 6 سنوات. أصيب لو شين بالتهاب الشبكية الصباغي في ال19 سنة من العمر، عندما كان يدرس في الصف الأول في إحدى الجامعات. ومنذ ذلك الوقت، تحولت مسيرة حياته إلى اتجاه آخر. إذ اضطر إلى التخلي عن دراسة الطب الغربي وبدأ تعلم التدليك الطبي الصيني. قبل 6 سنوات، أتى إلى بكين للعمل في مركز تدليك. وقال لو شين لمراسل إذاعتنا إن فقدان بصره لم يجعله ينحدر في عالم مظلم.
"أرى أن نظرة الإنسان إلى الحياة مهمة جدا، رغم أن بصري ليس جيدا، إلا أنني أحاول مواجهة المشاكل بشجاعة. وأسعى لإتمام كل الأعمال اعتمادا على نفسي. بالطبع أنا مسرور لتلقي مساعدات من قبل الآخرين إذا لم أتمكن من إنجاز الأعمال بنفسي، وقد أحسست بدفء المجتمع. أنا كفيف من الجماعات الأقل حظا في المجتمع، لكنني لست ضعيفا، وأود توفير خدمات للناس وللمجتمع. "
قال السيد وانغ تشانغ هان مدير مركز إرشاد التدليك للمكفوفين في بكين إن اللجنة التنظيمية لأولمبياد بكين كانت تدعو المدلكين المكفوفين للمشاركة مع المتطوعين من الجامعات الطبية في توفير خدمات متخصصة خلال فترة أولمبياد بكين وأولمبياد بكين للمعوقين، وسجل أكثر من 500 كفيف أسماءهم في هذه الأعمال. رشح مركز إرشاد التدليك للمكفوفين ببكين عشرين مدلكا كفيفا حسب المعايير التي وضعتها اللجنة التنظيمية للأولمبياد، وبعد إجراء اللجنة مقابلات معهم، اختارت 10 مدلكين منهم. وأكد السيد وانغ تشانغ هان مدير مركز إرشاد التدليك للمكفوفون في بكين أنه رغم مواجهة المدلكين المكفوفين كثير من الصعوبات في الدراسة والعمل بسبب إعاقة العمي، لكن يمكنهم العيش والعمل بصورة عادية بفضل مساعدة مختلف الأوساط الاجتماعية، وأشاد بهؤلاء المدلكين المكفوفون الشباب بفخر قائلا
"هم مكفوفون من جيل جديد، لديهم المعرفة والعلوم والطموحات والحيوية. ويسهمون كما نفعل نحن الأصحاء في التطورات الاجتماعية."
إن المدلكين المكفوفين الذين يعملون في المستوصف الشامل بقرية أولمبياد بكين للمعوقين كلهم شباب. منهم السيدة تشن هوي ينغ التي تبلغ 26 سنة من العمر. وتخرجت من كلية التعليم الخاص بجامعة بكين المشتركة في العام الماضي، وبدأت العمل في مستشفى بكين الخاص بالتدليك. وقالت لمراسل الإذاعة إنها تعتبر العمل في هذا المستشفى شيئا سعيدا ومحظوظا بالنسبة لها. وعندما قررت اللجنة التنظيمية لأولمبياد بكين استقدام المدلكين المكفوفين، بادرت إلى تسجيل اسمها. وكشفت تشن هوي ينغ عن أنها لم تحظ بأي مساعدة تفضيلية خلال التنافس على فرصة المشاركة في خدمة البارالمبياد، حيث حصلت على هذه الفرصة بعد مرور الاختبارات الشديدة، الأمر الذي يزيد من ثقتها بالنفس.
"قبل الانضمام إلى فرقة المتطوعين لخدمة الأولمبياد، يجب علينا المرور باختبارات المعارف الأساسية والأولمبية والمقابلات التي نظمتها اللجنة التنظيمية للأولمبياد. كما يتعين علينا إجادة اللغة الانجليزية لتسهيل الاتصالات مع الأجانب."
وبفضل إجادة اللغة الانجليزية، أتيحت لتشن هوي ينغ فرصة العمل في القرية الأولمبية. وخلال فترة أولمبياد بكين، قدمت تشن هوي ينغ خدمات تدليك ممتازة للضيوف الأجانب وعرفتهم بالمعلومات الخاصة بالعلوم الطبية الصينية، وعممت العلاج التقليدي الصيني. عرضت تشن هوي ينغ لمراسل الإذاعة في ابتسامة بعض الأوسمة التذكارية، وقالت
"بعد التدليك، يمكنني الإحساس بأن الضيوف يشعرون بالراحة من تعابير الوجه وكلمات الإشادة والشكر. وخلال التدليك، عمّمت التدليك التقليدي الصيني إلى العالم، وأعتبر نفسي ممثلة للمتطوعين الصينيين، وأشعر بالفخر والشرف في تقديم خدمات مرضية للضيوف الأجانب."
تجدر الإشارة إلى أن المدلكين المكفوفين المتطوعين كلهم يستطيعون القيام بالتبادلات مع الأجانب باللغة الانجليزية، وأجاد كثير منهم هذه اللغة من خلال الدراسة بأنفسهم. قالت السيدة وانغ يان جيو وهي مدلكة كفيفة متطوعة لمراسل الإذاعة إن المدلكين المكفوفين العشرة سيتناوبون على العمل خلال فترة الدورة البارالمبية، حيث سيعمل اثنان منهم في القرية الأولمبية كل يوم. وعبرت مع السيد لو شين عن ترحيبهما نيابة عن المدلكين المكفوفون بجميع الضيوف المشاركين في أولمبياد بكين للمعوقين.
"نتمنى لكم كل الصحة من خلال تدليكنا. ونتمنى لكم إقامة سعيدة في بكين والحصول على الذكريات الجميلة من فترة أولمبياد بكين للمعوقين."