المشاركة أكبر انتصار – المنتخب العراقي للكرة الطائرة من وضع الجلوس يكسب الكرامة

أقيمت مساء أمس الاثنين (8 سبتمبر) في إستاد جامعة الزراعة الصينية ببكين إحدى السباقات التأهيلية للكرة الطائرة من وضع الجلوس بين المنتخب العراقي ومنتخب البوسنة والهرسك ضمن أولمبياد المعوقين، حيث خسر المنتخب العراقي بلا شئ مقابل ثلاثة أشواط، إلا أنه كسب تصفيقات حارة من المتفرجين.

ها هي هتافات التشجيع التي طلقها المتفرجون للمنتخب العراقي. وكانت هذه الأصوات تتعالى في أجواء الإستاد مرة تلو الأخرى. ورغم أن 13 شابا عراقيا ضمن المنتخب العراقي للكرة الطائرة من وضع الجلوس ومدربيهم لم يتمكنوا من كسب الفوز في سباقهم الأول في بكين، إلا أنهم شعروا بحفاوة المتفرجين الصينيين وتشجيعهم المتحمس، الأمر الذي أسعدهم كثيرا. وما إن انتهت المباراة، حتى عبر سعيد حامد رئيس الفريق لمراسلنا عن جزيل شكرهم للمتفرجين:

"أشكر كل من شجعنا في هذه الساحة. إنهم فخورون بالشعب العراقي وخاصة المنتخب العراقي، كأنهم شعبهم، حيث يشجعوننا بحيوية وبجد وبإخلاص. وأنا جدا جدا ممنون لهم، أعبر عن جزيل الشكر نيابة عن كافة زملائي، أشكر هذا الجمهور وهذا الشعب العريق."

لم يول المدرب الأول للمنتخب العراقي عامر الزبيدي اهتماما كبيرا لنتائج السباقات. ونظرا للظروف الأمنية والمالية المعروفة لدى الجميع، يصعب على أعضاء الفريق العراقي القيام بالتدريبات المطلوبة في داخل العراق. أما المشاركة في سباقات أولمبياد المعوقين في بكين فهو حلم بالنسبة لهم جميعا. ويرى السيد عامر الزبيدي أن وصولهم إلى بكين ومشاركتهم في هذه السباقات هي بالذات انتصار لهم، لأنهم جعلوا العالم يعرفون أن العراق ما زال موجودا، إذ قال:

"نحن في العراق نواجه الكثير من الصعاب. وتدريبنا اليومي صعب جدا أمام الوضع السيئ في العراق. لذلك جئنا إلى هنا لنتعلم أيضا، ولنقول إن العراق باق وموجود."

بلغ سعيد الحامد رئيس الفريق هذا العام 52 سنة من عمره، وهو أكبر عضو عمرا في هذا الفريق. وبدأ يمارس رياضة الكرة الطائرة من وضع الجلوس في أواخر الثمانينيات، وشارك مرات عديدة ضمن المنتخب العراقي في سباقات أولمبياد المعوقين وبطولة العالم، حيث يتمتع بهذه الرياضة التي زادته ثقة بنفسه. وأصبح من الصعب عليه الابتعاد عن هذه الرياضة، فثابر على التدريبات مع زملائه رغم كثرة الصعوبات. وقال الحامد:

"كنا نتدرب في قاعة، وكانت الطرق مسدودة علينا، ونتدرب في ساحة، والطرق تنسد علينا، ونتدرب في طريق، والطريق تنسد علينا. لكن الحمد لله دخلنا معسكرات خارج القطر، وهذه الجهود مبذولة من قبل إدارتنا واللجنة البارالمية بالعراق. وبفضل الجهود من الاتحاد البارالمبي، استطعنا الوصول إلى هذه البطولة، إلى أولمبياد بكين للمعوقين، ويعتبر ذلك فخرا للشعب العراقي."

وبسبب مثابرة الرياضيين العراقيين، نالوا تأييدا وتشجيعا من المتفرجين إلى أقصى حد. والطالبة تشن شياو مي أحد المتفرجين على هذه المسابقة، وكانت تشجع المنتخب العراقي من البداية حتى النهاية. وقالت لمراسلنا:

"أرى أن الرياضيين العراقيين ممتازون، إنهم لم يتغلبوا على إعاقة إجسادهم فحسب، بل تغلبوا على الظروف الصعبة في العراق أيضا. ومهما تكن النتيجة التي يحققونها، سأشجعهم وأؤيدهم دائما."

ورغم خسارة المنتخب العراقي في أول سباقاته في بكين، إلا أن المدرب عامر الزبيدي متفائل إزاء السباقات المقبلة بفضل وجود المتفرجين الصينيين المساندين لهم، حيث شعروا بأنهم يشاركون في السباقات في بلادهم. ويأمل السيد الزبيدي في أن يدخل المنتخب العراقي ضمن مجموعة الأربعة الأقوياء. وعلى كل حال، فقد حقق أمنيته الكبيرة في المشاركة في السباقات بالصين. وقال:

"نحن مسرورون، وهذه أمنية كبيرة أن نصل إلى بكين. إن بكين عزيزة علينا، والصين عزيزة علينا. وأنتم في القلب، والصين دائما في القلب، نحن نحبكم كثيرا، وأنتم شعب عظيم، ونحن سعداء لزيارة بكين."