روابط

الرياضيون غير المحترفين سعيدون أكثر

   2008-09-09 14:35:03    cri

في الساعة الرابعة من مساء الإثنين (8 سبتمبر)، أتيحت فرصة للمتفرجين في ملعب بكين للرماية للتصفيق والهتاف لإحدى الرياضيات من الدولة المضيفة، عندما أحزرت لين هاي يان ذهبية المسدس الهوائي فئة P2-SH1 10 أمتار للنساء، وهي أول ميدالية ذهبية يفوز بها فريق الرماية الصيني خلال أولمبياد المعاقين عام 2008 ببكين.

ولكن، بصفتها رياضية مشاركة في هذه الدورة البارالمبية، فإن أكثر ما يميز لين هاي يان ليس هذه الذهبية الأولى، بل اعتبارها رياضية غير محترفة على الإطلاق حتى في الوفد الرياضي الصيني الذي يتميز بأن جميع أعضاء الرياضيين غير محترفين. وقالت لمراسلنا:

"أرى أن ممارسة لعبة الرماية في أوقات الفراغ جيدة جدا، إذ إن العمل واللعب يكملان بعضهما البعض. خاصة إذا كان أدائي جيدا في المنافسات، فسيكون أدائي أجود في العمل."

ولدت لين هاي يان البالغة من العمر 43 سنة في مقاطعة فوجيان جنوبي الصين، وأصيبت بشلل الأطفال عندما كانت صغيرة جدا. ورغم ذلك، أصبحت لين مع ترعرعها تتحلى بالاستقلالية وانشراح الصدر والإقبال على التقدم. ووجدت السيدة لين فرصة عمل في شركة بالعاصمة بكين. وبفضل اجتهادها في العمل، ارتقت من موظفة إلى إدارية. ثم بدأت لين ممارسة لعبة الرماية في عام 1991، وما زال أداؤها في هذه اللعبة جيدا، وفازت ببطولات عالمية عديدة، وأحرزت فضية في الدورة البارالمبية في سيدني عام 2000. والمهم هنا أن هذه النتائج الرائعة حققتها لين هاي يان بعد تدريبات لم تأخذ وقتا طويلا جدا على حساب العمل. وقالت:

"قليلا ما أشارك في التدريبات الجماعية المركزة التي ينظمها المنتخب الوطني. وقدمت الشركة وزملائي دعما كبيرا لي. وعندما أقوم بالتدريبات، يتقاسم زملائي مهامي في العمل. هم مجتهدون جدا. وأشكرهم كثيرا."

ومن أجل تحقيق نتائج جيدة أمام أبناء وطنهم، كان الكثير من الرياضيين الصينيين ذوي الاحتياجات الخاصة يأخذون وقتا طويلا يصل أحيانا إلى سنة كاملة في التدريبات المركزة مثلما فعل الرياضيون المحترفون. ولكن لين هاي يان اختارت طريقة التدريب غير الاحترافية، اعتقادا منها بأن التدريب لمدة طويلة جدا ليس ضروريا بالنسبة إلى لعبة مثل الرماية. وبهذا الخصوص، قالت الرياضية مستشهدة بالبطل الأولمبي الصيني وانغ يي فو الذي أحرز ذهبية للرماية في دورة أثينا:

"بالنسبة إلى لعبة الرماية، أرى أن التدريب لمدة طويلة جدا، سيؤدي في بعض الأحيان إلى عكس ما نأمل، ربما إلى فشل الرياضي في تركيز اهتمامه خلال التنافس. وأتذكر أن وانغ يي فو كان يدرس في جامعة تشينغهوا ويتدرب يوميا ساعة ونصفا فقط قبل دورة أثينا. ولكن أداءه في أثينا كان جيدا جدا."

وعندما سألها المراسل عما إذا أرادت أن تصبح رياضية محترفة، قالت مازحة إنها لا تريد ذلك لأنه مجهد جدا.

يمكن للرياضيين أن يختاروا في ممارسة الألعاب بين الاحتراف وعدم الاحتراف. ولأسباب واقعية عديدة، فإن عدد المحترفين بين الرياضيين المشاركين في المنافسات البارالمبية قليل جدا، وربما يشكل ذلك عقبة أمام تطور الحركة البارالمبية في الوقت الذي يعتبر فيه الاحتراف تيارا سائدا في عالم اليوم. لكن رئيس اللجنة البارالمبية الدولية فيليب كريفن قال إن "الرياضة هي الحماسة، وإذا تحولت إلى عمل، تغير الأمر تماما". وفي الحقيقة، كان من المطلوب في بداية الحركة الأولمبية أن يكون أي رياضي مشارك في المنافسات الأولمبية غير محترف. ويمكن القول إن الملامح الأولية للحركة الأولمبية تجلت مرة أخرى اليوم في لين هاي يان وغيرها من الرياضيين غير المحترفين، كما قالت السيدة لين:

"أعتقد أن هذا تجسيد رائع للروح الأولمبية المتمثلة في "المشاركة هي الأهم"".

متعلقات
ما رأيك ؟
link | اتصل بنا |
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved.
16A Shijingshan Road, Beijing, China